#2  
قديم 06-13-2012, 12:24 AM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي

 

مشكلة الدراسة وأسئلتها:
إن إعداد الطالب ليكون ناجحاًً في عمله لا يكون من خلال التأهيل الأكاديمي في مجال تخصصه فحسب. فقد أشار بار- أون ( Bar-on,2000) بأنه إذا كان الذكاء المعرفي مفتاح النجاح في المجال الدراسي، فإن الذكاء الانفعالي يعتبر بوابة النجاح في الحياة العامة، فاكتساب الطالب للذكاء الانفعالي لا يقل أهمية عن التأهيل الأكاديمي. وقد أشار ماير وسلوفي (Mayer & Salovey, 1995) إلى إمكانية تحسين التحصيل الأكاديمي للطلبة بتنمية المهارات الانفعالية والاجتماعية لديهم. وذلك من خلال رفع مستوى الوعي بالذات , والتفهم العطوف، وحل المشكلات، وإدارة الانفعالات في محيط البيئة التعليمية.

وبالتالي فان مشكلة هذه الدراسة تتحدد في تدني المستوى الأكاديمي عند الطالبات، وبما أنه يوجد علاقة وثيقة بين الذكاء الانفعالي والأداء الأكاديمي، حيث أن الطالبات متدنيات الذكاء الانفعالي لا يستطعن التوافق انفعالياً وبالتالي فلن يكون لديهن القدرة على التركيز في المواد الدراسية، مما يؤثر سلباً على أداء الطالبات، ومستوى الإبداع لديهن. ولذلك فلا بد من الاهتمام بفهم طبيعة الذكاء الانفعالي وأهميته في البيئة التعليمية. مما يسهم في رفع مستوى الأداء الأكاديمي عند الطالبات، وبذلك فان هذه الدراسة تهدف إلى التعرف على أداء الطالبات في المرحلة الجامعية على مقياس الذكاء الانفعالي وهل يختلف الأداء على المقياس باختلاف المستوى ألتحصيلي، وبالتحديد حاولت الدراسة الإجابة عن السؤالين التاليين:
1- ما هو مستوى الأداء على مقياس الذكاء الانفعالي لدى الطالبات في الأقسام العلمية بالمرحلة الجامعية ؟
2- هل يختلف أداء الطالبات المتفوقات تحصيلياً والعاديات في المرحلة الجامعية على إبعاد مقياس الذكاء الانفعالي تبعاً لاختلاف التحصيل الدراسي ؟

أهمية الدراسة:
علاقة الذكاء الأكاديمي بالحياة علاقة محدودة فقد يفشل الشخص الذي يتمتع بمستوى عال من التحصيل الأكاديمي والذكاء العام في حياته نتيجة عدم سيطرته على انفعالاته، والتحكم بنزواته، وتنظيم حالته النفسية، والسيطرة على أحاسيسه، وبالتالي عدم قدرته على مواجهة التحديات. أما الذكاء الانفعالي فلقد ثبت بأنه متنبئ جيد للنجاح في المستقبل أكثر من الوسائل التقليدية مثل: المعدل التراكمي، أو معامل الذكاء ودرجات الاختبارات المعيارية المقّننة. من هنا جاء الاهتمام بالذكاء الانفعالي من قبل الشركات الكبرى، الجامعات، والمدارس على مستوى العالم أجمع ) جولمان، (2000.

كما أشار روبنز وسكوت ( 1998 ) أن النجاح والتطوير في الحياة يتطلب أنواع مختلفة من الذكاء، وبدلاً من الاهتمام بالذكاء الذهني وحده لا بد من اكتشاف أوجه الكفاءة والموهبة الشخصية للطلاب والعمل على تنميتها.
وبما أن أكثر ما تركز عليه المناهج الدراسية على اختلافها هو الجانب العقلي أو المعرفي، مهملة الخصال النفسية للطالب سواء فيما يتعلق بمضمون ما يقدم أو طريقة تدريس هذه المناهج والمقررات. وبذلك يتم إغفال حقيقة علمية مهمة هي أن السعي لبلوغ مستويات متقدمة من النمو العقلي للطالب لا يؤدي بالضرورة إلى حدوث تقدم مواز في نموه الانفعالي ( جروان، 2004).

وبما أن النظام التربوي بحاجة إلى تطوير مستمر حتى يواكب المستجدات والمتغيرات التي طرأت في عصرنا الحاضر، لذلك فان مراعاة الطلاب في جميع النواحي أمر مهم للحصول على تعليم فعال. فقد أشار ويمبي ( Whimbey, et al , 1975). أن الذكاء يمكن تعليمه، مقدماً أدلة على أن تداخلات معينة يمكن أن تعزز الوظائف المعرفية عند الطلاب بدءاً من مرحلة ما قبل المدرسة وانتهاء بمستوى الكلية، من خلال تدريس حل المشكلات، والإدراك فوق المعرفي، والتفكير الاستراتيجي. وبالتالي جاءت أهمية هذه الدراسة استجابة لما ينادي به المربون في الوقت الحاضر بضرورة دراسة الذكاء الانفعالي وتنميته عند الطلبة لما له من دور فعال ومؤثر في العملية التعليمية، وبالتالي يمكن الاستفادة من معرفة مستوى الذكاء الانفعالي عند الطالبات في برامج التدخل العلاجي و الإثرائي.

مصطلحات الدراسة:
الذكاء الانفعالي: ( Emotional Intelligence) يعرف بار- أُون.(BarOn,2000) الذكاء الانفعالي بأنه إدراك الفرد لمشاعره ومشاعر الآخرين، والتحكم بها، وقدرته على تحفيز دافعيته بطريقة جيدة. ويعرف الذكاء الانفعالي في هذه الدراسة بالدرجة التي تحصل عليها الطالبة على مقياس الذكاء الانفعالي، الذي طورته الباحثة بما يتناسب مع بيئة الدراسة، والذي تتراوح مدى الدرجات فيه بين (42-210) درجة، ويضم الإبعاد التالية (المعرفة الانفعالية، إدارة الانفعالات، تنظيم الانفعالات، التعاطف، التواصل الاجتماعي ).
الطالبات المتفوقات تحصيلياً: يعرف الطالبات المتفوقات تحصيليا في الدراسة الحالية، بأنهن "الطالبات اللواتي يتميزن بأداء تحصيلي مرتفع، بمؤشر التقدير العام للسنة الدراسية السابقة ( السنة الأولى ) وهي تقدير ممتاز وجيد جداً.
الطالبات العاديات تحصيلياً: يعرف الطالبات العاديات تحصيليا في الدراسة الحالية، بأنهن "الطالبات الناجحات بتقدير اقل من جيد جداً، بمؤشر التقدير العام للسنة الدراسية السابقة ( السنة الأولى ) وهي تقدير جيد و مقبول.

محدداتالدراسة:
اقتصرت هذه الدراسة على طالبات الأقسام العلمية ( فيزياء، كيمياء، رياضيات ) في الكلية الجامعية بالليث، وعليه يمكن تعميم نتائج هذه الدراسة ضمن حدود هذه العينة. كما تحددت الدراسة بالإستبانة التي جُمعت البيانات على أساسها.



الدراسات السابقة:

هناك العديد من الدراسات التي تناولت الذكاء الانفعالي وعلاقتها بالذكاء الأكاديمي، والتحصيل الدراسي وسوف استعرض بعض من هذه الدراسات.

فقد أجرى سورت ( (Swart, 1996 دراسة هدفت إظهار القدرة التمييزية لاختبار نسبة الذكاء الانفعالي في التمييز بين الأداء الأكاديمي للطلبة الناجحين المتفوقين وغير الناجحين، بلغت عينة الدراسة ( 448 ) من طلاب الفرقة الأولى بجامعة في جنوب إفريقيا. مقسمة إلى مجموعتين، المتفوقين وغير المتفوقين أكاديمياً وفقا لنتائج امتحان النصف الدراسي الأول من العام الدراسي للمجموعتين، وتوصلت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين على الدرجة الكلية للذكاء الانفعالي وأبعاده لصالح مجموعة المتفوقين، وارتفعت متوسطات درجات المتفوقين على الأبعاد التالية ( القدرة على التوافق، وتحمل الضغوط، وتحقيق الذات، والمزاج العام، والسعادة، والدرجة الكلية للذكاء الانفعالي ) كما أشارت النتائج إلى أن الذكاء الانفعالي عامل مهم من عوامل التنبؤ بالنجاح الأكاديمي.

كما قام ماير وسالوفي( Mayer & Salovey, 1999) بدراسة ملائمة الذكاء الانفعالي لمعايير الذكاء التقليدي، عن طريق تطبيق مقياس الذكاء الانفعالي متعدد العوامل الذي قاما بإعداده على(290) طالبًا وطالبة بالمرحلة الثانوية، تراوحت أعمارهم بين ١١ و ١٨ سنة. أما أهم ما كشفت عنه الدراسة فيتلخص فيما يلي:
  • يتصل الذكاء الانفعالي بالسلوك الواقعي للفرد، أكثر من اتصاله بقدراته العقلية أو سماته الشخصية.
  • الإناث أكثر تفوقًا من الذكور في الذكاء الانفعالي بشكل عام.
  • المراهقون الأكبر سنًا ) من ذكور وإناث ( أعلى كفاءة في الذكاء الانفعالي من الأصغر سنًا.

أما سميث وهيباتيلا Smith & Hebatella, 2000)) فقاما بدراسة هدفت لقياس تأثير الذكاء الانفعالي على النجاح الأكاديمي لطلبة الصف العاشر في اللغة الانجليزية والعلوم الاجتماعية والرياضيات، تم تقسيم عينة الدراسة إلى مجموعتين، كل مجموعة تكونت من (60) طالباً، وأشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الذكاء الانفعالي بين الطلبة الناجحين والطلبة غير الناجحين في هذه المواد، وذلك لصالح الناجحين.

وفي دراسة لجريفز ( ( Graves , 2000 هدفت الكشف عن مدى استقلال مفهوم الذكاء الانفعالي عن الجانب العقلي ( ممثلا في الذكاء العام ) وعن بعض السمات الشخصية، طبق المقياس المختصر للذكاء الانفعالي على عينة من الراشدين المتقدمين للعمل بإحدى مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية وعددهم (262)، وقد أظهرت النتائج إلى عدم ارتباط الذكاء الانفعالي بسمات الشخصية، وارتباط الذكاء الانفعالي بدرجة متوسطة بالذكاء العام. وقد توصلت الباحثة إلى أن الذكاء الانفعالي نوع جديد ومستقل كمفهوم، ولكنه يمثل جزءًا من الذكاء العام بمفهومه التقليدي، كما أن مفهوم الذكاء الانفعالي مستقل عن مفهوم الشخصية وبالتالي يشير إلى القدرات العقلية للفرد، وليس إلى ميوله أو اتجاهاته أو نمط شخصيته.

كما أجرت مارثا وجورج ( (Martha & George, 2001 دراسة للكشف عن أثر الجنس والتحصيل الدراسي والعرق في الذكاء الانفعالي. تكونت عينة الدراسة من (319) طالباً وطالبة، (162 ) طالباً، (157) طالبة من مدرسة إعدادية في مدينة المكسيك، أشارت نتائج الدراسة إلى أن أثر متغيرات الدراسة في أبعاد الذكاء الانفعالي ( التعاطف، وإدارة المشاعر،،وتدبير العلاقات،والانخراط بها، وضبط النفس ) كان ضعيفاً، ولكن البيانات الإحصائية أظهرت أثر لمتغيري الجنس والتحصيل الدراسي في بعدين من أبعاد الذكاء الانفعالي ( تدبير العلاقات، والانخراط بها، وضبط النفس ).

وقامت ( راضي، 2001 ), بإجراء دراسة هدفت معرفة الفروق في الذكاء الانفعالي بين الجنسيين من طلاب الجامعة، وكذلك الفروق بين الطلاب مرتفعي الذكاء الانفعالي والطلاب منخفضي الذكاء الانفعالي في كل من التحصيل الدراسي وقدرات التفكير الإبداعي.تكونت عينة الدراسة من ( 289 ) طالبة بالفرقة الرابعة قسم اللغة الانجليزية بكلية التربية في جامعة المنصورة منهم (135) طالباً، و(154) طالبة. توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في عوامل الذكاء الانفعالي ( التعاطف، وإدارة الانفعالات، الدافعية الذاتية، والدرجة الكلية ) وذلك لصالح الإناث. كما توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الطلاب مرتفعي الذكاء الانفعالي والطلاب منخفضي الذكاء الانفعالي في كل من التحصيل الدراسي وقدرات التفكير ألابتكاري ( الطلاقة الفكرية، المرونة التلقائية، والدرجة الكلية ) وذلك لصالح الطلاب مرتفعي الذكاء الانفعالي.

كما أجرى كارن وآخرون ( (Karen & et al, 2002 دراسة هدفت توضيح العلاقة بين الذكاء الانفعالي والذكاء الأكاديمي وأنماط الشخصية الخمسة، تكونت عينة الدراسة من(116) طالبًا، وأظهرت نتائج الدراسة أن هناك علاقة بسيطة بين الذكاء الأكاديمي و الذكاء العاطفي، ووجد علاقة قوية بين الاستقرار العاطفي والانبساطية، وبينت الدراسة كذلك أن أبعاد الذكاء العاطفي تستطيع التنبؤ بالنجاح الأكاديمي بشكل أعلى من المؤشرات التقليدية للذكاء الأكاديمي.

أما دراسة هيدي(Heidi, 2002) فقد هدفت التعرف على الذكاء الانفعالي بين القادة وغير القادة في تنظيمات الجامعة، والقدرة على إظهار الاستجابات المناسبة للمثيرات، وتكونت عينة الدراسة من ( ٧٩ ) طالباً، وقد أشارت النتائج إلى أن طلاب معهد القادة كانوا أعلى في الذكاء الانفعالي، كما أظهرت إلى وجود فروق دالة بين أنواع التنظيمات في الذكاء الانفعالي.

أما دراسة بتريدز وآخرون (Petrides ;et al, 2004) التي هدفت إلى التحقق من قدرة الذكاء الانفعالي على التنبوء بالتحصيل الدراسي والسلوك المنحرف في المدارس الثانوية. تكونت عينة الدراسة من (650) طالباً وطالبة. وقد أشارت النتائج إلى أن الذكاء المعرفي يفسر 76% من التباين في درجات التحصيل الدراسي للطلاب، كما لا توجد علاقة ارتباطيه دالة بين الذكاء الانفعالي على درجات الطلاب في شهادة الثانوية العامة،ويوجد تأثير دال للذكاء الانفعالي في التنبؤ بالتحصيل الدراسي في جميع المواد عدا مادة الرياضيات، ويوجد تأثير دال للذكاء المعرفي في التنبؤ بالتحصيل الدراسي لمادة العلوم واللغة الانجليزية في مجموعة الطلبة ذوى الذكاء المعرفي المنخفض، ويوجد تأثير سلبي في التنبؤ بالتحصيل الدراسي في مادة اللغة الانجليزية في مجموعة الطلبة ذوي الذكاء المعرفي المرتفع.
وأجرى باركر (Parker, 2004) دراسة هدفت لتوضح العلاقة بين الذكاء الانفعالي والتحصيل الأكاديمي،، طبق مقياس بار – أون للذكاء الانفعالي على عينة من السنة الدراسية الأولى من الجامعة ( 372 ) طالباً في جامعة أنتاريو (Ontario)، وقد أظهرت النتائج أن النجاح الأكاديمي يرتبط بدرجة كبيرة مع أبعاد الذكاء الانفعالي.

وأجرى زيندر وآخرون (Zeidner, et al, 2005) وآخرون دراسة تهدف للتحقق ما إذا كان طلبة المرحلة الثانوية الموهوبين أكاديمياً يحصلون على درجات أعلى من الطلبة غير الموهوبين في اختبارات الذكاء الانفعالي القائمة على القدرة. واشتملت عينة الدراسة على ( 208 ) طالباً وطالبة منهم (83) موهوب و (125) غير موهوب، حيث أظهرت النتائج أن علامات الطلبة الموهوبين اعلي من غير الموهوبين في العلامة الكلية، كما حصل الموهوبين على علامات أعلى من الطلبة غير الموهوبين على اثنين من أبعاد الاختبار ( فهم الانفعالات، وإدارة الانفعالات ).

 

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 01:39 AM.