حروقالجسد - كيف أحل قصتيومعاناتي؟
الكاتب : روح بلا جسد
عندما امسكت بقـلمي كي اسطر بواسطته قصة حياتي البائسة التي لاذنب لي فيها أخذت أرسم خطوطاً ودوائر عشوائية لا اراديه لعل هذه الحالة التي انتابتني أثناء بدء التحدث عن معاناتي أكبر دليل على عظم وكبر حجم قصة معاناتي التي اعيشها وتعبر عن عجزي البالغ لايجاد مدخلا مناسبا أستطيع من خلاله سرد قصتي لكم .. فأنا شاباً في العقد الثاني من حياتي وابلغ من العمر 24 عاماً اي في مقتبل العمر لي من الاحلام والتطلعات مالاحدود لها .. عشت طفولة مختلفة عن تلك التي عاشها اقراني فيمن هم بسني لانني في طفولتي وبالتحديد في سن الثالثة من عمري قدر الله علي أن اصاب بحادث حريق أنا واخي الذي يكبرني بسنتين فمات أخي في ذلك الحريق وبقيت أنا على قيد الحياة بعد ان أخذت نصيبي من ذلك الحريق وتلك النيران التي حاصرتنا من كل مكان فكانت هذه النيران كما لو أنها أحرقت وستحرق أشياء جميلة وكثيرة في حياتي فعندما قدر لي النجاة من تلك النيران ولهيبها كانت قد تركت على وجهي البريئ وانحاء كثيرة من جسدي الصغير أثارا بالغة حتى يدي لم تسلم من جحيم تلك النيران فأخذت نصيبها من ذلك الحريق مما جعلني أمضي معظم سنين حياتي في غرف العمليات التي استنزفت الكثير من جسدي النحيل فما أن أفيق من عملية حتى أدخل بعملية أخرى في محاولات يائسة لاصلاح ما أفسده الحريق فكان من الطبيعي ان تستنزف كل تلك العمليات أموالاً طائلة مما أدى بي الحال الى التوقف عن إجراء عمليات أخرى فرضيت بما كتبه الله لي ومارست حياتي الطبيعية بما انا عليه غير آبهاً بما ترمقني به نظرات البشر لصغر سني ولكن عندما كبرت شيئا فشيئا كانت تكبر معي نظرات البشر لي .. فكانت نظراتهم لي حادة تكاد تمزقني بتساؤلات كثيرة باحثةً عن إجابة مني عن شي لاذنب لي فيه .. فكانت هذه النظرات تختلف من شخص لاخر كبيرهم وصغيرهم فمنهم من ينظر الي بعين الشفقه ومنهم من ينظر الي باستغراب ومنهم من ينظر لي بنظرات الخوف لدرجة والذعر لدرجة انهم يحاولون تجنبي وتجنب الحديث معي وكأنني شبحا مخيفا وليس انساناً مثلهم وقد أكون أفضل منهم وهذا ليس غروراً بل لثقتي بأنني احمل في قلبي الصغير حباً وعطفاً للجميع لاحدود له ولكن قسوة المجتمع وناسه علي تكاد تحطمني .. فكلما كبرت زاد إحساسي بالالم من نظراتهم مما أدى بي الحال الى ترك دراستي وعدم مواصلة تعليمي فقد تركتها وانا في المرحلة الثانويه في الصف الثاني منها رغم تفوقي في جميع مراحل دراستي ورغم ماكان يداعب خيالي من أحلام وتطلعات وددت ان احققها ولكن لقسوة المجتمع علي واهله ونبذهم لي جعل أحلامي تتحطم حتى من أقرب الناس الي أهلي الذين عشت معهم فكلما كبرت اشعلا بانني اصبحت منبوذا منهم وكأني شخصا غير مرغوب به عالة عليهم .. رغم انني لم طوال تلك السنين لم اظل مكتوف الايدي حاولت بكل مااستطيع وطرقت كل الابواب باحثاُ لي عن ابسط حقوقي ورغم كل الصعاب التي تعرضت لها لم أيأس ووصلة البحث الى ان مدت لي يد العون من احد محبي الخير وهو الأمير عبدالعزيز بن فهد ال سعود حفظه الله استطعت بعدها ان اسافر الى لندن للعلاج هناك .. ولكن اثناء وصولي الى لندن فوجئت بالتكاليف الباهضة لإجراء العمليات فلم استطع سوى إجراء عملية واحدة رغم انه كان من المقرر اجراء على الاقل ست عمليات اخرى اي الكوث هناك مايقارب السنة والستة اشهر على الاقل مما أضطرني الى قطع رحلة العلاج والعودة الى أرض الوطن فاقداً الامل في العودة للعلاج فتكاليف المعيشه هناك قد نفذ مني المال ولم ينفعني ذلك المال الا وهو فقط 20 الف ريالا .. والان كل ما أريده من المجتمع اعطائي ابسط حقوقي عليه في إيجاد عمل شريف لي أستطيع من خلاله تحقيق طموحاتي وبناء ذاتي كباقي الشباب في سني .. هل هذا كثيراً في حقي عليك ايها المجتمع ؟ فكلما أجد عملاَ يناسب قدراتي ووعيي وثقافتي يجيبون علي من غير رحمه ( شكلك متأسفون لانستطيع أن نوظفك ) ...
نعم هذه الكلمه حطمت روحي التي بقيت في داخلي ... ولم أياس … حاولت أن أذهب الى الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله .. ولكن دون جدوى لايدخلوني عليه بسبب ما أنا عليه ... قفلت أبواب أهل الخير في وجهي.. أذللت عزة نفسي للذهاب الى الجرائد المحليه والمجلات
ولكن دون جدوى لم أحدا يساعدني... انني لا اريد مالاَ تباَ لهذا المال ... انني اريد مستقبلي... جميع اخوتي قد توظفوا منهم اكبر مني سنا واصغر مني وانا ابكي على حالي وعلى حال من أحببت واحبتني بأن أتزوجها ... لماذا قلوبكم قاسية علي أيها المجتمع من يمسح دمعتي التي اهلي لم يمسحوها؟ الذي ضاع مع الزمن اريد ابسط حقوقي أريد أن اتزوج أريد أن اشعر بالسعادة لو يوماَ يا الهي ماذا أفعل؟ انني صبرت كثيراَ أسير في الطرقات سيراَ على الأقدام والناس يحومون من حولي اتعب كثيراَ تحت أشعة الشمس الحارقه لا أحد يهتم ... لاعلاج ... لاحب ... لامستقبل
ماذا أفعل؟ أريد حياتي التي ضاعت ارجوووكم انني اكتب اليكم وانا ابكي أبكي ابكي ... اللهم صبرني حسبي الله ونعم الوكيل ...
معلومة اود ان اقولها لكم عني ... هو انني رغم ان النيران قد التهمت جزاءاً كبيرا من جسدي ويدي الا انها لم تستطع تلك النيران ان تقضي على ما رزقني به الله من موهبة جيدة في كتابة القصص باشادة الكثيرين ممن قرءوا كتاباتي الى جانب إجادتي البالغة للرسم والعزف الموسيقي أيضاً ..
أعزائي هذه قصتي ومعاناتي نسجتها لكم بحبر الالم ودموع اليأس في محاولة مني ان اختصر مرارة حزني بسرد قصتي في تلك السطور التي قرأتموها 000000
المصدر : منتدى الخليج