التوحد - التشخيص والعلاج

[عاطف عثمان حلبية]

 

هذه ترجمة كتاب

Clinical Manual for the Treatment of Autism

Edited by

Eric Hollander, M.D.

Esther and Joseph Klingenstein Professor and

Chair, Department of Psychiatry;

Director, Seaver and New York Autism Center of Excellence

Mount Sinai School of Medicine

New York, New York

Evdokia Anagnostou, M.D.

Child Neurologist and Assistant Professor,

Department of Psychiatry;

Clinical Director, Seaver and New York Autism Center of Excellence

Mount Sinai School of Medicine

New York, New York

Copyright © 2007 American Psychiatric Publishing, Inc.

الدليل العملي لعلاج التوحد
تأليف
اريك هولاندر (استاذ الطب النفسي) نيويورك
افدوكيا اناجنوستو ( استاذ مساعد طب اعصاب الاطفال) نيويورك
طبعة 2007
ترجمة
عاطف عثمان حلبية ( استشاري طب الاسنان ) مصر

مقدمة

1- اصبح موضوع التوحد يشغل الرأي العام حاليا بسبب تلك التقارير التي تتحدث عن نسبة اصابة بين الاطفال تتراوح بين 30-60 بين كل عشرة الاف طفل ...
2- وبصرف النظر عن اسباب تلك الزيادة فان الامر يتطلب طرق علاجية حديثة وواضحة ومبنية علي ادلة قوية...
3- وتجري حاليا جهود حثيثة لدراسة عدد من العلاجات بطريقة علمية دقيقة لتحديد مدي كفاءة وامان تلك العلاجات وذلك بتوضيح الاعراض التي تهدف تلك العلاجات لمعالجتها وكذلك الاشخاص الذين يناسبهم تلك العلاجات ومن الواضح ان التدخل العلاجي المبكر هام جدا لمريض التوحد
4- وتشمل تلك العلاجات طرق اجتماعية نفسية (مثل مثل تعديل المهارات السلوكية والنفسية ) وتشمل كذلك برامج التعليم الخاص وايضا العلاج التخاطبي والوظيفي والعلاجات الطبيعية واحيانا بعض الادوية لمعالجة الاعراض التي تسبب ضغط علي المريض وتتداخل مع وظائف الجسم
5- في الصفحات التالية يوضح المؤلفون كيف يتم تشخيص التوحد ودور كل علاج
ولايمكن بالطبع الحديث عن كل العلاجات المتاحة وانما فقط تم ادراج تلك العلاجات المقبولة والتي هناك ادلة تساندها
6- مؤلفوا هذا الكتاب هم خبراء دوليون معروفون علي مستوي العالم بتطويرهم وابتكارهم للعديد من تلك العلاجات او اجراء دراسات محورية حولها وهم ايضا خبراء في علاج المرضي بالتوحد ولديهم خبرة عملية عالية المستوي
7- هذا الكتاب هو مصدر اساسي لاطباء الاطفال والاطباء النفسيين واطباء الاعصاب والاخصائيين في التخاطب وتعديل السلوك وكذلك لافراد الاسر الذين لديهم مريض بالتوحد

 

[عاطف عثمان حلبية]

 

الفصل الاول : التشخيص العملي للتوحد
تأليف
فرد فولكمار (استاذ الطب النفسي للاطفال بجامة يل بالولايات المتحدة)
مارك وودبري ( استشاري الطب النفسي بجامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة)

أ- مقدمة تاريخية
1- بالرغم من ان تصورنا الحالي لكلا من التوحد ومتلازمة اسبرجر لازال مؤسسا علي الملاحظات العملية التي كتبها (كانر ) عام 1943 و(اسبرجر) عام 1944 فان هناك حالات اطفال مشابهة تم وصفها قبل ذلك التاريخ ، كما ان هناك تصورات تشخيصية اخري موجودة حاليا لاطفال يعانون من اختلال التفاعل الاجتماعي ولايمكن ادراجهم ضمن تشخيص الذهان او اضطرابات الشخصية
مثال ذلك (الاضطراب الفصامي الطفولي)
2- وصف (كانر) حالة 11 طفل يعانون من اختلال اجتماعي مشترك بينهم يجعلهم مختلفين عن بقية الاطفال ويشمل ذلك الاختلال ، نوع من السلوك الغير عادي ، ونمط من التواصل الغير سوي ، وان هؤلاء الاطفال يفتقدون الدافع العادي نحو التواصل الاجتماعي المؤثر مع الاخرين ، ولوصف تلك الحالات اقتبس كانر مصطلح التوحد من سلفه (بلولير) ليشير الي ان هؤلاء الاطفال يعيشون في عالمهم الخاص
3- كما لاحظ (كانر ) ان هؤلاء الاطفال اما انهم فاقدون القدرة علي التكلم او ان كلامهم غير سوي (فبعضهم لايستخدم ضمير المتكلم) وان هؤلاء الاطفال لديهم حساسية لبعض المثيرات البيئية مثل اصوات معينة ، وانهم يقاومون اي محاولة لتغير روتين حياتهم او بيئتهم
4- لازال هذا الوصف الثلاثي لهؤلاء الاطفال الذي كتبه (كانر) هو محور وصف التوحد حتي الان
وقد وصف (كانر) هذا المرض بانه مرض وراثي
5- بالرغم من ذلك ، كانت هناك عدة اخطاء في وصف كانر للتوحد ، منها انه ارجع سبب المرض الي اولياء الامور لهؤلاء الاطفال حيث ادعي انهم غالبا من الطبقة المتوسطة وانه توجد لديهم مشكلات عائلية مع اطفالهم ، وقد اثبتت الدراسات خطأ هذا المفهوم
6- في عام 1944 ، بعد عام واحد من نشر بحث (كانر) نشر ( اسبرجر ) بحثا حول اربعة اطفال فاقدين القدرة علي التواصل مع الاخرين رغم ان لديهم القدرة علي التحدث ولديهم قدر كبير من القدرات الذهنية
7- لم يكن اسبرجر علي علم بما كتبه كانر ، لذلك اطلق علي هذا المرض اسم ( التوحد)
8- لاحظ اسبرجر ان هناك خلل في طريقة تحدث هؤلاء الاطفال وانهم يعانون من خلل في التواصل الغير لفظي مثل تلاقي الاعين والايماءات ....
9- يتضح من ذلك ان هناك نقاط التقاء بين حالات كانر وحالات اسبرجر وان هناك ايضا نقاط اختلاف
وحاليا تم وضع الحالتين ضمن مايعرف بطيف التوحد
ب- من الوصف العملي الي التصنيف المرضي
1- الوصف العملي للحالات المرضية مثل ذلك الذي قدمه كانر ، او اسبرجر ، مفيد في تسليط الضوء نحو بعض الاعراض التي قد تؤدي لاكتشاف مرض ما ، ولكنها لا تكفي لتصنيفها كمرض نظرا لانها حالات محدودة ولا تتوفر لها كل مقومات التصنيف المرضي
2- مع مرور الوقت اعاد اسبرجر وكانر تنقيح الوصف لتلك الظواهر المرضية وايضا قام اخرون باعادة اكتشاف وتنقيح اعراض مشابهة لدي اطفال اخرين الي ان تم اخيرا تصنيف الظاهرتين باعتبارهما مرض منفصل عن ايا من الامراض الاخري المشابهة
3- تصنيف الامراض الغير معلومة السبب مثل التوحد يعتمد اساسا علي تجميع اعراض ذلك المرض وتوضيح انفصالها عن اعراض الامراض المشابهة وذلك لتقديم تفاصيل كافية للباحثين وللاطباء لتشخيص تلك الامراض
4- يعتمد هذا التشخيص علي الملاحظة وليس علي معلومات تجريبية محددة ولذلك يكون دائم التغير بحسب الادلة الجديدة ، وهذا النوع من التشخيص الظاهري هو غير تنظيري
( اي انه غير مؤسس علي علم الامراض وانما علي ملاحظة السلوك)
5- يؤدي ذلك عادة الي تنوع في وصف المرض حيث لايوجد له علامات مرضية محددة علميا (pathognomonic) وهذا النوع من التشخيص يكون عادة غير ذو قيمة حيث يتبني معلومات غير دقيقة الوصف ويؤدي لظهور حالات اجابية غير صحيحة تصل الي 60%
(false positives)
6- ولقد تم اعتبار عدم القدرة علي التواصل الاجتماعي ضرورة لتشخيص التوحد علي عكس بعض اعراض التوحد التي لاتعتبر اساسية في التشخيص لاشتراكها مع امراض اخري مثل التخلف العقلي
7- رغم ذلك فان المراجع الطبية تصف نسبة حوالي 20% يخرجون من وصف اعراض التوحد عند وصولهم سن البلوغ وكذلك هناك اطفال لديهم قدرات ذهنية قد تطمس اعراض التوحد لديهم وتجعل التشخيص امر محير
8- فيما يخص عدم القدرة علي التواصل الاجتماعي فانه ايضا غير خاص بالتوحد فقط وانما يشترك فيه امراض اخري مثل الفصام