الموهبة الإبتكارية للأصم
دكتور عطية عطية محمد
أستاذ الصحة النفسية المساعد
كلية التربية جامعة الزقازيق
إن المواهب والموهوبين هدف كل أمة تبحث عن المجد وتريد أن تحقق لنفسها مكانة مرموقة بين الأمم وبالتالي تعمل على الكشف عن المواهب والموهوبين من خلال أساليب علمية مقننة ، وتعمل الدول المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على تنفيذ برامج معينة تهدف من خلالها إلى تنمية المواهب المختلفة ومن هذه البرامج تلك التي تقوم على نموذج الهاءات الأربع 4-H Model والتي تعرف ببرامج الهاءات الأربع 4-H Programs وتشير كل ( H ) من هذه الأربعة إلى مصطلح يبدأ بهذا الحرف وهذه المصطلحات هي : الرأس Head ، والقلب Heart ، واليدين Hands ، والصحة Health ( عادل عبد الله 2004 -19 : 20 )
وتعد مسألة تحديد المواهب والموهوبين بين الصم وضعاف السمع إحدى المشكلات التي يواجهها المربون نظرا لأنهم يعتبرون من ذوي الاستثناءات المزدوجة Dual exceptionalities كونهم صما من ناحية وموهوبين من ناحية أخرى فالصم يفرض علينا تقديم برامج معينة في إطار التربية الخاصة لنساعدهم على تحقيق القدر المعقول من التوافق الشخصي والاجتماعي الذي يستطيعون على أثره الاندماج مع مجتمعهم أما كونهم موهوبين فإن مسئوليتنا مضاعفة تجاههم فيجب علينا أن نقوم بما يلي :-
أولا: الحد من تلك الآثار السلبية المترتبة على إعاقتهم .
ثانيا: العمل عل تنمية وتطوير ورعاية مواهبهم في إطار الاهتمام من جانبنا بنواحي القوة التي تميزهم .
ومما نريد من ضرورة الاهتمام بالطلاب الموهوبين وتقديم الرعاية والخدمات اللازمة لهم ما تقره الجمعية القومية الأمريكية للأطفال الموهوبين ( 2002 ) National Association for Gifted Children , NAGC من أن حوالي 5 % من الأطفال الأمريكيين في سن المدرسة أي ما يقدر بنحو ثلاثة ملايين طفل يعدون في الواقع من الأطفال الموهوبين .
ومن أهم ما يتسم به الطلاب الصم الموهوبون ابتكاريا :-
1-ذاكرة قوية ومتميزة .
2-القدرة على حل المشكلات .
3-يتناسب مستوى تحصيلهم الأكاديمي مع مستوى صفهم الدراسي.
ولما كانت ذاكرة هؤلاء الأفراد الصم الموهوبين تتسم بكونها متوقدة فإنها تمكنهم من تذكر ما يكونوا قد درسوه في المجالات الدراسية المختلفة وتساعدهم على الفهم والاستيعاب شريطة أن يكونوا قد تعلموا منذ وقت مبكر في حياتهم كما ترى جوستانسون (1997)
Gustanson . G أسلوبا معينا من أساليب التواصل إلى جانب اللغة العادية التي يستخدمها أقرانهم العاديون في المجتمع وأن يكون قد تم دمجهم في الدراسة مع لأقرانهم العاديين كما ترى كيرني (1996) Kearney حيث أن ذلك من شأنه أن يساعدهم على إبتكار أساليب جديدة للتواصل معهم ويدفعهم إلى مشاركتهم في الأعمال الجماعية وتكوين الصداقات معهم فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستوى تحصيلهم خاصة في ظل ذاكرتهم المتميزة وقدرتهم المرتفعة على التفكير الإبتكاري ومهاراتهم الفائقة في حل المشكلات كما يرى كلاين وسكوارتر (1999) Cline & Schwartz وهو ما يمكن أن يجعلهم من بين أولئك الموهوبين تحصيليا وإلى جانب ذلك يتميز هؤلاء الموهوبين الصم كما يرى كلاين وسكوارتز (1999)
Cline & Schwartz وهو ما يمكن أن يجعلهم من بين أولئك الموهوبين تحصيليا وإلى جانب ذلك يتميز هؤلاء الموهوبين الصم كما يرى كلاين وسكوارتز (1999)
Cline & Schwartz بإبداء اهتمام غير عادي بمجال معين من المجالات الدراسية وبالتالي معرفة كم غير عادي من المعلومات التي تتعلق بهذا المجال وهو ما يكشف عن وجود قدرات خاصة لديهم تعد بمثابة جوانب قوة تعكس تميزهم وموهبتهم في هذا المجال مما يكون من شأنه إذا ما أحسن تدريبهم في مثل هذه المجالات وتوجيههم الوجهة السليمة أن يؤدي إلى تطوير مهاراتهم فيها وعلى ذلك فعند تقديم التوجيه المهني المناسب لهم وتقديم التدريب المهني وبرامج التأهيل المهني المناسبة فإنهم سوف يتمكنون بعد ذلك من تطوير قدراتهم ومواهبهم وتحقيق هوية لهم تساعدهم على تحقيق قدر مناسب من التوافق الشخصي والاجتماعي .
ومن هنا برزت فكرة البحث في التعرف على الموهوبين الصم وتحديدهم من خلال بعض المتغيرات النفسية مثل :
1-تقدير الذات Self esteem
2-القدرة على التخيل Ability of imagination
والتي تميزهم حتى يتسع المجال للكشف عن هؤلاء الطلاب الصم الموهوبين المغمورين وكيف يتسنى لنا معرفتهم وتيسير السبل أمام المربين والمهتمين بمجال الموهبة لدى هؤلاء الطلاب حتى نستفيد من قدراتهم ونعمل على تنميتها وتطويرها ورعايتها.