30% نسبة زواج الأقارب في قطر
يزيد من معدلات الأمراض الوراثية
القاهرة - الراية - ريماء عبد الغفور
يعتبر الزواج من أسمي الروابط الإنسانية التي سنتها الأديان السماوية وصدقت عليها الأعراف ونظمتها لتتفق مع الفطرة وتستقيم عليها المجتمعات الإنسانية وكغيره من أمور الحياة، يحتاج الزواج إلى التدقيق والتفكير ووضع الأسس السليمة التي تستقيم بها هذه الشراكة حتى لا تشكل مصدر تعاسة أو ضرر لأطرافها وهو ما يتطلب مراعاة عدة نقاط مهمة للاختيار المناسب منها إن يكون هناك توافق طبي بين المقبلين علي الزواج لأنه يؤثر علي استقرار الحياة الزوجية والاهتمام بالكشف الطبي قبل الزواج أمر في غاية الأهمية للحفاظ علي سلامة الأطفال هكذا تحدث د.عادل عاشور أستاذ الوراثة الإكلينيكية والأطفال بالمركز القومي للبحوث مشيرا إلى انه علي الرغم من إن زواج الأقارب من صور الزواج المفضل في المجتمعات الشرقية إلا انه يجلب الكثير من الأمراض للمواليد وكثيرا من علماء الوراثة يحذرون من زواج الأقارب كونه ينقل العديد من الأمراض الوراثية من الآباء إلى الذرية أكثر مما هو في زواج الأباعد.
مضيفا : إن المسح الوراثي للمواليد أظهر إن نسبة الولادات المبكرة وظهور بعض الأمراض الوراثية والعيوب الخلقية كانت أعلي في زيجات الأقارب عنها في زيجات الأباعد وكان متوسط وزن المولود في زيجات الأقارب اقل منه في زيجات الأباعد.
وقد أظهرت احدي الدراسات إن عدد حالات الضعف العقلي فيما يعرف بالطفل المنغولي الذي ينتج عنه خلل في انقسام الكر وموسومات 14 حالة بين 3989 زيجة بين الأقارب مقابل ست حالات بين 7463 زيجة بين الأباعد مما يدل علي إن هذه الحالة تتأثر بموروث متنحي وعلي ذلك يزيد حدوثها بين زيجات الأقارب وفي مصر أظهرت الدراسات الميدانية إن نسبة زواج الأقارب تتراوح بين 20% و42% من حالات الزواج بينما أثبتت الدراسات السعودية إن 73% من حالات استسقاء الدماغ واعتلالات الجهاز العصبي في الأطفال حديثي الولادة ترجع إلى الزواج بين الأقارب وتعدد الحمل ولخص الباحثون في أبحاث أعدها خبراء الوراثة البشرية في المركز القومي للبحوث حول أثر الأمراض الوراثية وزواج الأقارب علي ولادة أطفال مصابين بتشوهات جسدية وعقلية وقد أظهرت هذه الدراسات أهمية قضية زواج الأقارب وعلاقتها بزيادة نسبة حدوث التشوهات الخلقية والأمراض الوراثية ذات الصفة المنتحية حيث يكون الأب أو الأم حاملين لمرض وراثي معين ولا تظهر عليهم أي أعراض وعند زواجهما وبعد حدوث الدراسات، دراسة أجريت علي 100 حالة من حالات الأطفال الذين يعانون من التخلف العقلي بدرجات متفاوتة نتيجة لأسباب مختلفة ومتعددة حيث وجد بأن أكثر من 65% من هؤلاء الأطفال كانوا لآباء وأمهات أقارب من الدرجتين الأولي أو الثانية كما أثبتت دراسة أخري تكرار ظهور أكثر من مرض متنحي في نفس العائلة كنتاج لزواج الأقارب بالإضافة إلى اكتشاف بعض الحالات المرضية الوراثية النادرة والتي لم يتم اكتشافها ونشرها من قبل في المحافل العالمية.
وأفادت الإحصاءات العالمية والمحلية بأن أعلي معدلات الإصابة بأنيميا البحر الأبيض المتوسط المعروفة بالثلاسيميا الوراثية تقع في الدول المطلة علي البحر المتوسط ويزداد احتمال وفرص ظهورها بين الأطفال من أزواج أقارب والحاملين لجينات هذا المرض وان أعلي نسبة للحالات المرضية المرتبطة بالحمل مثل فقر الدم وتسمم الحمل والنزيف والإجهاض وزيادة العمليات القيصرية كانت بين الأمهات والمتزوجات من أقاربهن.
وأضاف د.عاشور: إن الإحصائيات تظهر إن متوسط نسبة زواج الأقارب في العالم تصل إلى 10%.
وتتراوح ما بين 1 و10% في عدة قارات منها أمريكا اللاتينية ووسط أفريقيا وشمال الهند، اليابان، اسبانيا.
وفي الدول العربية تتراوح نسبة الزيجات بين الأقارب ما بين 40% و50% خاصة بين الأقارب من الدرجة الأولي بنسبة كبري مصر 11% والبحرين 21% والإمارات العربية 26% والعراق 29% الكويت و30% في قطر، والسعودية 31% وفي الأردن تصل إلى 32%.
الفحص المبكر يقلل نسبة الأمراض الوراثية
هناك بعض الأمراض الوراثية التي تم تداركها من خلال هذا الفحص، فهناك مثلاً حالة تعرف ب PKU وهي حالة تعرف بالطفل النباتي حيث ينمو الطفل بطريقة طبيعية إذا تم استبعاد البروتينات الحيوانية من غذائه ابتداء من لبن الأم، فإن لم ينتبه الزوجان لذلك بتلك الفحوص فربما مات الطفل بعد 6 - 12 شهراً من ولادته إذا تم تناول البروتينات الحيوانية من قبل الأم.
قانون الأسرة رقم 22 لسنة 2006
تقضي المادة رقم 18 من الفصل الثالث الخاص بأهلية الزوجين في قانون الأسرة رقم 22 لسنة 2006 بأنه يقدم كل من طرفي العقد للموثق شهادة من الجهة الطبية المختصة بمدي خلوه من الأمراض الوراثية، ومن الأمراض التي يصدر بتحديدها قرار من الهيئة الوطنية للصحة بالتنسيق مع الجهات المعنية، وعلي الموثق إخطار كل منهما بمضمون الشهادة الطبية المقدمة من الآخر قبل توثيق العقد.ولا يجوز للموثق الامتناع عن توثيق العقد بسبب نتائج الفحص الطبي، متي رغب الطرفان في إتمامه.
أهمية إجراء فحوص ما قبل الزواج
اكتشاف الأمراض أو المشاكل الصحية التي يعاني منها أحد الطرفين وعلاجه. اكتشاف وجود أمراض وراثية في عائلة أحد الزوجين ومن أهمها: أمراض الدم(أشهرها الثلاسيما) والمشاكل العقلية حيث تنتقل بنسبة 40 % من الأبناء مثل الاكتئاب الشديد manic depressive illness وهناك أمراض كثيرة ولكن هذه أشهرها ويمكن معرفتها من خلال شجرة العائلة.
اكتشاف المشاكل الصحية التي قد تعوق الإنجاب فيما بعد. (وجود مشكلة عضوية لدى أحد الزوجين).
الاستفادة من المشورة الطبية والأسرية من المتخصصين، معرفة كيف سيتم التعامل مع نتائج الفحوص.
هناك جزء تثقيفي أو تعلمي وهي خدمة تقدم للمتقدمين لهذا الفحص تشمل التعريف بالزواج المثالي والعلاقة الحميمة بين الزوجين كيف تكون ناجحة وقد تمتد لتشمل العلاقة الاجتماعية بين عائلة الزوجين حتى يكون الزواج ناجحا.
متى يكون الفحص قبل الزواج.. قبل شهر أو شهرين أو قبل أيام من الزواج؟ وما الفحوصات اللازمة لذلك؟
يستحسن أن يكون الفحص قبل الزواج في فترة تسبقه بـ 3 أشهر على الأقل وكلما كانت الفترة أكبر كان هذا أفضل في تدارك علاج بعض الأمراض البسيطة التي تحتاج لوقت في علاجها مثل الأنيميا أو مشاكل الجهاز البولي كوجود التهابات وخلافه.
بالإضافة إلى أن هناك بعض الفحوصات التي تستكمل وتحتاج بعض الوقت..
http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19
__________________
(( المسمى الجديد الآن هو الأشخاص ذوي الإعاقة وليس المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة بناء على طلبهم في اجتماعات اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في نيويورك .. الرجاء نسيان المسميات السابقة كلها ))
والله أحبك يا قطر ** قدّ السما وقدّ البحر ** وقدّ الصحاري الشاسعة ** وقدّ حبات المطر ** والله أحبك يا قطر **