القياس النفسي في مجال الإعاقة الذهنية
إن كلمة القياس تتداول بين الناس يوميا، وليس هناك من لا يستخدمها في حياته ألا إن استخدام القياس في مجال الإعاقة الذهنية يقصد به:هو جمع المعلومات عن الشخص الذي لدية إعاقة ذهنية عن الخصائص، والسمات الانفعالية، والمعرفية في شخصيته وأسلوب للكشف عن ميوله، واتجاهاته باستخدام أدوات القياس النفسي المتنوعة المُعدة أعداداً جيداً، و من خلال عملية منظمة يتم التعبير فيها حسابيا أو كميا بلغة الأرقام لما تم قياسه.
أغراض قياس الأشخاص المعاقين ذهنيا:
الغرض من قياس الأشخاص الذين لديهم إعاقة ذهنية هو الكشف عن الفروق بينهم في الصفات والسمات والقدرات والذكاء، ولولا وجود هذه الفروق فإن الحاجة تنتفي لإجراء القياس. وهذه الأغراض تشمل على:
1. المسح Survey:
ويتم فيه تحديد المستويات العقلية، والوجدانية للشخص الذي لدية إعاقة ذهنية، بهدف تخطيط البرامج لتدريبهم ولتعليمهم.
2. التنبوء predictive:
من خلال القياس النفسي ونتائجه يمكن التنبوء بما نتوقع أن يقوم به الشخص الذي لدية إعاقة ذهنية من أنشطة وتصرفات سلوكية.
3. التشخيص Diagnosis:
ويمكن تشخيص مستوى قدرات الشخص الذي لدية إعاقة ذهنيةً، وتشخيص الحالة الانفعالية والمزاجية والمعرفية والمهارية له.
4. العلاج Treatment:
يعتمد العلاج النفسي لبعض مشكلات الإعاقة الذهنية على دقة القياس، فكلما كان القياس دقيقا تكون مهمة المعالج أو الأخصائي النفسي أكثر سهولة ويسراً نحو تقديم أفضل الخدمات النفسية للشخص الذي لدية إعاقة ذهنية، لكون القياس النفسي يعطي مؤشرات عن الحالة التي يقوم بدراستها الأخصائي النفسي.
الفروق الفردية :
ولما كان المدخل للقياس النفسي هو التعرف على الفروق الفردية فسنستعرض بإيجاز ما يتعلق بتلك الفروق، والتي تتضح فيما يأتي:
أ- الفروق بين الأفراد Inter -Individual:
ويتضمن قياس هذا النوع من الفروق مقارنة الشخص الذي لدية إعاقة ذهنية بغيره مع الأشخاص الذين لديهم إعاقة ذهنية يماثلونه في المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الصحي أو التحصيل بهدف تحديد المركز النسبي لكل فرد أي نحدد مستوى الشخص الذي لدية إعاقة ذهنية مقارنة بأقرانه ويطلق على هذا النوع من القياس بالقياس النفسي (Psychometric measurement).
ب- الفروق في ذات الفرد Intra-Individual:
ويقصد به معرفة الفروق لدى الشخص الذي لدية إعاقة ذهنية في النواحي المختلفة للتعرف على التفاوت بين كل قدرة من قدراته ضعفا أو قوة ومعرفة الجوانب التي يتفوق فيها والجوانب التي يحتمل إن يخفق فيها.
ج- الفروق في المهن والأنشطة Inter-occupational and Activities:
نظر الاختلاف درجات الإعاقة الذهنية فان إجراء القياس على الأشخاص الذين لديهم إعاقة ذهنية يفيد في تحديد نوع المهنة المناسبة تبعا لدرجات الإعاقة عند رغبة الشخص الذي لدية إعاقة ذهنية في العمل وتحديد العمل الذي سيلتحق فيه في ضوء قدراته واستعداداته كما يمكن من خلال القياس تصنيف المعاقين ذهنياً على الأنشطة المناسبة لهم.
د-الفروق بين الجماعات Inter-Groups:
من بين أغراض القياس النفسي الكشف عن الفروق بين مجموعات الإعاقة الذهنية في الخصائص والمميزات المختلفة تبعا لمتغير الجنس (ذكور، إناث) أو بين الأشخاص الذين لديهم إعاقة ذهنية في مجتمع ومجتمع آخر يختلف بالثقافة ونمط المعيشة والمستوى الاقتصادي.
المنطلقات النظرية للقياس النفسي للإعاقة الذهنية
يعتمد القياس النفسي في مجال الإعاقة الذهنية عدة وسائل تشخيصية آلا أن الأداة الأكثر استخداما هي الاختبار ويعد الاختبار كأداة علمية للقياس النفسي ومن المعلوم أن رصد الإعاقة الذهنية لا يقتصر على الاختبار فقط بل هناك أكثر من منحى تشترك في تشخيص حالة العوق الذهني يمكن توضيحها أدناه:
1- منحى القياس جماعي المرجع (Norm-Referenced Measurement):
كما ذكرنا أن القياس السايكومتري ويعتمد على الاختبارات بأنواعها المختلفة. وفي المجالات المتنوعة لقياس الجوانب المعرفية والانفعالية والمهارية لدى الشخص الذي لدية إعاقة ذهنية فان الاختبارات المعيارية المرجع تقيس كمية الجوانب الأداء النفسي للشخص الذي لدية إعاقة ذهنية وتقارنه مع أقرانه.
2- المنحى الانطباعي (Impressionistic):
يعتمد هذا المنحى على فهم شخصيةو سلوك الشخص الذي لدية إعاقة ذهنية ككل من خلال الملاحظة الدقيقة بأية وسيلة متاحة سواءاً كانت اختباراً، أو ملاحظة مباشرة ويتم من خلال رؤية متكاملة تؤدي إلى انطباع كلي الشخص الذي لدية إعاقة ذهنية ولا يتم التركيز على خاصية معينة بل يتم التركيز على كيفية توظيف ما لديه من قدرات لكي يتعايش مع الأشخاص الاعتياديين.
3- المنحى التحليلي السلوكي (Analysis of behavior Experimental):
يعد هذا المنحى محاولة دمج بين المنحى الجماعي المرجع (السايكومتري) والمنحى الانطباعي في القياس النفسي للإعاقة الذهنية وهو اقرب أن يكون منحى تشخيصاً فهو يهتم أساسا بالتحديد الدقيق للمواقف المختلفة التي يتعرض إليها الشخص الذي لدية إعاقة ذهنية أو جوانب معينة من سلوكه لمصاعب محددة ويمكن من خلال الملاحظة تحديد ذلك الذي يعتمد المنحى الانطباعي وفي ذات الوقت يستخدم القياس السايكومتري الذي يعتمد على الاختبارات والتي غالبا ما تكون منحى معياري المرجع ويمكن رصد الملاحظات عن سلوك الشخص الذي لدية إعاقة ذهنية وتقنينها باستخدام الاختبارات.
4- منحى القياس محكي المرجع (Criterion-Referenced Measurement):
وهذا المنحى يستخدم في القياس النفسي بصورة عامة و القياس النفسي للإعاقة الذهنية بصورة خاصة وفيه يقارن أداء الشخص الذي لدية إعاقة ذهنية بمستوى أداء معين يتم تحديده بصرف النظر عن أداء مجموعته من خلال تحديد مستوى إتقان كل شخص لدية إعاقة ذهنية لأهداف معينة مرتبطة بمحتوى تدريبي أو دراسياً وعلاجي ولابد من تحديد مستويات مسبقة للأداء النموذجي مثل أن يجيب الشخص الذي لدية إعاقة ذهنية عن نسبة أو نسب مئوية معينة من المفردات في الاختبار وتحديد الأهداف التي يقيسها الاختبار وصياغتها بطريقة إجرائية (سلوكية) وتحديد النطاق السلوكي الذي يتضمن الأهداف ونظرا لقلة الاختبارات محكية المرجع في مجال الإعاقة الذهنية فان الحاجة تظل قائمة لأعداد مثل هذه الاختبارات لذلك تحتاج مثل هذه الاختبارات الإجراءات إحصائية واستخدام نظريات القياس المعاصرة.