ظاهرة التحرش الجنسي بشكل عام و بالأطفال بشكل خاص بدأت تتفاقم في مجتمعنا بل هي الأقرب لتحولها إلى وباء اجتماعي ومع كل أسف التحرش الجنسي بالأطفال غالبا ما يكون مصدره بعض الأهل والمحارم
كل يوم نسمع القصص من هذا المجتمع ومن ذاك المجتمع يهتز لها الوجدان وتستنقر لها الأعصاب وتدفع الدم إلى الغليان في العروق وتشعرنا بالعار وحتى إن كنا غرباء عن ذاك الطفل أو تلك الطفلة فنحن العرب بيننا روابط وهموم مشتركة ومهما بعدت المسافة بيننا نبقى قريبين من بعض هم الواحد هو هم الكل طبعا على مستوى الشعوب لا الحكومات
التحرش الجنسي بالطفل أمر بالغ الخطورة وله أسباب ونتائج تترتب عليه وأيضا هناك بعض الحلول أو الأمور المساعدة للأهل لتجنيب أولادهم التحرش الجنسي وسأتناولها تباعا وأريد أن الفت نظركم لأمر أن ما اكتبه هو ينطبق على الطفل والطفلة ولكن ستجدون إنني أتحدث دائما عن الطفل ولكن لا اقصد أن ما سأشرحه مختص با لطفل دون الطفل بل ينطبق الكلام على كلاهما
اعتبر هذا المقال بحث صغير في هذه المشكلة واستغرق اعدادة أيام وارجوا أن يجد صدى لديكم وارجوا أن تشاركونني به بالمناقشة لتحسينه وللفت انتباهي لجوانب قد أكون أهملتها دون قصد
أسباب التحرش الجنسي بالأطفال
هناك أسباب عديدة للتحرش الجنسي ويتقاسمها كلا من الجاني و الأهل وسأذكر لكم أهم تلك الأسباب
1-تد دني مستوى المجتمعات العربية من جهة الثقافة والأدب والأخلاق وحسن السلوك وهذا يعود لسوء تربية تفشت في الأسرة ونتيجتها فشل طال غالبية المجتمع
2- استيراد عادات وتقاليد وأخلاقيات سيئة من المجتمعات الأوربية وتلك المجتمعات بدأت بمحاربتها في نفس الوقت نحن بدأنا نطبقها
3- ابتعاد البشر عن الله وعن الدين وضعف إيمانهم وضعف الخوف من الله ومن عقابه مما يدفعهم للارتماء في حضن الفاحشة
4-التطور الإعلامي والتكنولوجي حيث أصبح متوفر للإنسان مصادر متنوعة للفساد والاطلاع على المصادر الإباحية مثل الستالايت والانترنيت وعدم وجود ضوابط ذاتية للفرد وعدم وجود ضوابط أسرية وضوابط من الدولة على تلك المصادر المخلة للآداب وهي تشحن المشاعر الجنسية لدى متابعينها بقوة وتدفعهم لارتكاب الأمور التحرشية وربما أكثر من التحرش
5-الانحراف الجنسي والشذوذ عادة بدأت تنتشر بوقاحة في مجتمعاتنا مع مراقبة خجولة من الدول دون مكافحة لتلك المظاهر المستوردة من الخارج والتي تقف خلفها دول كبيرة بهدف إفشال مجتمعاتنا وقيمنا وأخلاقنا الإسلامية الأصيلة
6- تدني مستوى المعيشة المالي مما يمنع الكثير من الشبان من الزواج لعدم امتلاكهم القدرة المالية مع ارتفاع المهور والتكاليف ويتجهون لعدة جهات لإرواء رغباتهم الجنسية ومن ضمن تلك الجهات التعرض للأطفال والتحرش بهم
7- الثقة الزائدة بالأقرباء والأهل المعتبرين من المحارم وتأمينهم بشكل مفرط على الأولاد وغالبا يكون المقربون هم الأكثر تحرشا بالأطفال
8- سوء تربية الأهل للأطفال وترهيب الأطفال وعدم بناء جسور التواصل معهم من أهم الأسباب المشجعة للتحرش
معكم حق الأمر غامض قليلا واليكم التفسير لهذا البند
إن كان الطفل يخاف من أهله ولا يوجد بينه وبين أهلة روابط التواصل وحسن الإصغاء والفهم فهو لن يخبرهم ماذا يحصل معه ومن ينظر إليه نظرات غريبة ومن يتحرش به إلى أن يصل إلى الاغتصاب لا سمح الله
بينما لو لم يكن هناك خوف من الأهل ولو كان هناك تواصل وفهم للطفل سيخبر أهله عن كل ما يحصل معه وقد يلحق الأهل الطفل وينقذوه من براثين المتحرش
9- إهمال الأهل للتربية الجنسية للطفل من اقوي مسببات التحرش فالطفل المتحرش به لا يعرف ماهذا الأمر ولا يدرك خطورته ويعتبره أمرا عادي ولا يبدي أي ردة فعل أو مقاومة في البداية ولكن إن عرف ما معنى هذا التصرف وما نتائجه لتمكن على الرغم من صغر سنه لتمكن من تخليص نفسه من التحرش
مع الأخذ بالاعتبار أن التربية الجنسية تكون بالتدريج وتتناسب مع المرحلة العمرية وإياكم والكذب على الطفل بأي أمر يخص الجنس لأنه لن يعرف الحقيقة عندما يحتاجها ليخلص نفسه
النتائج المترتبة على التحرش الجنسي بالأطفال
لكل عمل نتائج ونتائج التحرش الجنسي بالأطفال غاليا تكون كارثية قد تكون كارثية بشكل سريع أو تصل إلى مرحلة الكارثة بالتدريج ومن أهم نتائج التحرش الجنسي ما يلي
1-الطفل قبل التحرش طفل يختلف عن الطفل بعد التحرش ولن تجدوا صفات طفلكم الأولى به بعد تعرضه للتحرش
2-التحرش الجنسي قد يتكرر بالطفل ويرتقي ويتحول إلى اغتصاب كامل للطفل وهذه ذ روة الكارثة
3-التحرش الجنسي يسرق براءة الطفولة من قلوب الأطفال ويكبرهم بالعمر قبل الأوان
4-الطفل المتحرش به يتملكه شعور غريب وان تتطور التحرش إلى الاغتصاب تسيطر عليه عقدة النقص فهو يشعر بان أمر ما ينقصه عن أقرانه وحاله الغرابة والحيرة تظهر في عيني ذات الطفل إلى جانب نظرة باهتة قد ترافقه طويلا
5-قد يلجأ بعض الأطفال المتحرش بهم جنسيا إلى الانطواء على الذات والى حب العزلة والأبتعاد عن الآخرين
6-الخوف والرهبة سيبدوان على شخصية وتصرفات الطفل المتحرش به وان تعرض للاغتصاب قد يشكل الأمر له عقدة سيعاني منها طوال حياته وترعبه من فكرة الزواج
7-غالبا الطفل الذي يتعرض للتحرش والمرفق مع التهديد من الجاني أو الطفل الذي يتعرض للاغتصاب سيعاني من مرض نفسي سيتطور شيئا فشيئا وهذا أمر لا يستهان به إطلاقا
8-بعض الدراسات أثبتت أن الطفل الذي يتعرض للتحرش والاغتصاب من الآخرين قد يولك الأمر نوعا من الشذوذ الجنسي في سلوكه مستقبلا ولكن هذا الأمر نادر الحدوث ولكنه يحصل
طرق وقاية الأطفال من التحرش
هناك عدة أمور يجب أخذها بعين الاعتبار من شأنها تجنيب الأطفال الكثير من التحرش وبما أن درهم وقاية أفضل من قنطار علاج أرجوا منكم اخذ هذه الأمور بعين الاعتبار
1-تربية الأطفال تربية ممتازة وعدم زرع الخوف في قلوبهم من الأهل وتعويدهم على أمرين المصارحة التامة مع الأهل وضرورة إخبار الأهل بكافة ما يحصل لهم
2-التعامل بعقل مع أي مصارحة أو أخبار يخبرها الأطفال للأهل لان ردة الفعل العنيفة من الأهل والعقاب أو التوعد به قد يدفع الأطفال لكتمان الأمور عن الأهل مستقبلا
3- يجب توعية الأطفال جنسيا وبشكل مفصل ولكن بطريقة وأسلوب ينسجمان مع العمر وطبيعة الطفل الذي يتلقى التوعية فالطفل المدرك لمظاهر الجنس التي قد تمارس معه والمدرك للأسباب والنتائج المترتبة على الجنس السىء هو الأقدر على حماية نفسه
4- تقوية شخصية الأطفال وزرع الثقة بالنفس فمثل هذه الصفات إن توفرت في أي طفل أو طفلة يصعب على الجاني النيل منهم
5- توعية الأبناء بعدم الاقتراب من الغرباء أو تصديقهم مهما قالوا لهم أشياء حقيقية مثلا( أبوك اسمه كذا وأمك اسمها كذا وهما أرسلوني لأحضرك من المدرسة لأنهم مشغولون ) هذا أسلوب من أساليب الإيقاع بالطفل ويجب توعية الطفل لذلك
6- عدم الثقة بالأقارب والمحارم لدرجة كبيرة بل يجب التعامل معهم بحذر وعدم تأمينهم على الأطفال والمحارم مثل ( الأخ والخال والعم وحتى الأب مع كل أسف ) كثيرا ما كان هؤلاء المحارم والأقارب هم أبطال التحرش الجنسي بل والاغتصاب للأولاد المقربين منهم وهناك قصص كثيرة تتحدث عن مثل هذه الأمور مثلا ( قصة الخال الذي أرسلت الأم ابنتها معه ليشتري لها وهي واثقة بان أخيها لن يغدر بأبنتها والنتيجة أن الابنة اغتصبت وهددت من الخال لعدم البوح )
9-تحذير الأبناء وتنبيههم لعدم السماح لأي كان أن يقبلهم على فمهم أو رقبتهم أو حتى إمساكهم في مناطق حساسة ويجب إخبار الطفل أن مثل هذا التصرف هو تحرش ويجب أن يبتعد الطفل بسرعة ويخبر الأهل
10-المراقبة التامة للأبناء وعدم إهمالهم مثلا كان نرسل الطفل إلى زيارة الآخرين وحدة دون علم بطبيعة من يزور ا وان نرسل الطفلة باستمراء للشراء من المحلات دون مراقبة وكثيرا ما كانت المحلات وأصحابها هم أبطال التحرش والاغتصاب للاطفال
11-إخبار الأطفال عن حوادث حصلت مع أطفال آخرين ويشرحون لهم الأسباب والنتائج التي تعرضوا لها أولائك الأطفال أمر مهم جدا وسيتعلمون منه كيف يتجنبوا الأخطاء التي وقع فيها هؤلاء الأولاد ولا تنسوا أن تسألوا أطفالكم بعد سرد القصة عليهم اسألوهم ماذا فهمتم وماذا تعلمتم من هذه القصة لنعرف مدى استيعاب وإدراك الطفل لما تم شرحه له
طريقة العلاج بعد تعرض الطفل للتحرش الجنسي
التحرش الجنسي إن وقع على الطفل يكون أسهل واخف من أن يتعرض الطفل للاغتصاب وعلاج التحرش يبقى ممكنا بدرجات أعلى من أن يتعرض الطفل للاغتصاب ولكن في كلا الحالتين هناك دائما فرصة للعلاج وان تفاوتت درجاتها فيما بينها وعلى الأهل حسن التعامل مع الحالة الجديدة التي تعرض لها الطفل حتى لا يزيدوا الأمر سوءا واليكم أهم الخطوات التي أنصحكم بإتباعها إن تعرض طفلكم للتحرش لاقدر الله
1-يجب أن لا تنهروا الطفل أو تعاقبوه فهو غير مذنب واغلب الظن لا يعلم شيء عن ما تعرض له بل عليكم التقرب منه وإشعاره بحبكم له ولكن دون أن تبالغوا بذلك حتى لا يشعر بان أمر غريب حصل في حياته
2-أن أنصحكم بان تتعاملوا بشكل عادي مع الطفل هذا لايعني أن تهملوا الأمر وكأنه لم يحصل بل هناك أمر خطير حصل ويجب أن نقتنع بالأمر لا نهمله بل نعالجه ولا نضخمه بل نضعه في حجمه المطلوب
3-قد يتعرض الطفل لبعض المشكلات النفسية مثل الخوف والاضطراب وقلة النوم والانطواء والصمت وقد تكون هذه العوارض خفيفة فيمكن حينها أن تتعاملوا معها وتصححوها بأنفسكم وإياكم وإهمالها كي لا تتضخم
وقد تكون عوارض قوية وهنا ننصحكم بالاستعانة بطبيب نفسي لتخليص الطفل من هذه العوارض قبل أن تتحول إلى مرض يصعب استئصاله من نفس الطفل
4-حاولوا أن تشرحوا للطفل ماالذي حصل معه فهو قد يخجل أن يسألكم وادفعوه ليتعلم من الأمر
5-اخبروا الطفل أن ما تعرض له حادث تعرض له ولن يتكرر بالقليل من الحرص والانتباه والحذر مستقبلا منكم ومنه واخبروه أن ما حصل شبيه بان يتعرض طفل لحادث سير غالبا لن يتعرض له لأنه عرف انه اخطأ بعبور الشارع دون أن ينظر يمينا ويسارا ودون أن ينتبه
6-جهزوا نفس الطفل وازرعوا الثقة من جديد فيها فهي أصبحت الآن مهزوزة وهيئوا الطفل للانخراط بالمجتمع من جديد ولكن كونوا أكثر حذا وانتباه له
7-اخبروا أطفالكم أن ليس كافة البشر مثل طبع الجاني الذي تحرش بهم بل هم قلة ونكرة في المجتمع حتى لا يفقدوا ثقتهم بالجميع
8-لا تمنعوا الحديث بالمشكلة معه أوأمامة ضمن نطاق الأسرة فقط بل أفسحوا المجال له ليعبر عن شعوره واطلعوا على مدى تأثيره بالأمر ولكن لا تجعلوا الأمر هو الشغل الشاغل لكم بل يكفي أن تتحدثوا به مرة أو اثنتين لتتضح الأمور للجميع وخاصة الطفل الأسباب والنتائج والدوافع لما حصل ثم تبدأ مرحلة جديدة بالتعامل نتعلم من المشكلة ونبتعد عنها ولا نسكن بين أحضانها ولا نتعلم منها
طريقة خاطئة يتبعها البعض في التعاطي مع التحرش الجنسي
فلنتفق على أمر جميعنا لا نحب الفضيحة بل نسعى إلى الابتعاد عنها ولكن لجوء بعض الأهل إلى كتمان أمر التحرش الجنسي بأولادهم تذرعا بعدم الرغبة بتعرضهم لفضح الأمر أو نزولا عند ضغط العادات والتقاليد هذا من شانه ما يلي
1-تعرض الطفل لكبت نفسي هائل لعدم إفساح المجال له ليتحدث عن ما حصل له وسيصبح الطفل معرض لمرض نفسي خطير مع مرور الوقت سيسيطر عليه وسيعقد مستقبله
2-إخفاء أمر التحرش بالطفل سيعرض الطفل للتحرش من جديد وقد تتطور الأمور للاغتصاب
3-الصمت عن الأمر سيعطي الجاني جرعة دعم وتقوية لتكرار الأمر مع طفلكم أو مع أطفال آخرين وسيتعلم منه جناة آخرون هذا ويصبح الامر وباء جماعي في المجتمع بينما إن تم فضح الجاني سينال العقاب وسيكون هذا الأمر رادع له ولغيره للابتعاد عن مثل هذه الأمور
الخلاصة
يا إخواني وأخواتي كثيرة هي المشاكل التي سيتعرض لها أطفالنا ولكن بيدنا نحن أن نمنعها عنهم وان نخفف من وقعها عليهم إن وقعت فقط علينا الاستعانة بالله أولاومن ثم التمتع بالعقل والذكاء وحسن التصرف
ليس عار أو عيب أن تعرض الطفل للتحرش أو الاغتصاب لان الأمر حدث رغما عنه ودون علم الأهل ولكن العيب يكمن في السكوت عن الخطأ ومن يدري إن سكتنا عن الخطأ قد يتحول طفلنا في المستقبل من مجني عليه إلى جاني يطبق ما مورس ضده على الآخرين وهذا أمر أثبتته الكثير من الوقائع والقصص
إن تعاوننا فيما بيننا سنضيق الخناق على كل غدار خائن وسجد نفسه محاصر من الجميع وبالقوة سيقتل أي رغبة منه بالإساءة إلى الآخرين ليس نزاهة وشرف منه بل إجبارا من الآخرين وإرغاما له على ذلك
فليكن همي هو همكم وليكن همكم هو همي أولاد أي عربي ومسلم يجب أن يكونوا أولاد كل عربي ومسلم يصون كل شخص الأخر ويحرص على أولادة ويسود جو التعاون في المجتمع مرفقة بالتوعية السليمة