مظاهر تهميش دمج الطفل المعوّق في المدرسة العادية
مقدم الحالــة: سهير الغالي – أخصائية اجتماعية
إن مفهوم الدمج المدرسي للطفل المعوّق هو مفهوم يقاوم التهميش داخل المدرسة إذ يعرّف بأنه نهج تمكيني يساعد جميع الأطفال المعوّقين على الاستمتاع بطفولتهم والحصول على حقوقهم بعامة والحق بالتعليم بخاصة، ويتيح لهم الفرصة لكي يكتسبوا القدرة على أن يشاركوا في الحياة ويساهموا في بناء مجتمعاتهم وتغييرها.
إلا أنه بعد الجولة الميدانية التي قمنا بها أثناء العمل على بحث التخرج للحصول على الإجازة في الإشراف الصحي الاجتماعي تبين لنا مظاهر تهميش الطفل المعوّق داخل المدرسة العادية كالتالي:
يتم تجاهل الطفل المعوّق داخل الصف تعليمياً من خلال عدم إعطائه الاهتمام الخاص في عملية "شرح الدرس والكتابة"، عدم إعطائه وقتاً أكثر لكتابة الإملاء أو القراءة أو في تسميع الدروس وإنجاز الوظائف المنزلية. وعدم السماح له في المشاركة بالمناقشات والأسئلة داخل الصف.
إهدار حق الطفل المعوّق باللعب والراحة: يظل الطفل المعوّق داخل الصف أثناء الفرصة وفي حال تم إنزاله إلى الفرصة تقوم المربية بحمله على يديها والتجول به في الملعب فيقوم الأطفال بالاستهزاء به ومناداته بالطفل الرضيع (Baby).
بناء عليه لقد تبنينا دراسة أسباب تهميش الطفل المعوّق داخل المدرسة العادية ومن ثم معالجتها في بحث التخرج والذي كان بعنوان دمج طفل الشلل الدماغي في المدرسة العادية ودور الأخصائي الصحي الاجتماعي في تحضير الهيئة التعليمية لعملية الدمج المدرسي، إشراف الدكتورة عائشة حرب.
أولاً: ما هي الأسباب المؤدية إلى تهميش الطفل المعوّق داخل المدرسة؟
عدم تحضير الأساتذة مسبقاً حول كيفية التعامل مع الدمج المدرسي للطفل المعوّق.
عدم تحضير الأطفال داخل الصف الذي تم به الدمج من خلال استقبال الطفل المعوّق.
لا يوجد تواصل مباشر بين معلمي الطفل المعوّق وأهله.
عدم تجهيز المدرسة وتأهيلها هندسياً لتسهيل تحرّك الطفل المعوّق.
ثانياً: الخطوات التي قمنا بها للمعالجة:
القيام بمناقشات عديدة مع إدارة المدرسة: ثانوية الإيمان النموذجية وابتدائية أبو بكر الصديق حول مفهوم الدمج المدرسي وكيفية تطبيقه.
دراسة حالة طفل المعوّق داخل المدرسة وتشخيص الوضع التهميشي الذي يعاني منه الطفل.
التواصل مع أهل الأطفال المعوقين.
القيام بدورة تحضيرية لأفراد الهيئة التعليمية بهدف تقبل دمج طفل الشلل الدماغي وكيفية التعامل معه، استمرت الدورة ثلاثة أيام، وتناولت المواضيع التالية:
الشلل الدماغي: تعريفه، أسبابه، صعوباته والتدريبات للوصول إلى الاستقلالية.
شروط دخول طفل الشلل الدماغي إلى المدرسة العادية والأهداف العامة لتعليمه.
أسئلة حول الدمج.
الدمج: تعريفه، أسبابه، فوائده، أشكال الدمج.
صفات المعلمة التي تتعاطى مع طفل الشلل الدماغي.
تنظيم غرفة الصف.
سبل استثارة دافعية طفل الشلل الدماغي للتعلم.
المواقف الاجتماعية التي تعتمدها المعلمة تجاه طفل الشلل الدماغي.
المشاكل الأسرية ودور المعلمة في التعامل مع الأهل.
دراسة حالة الطفل.
ومما أعطى فعالية أكثر لهذه الدورة هو مشاركة أم الطفل المعوّق طيلة أيام الدورة مع معلميه وقد خصصنا حصة كاملة لتتحدث الأم عن معاناتها مع ولدها وكيف تتعامل معه فكانت لحظات من التفاعل الإيجابي بين الأساتذة والأم باهرة حيث خرجوا بصيغ وأساليب مشتركة ومنسجمة في كيفية التعاطي مع الطفل المعوّق في المدرسة والمنزل ضمن خطة تربوية واحدة.
ثالثاً: نتائج هذه التجربة:
تغيير النظرة للطفل المعوق من نظرة سلبية تحدّ من قدراته وتحجِّم دوره في المدرسة إلى نظرة إيجابية تؤمن بقدراته ولو كانت محدودة.
تغيّر مفاهيم المعلمات ومواقفهن تجاه دمج طفل الشلل الدماغي في المدرسة.
إكتساب طرق وأساليب جديدة حول تعليم الطفل المعوّق داخل الصف.
فتح التواصل بين أهل الطفل المعوّق والأساتذة.
رابعاً: التوصيات
إنتهت الدورة ببعض التوصيات من قبل المعلمات رفعت إلى الإدارة، وهي:
التحضير المسبق للمدرسة قبل دمج الطفل المعوّق، وذلك من خلال:
تجهيز بناء المدرسة هندسياً لضمان سهولة الحركة والتنقل.
ضرورة توفر غرفة مصادر تحتوي على المواد المساعدة في عملية تعليم الطفل المعوّق.
تدريب المعلمات حول متطلبات الدمج وطرق التعاطي مع الطفل المعوّق.
التحضير المسبق للأطفال العاديين في الصف قبل استقبال الطفل المعوّق.
تأمين فريق عمل متعدد الاختصاصات في المدارس التي تبنت نهج الدمج.
أهمية توظيف الأخصائي الصحي الاجتماعي في المدرسة ليتابع حالات الأطفال المعوّقين بالتعاون مع فريق العمل، وليشكل صلة وصل بين المدرسة – الطفل المعوّق وأسرته.
ضرورة الأخذ بعين الاعتبار عدد الأطفال داخل الصف، وذلك مراعاةً لوضع الطفل المعوّق، وحتى لا يعيق عملية تحصيلهم العلمي.