إهمال العلاج التأهيلي لأطفال التوحد يقودهم للمصحات العقلية والنفسية
الرياض - محمد الحيدر:
نبه مختص في نمو وسلوك الأطفال من تزايد حالات دخول المراهقين المصابين باضطراب التوحد للمراكز الرعاية الدائمة خصوصاً خارج البلاد جراء قلة مراكز التشخيص والعلاج التي تتبع وسائل وبرامج علمية مقننة وحديثة وذات جودة عالية.
وقال الدكتور صالح الصالحي استشاري نمو وسلوك أطفال، المدير الطبي لمستشفى الأطفال بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض ل "الرياض": إن معظم البالغين المصابين "بالتوحد" تجدهم في مصحات طويلة الأمد بسبب أنهم لم يتلقوا العلاج التأهيلي في سنوات العمر الأولى وعندما بلغوا كان المكان الوحيد الذي يؤويهم هي المصحات العقلية والنفسية.
ودعا إلى بذل المزيد من الجهود من قبل الجهات ذات العلاقة خاصة فيما يتعلق بالتشخيص والعلاج وبين قائلاً: "بذل مجهود جيد بالتشخيص المبكر والتعليم والتأهيل المبكر وكثير كفيل بتفادي ادخال المراهقين لمراكز الرعاية الدائمة، والدراسات تؤكد على أن الاستثمار بالتدخل المبكر أقل تكلفة بكثير توفير من الرعاية المزمنة في مصحات المستشفيات النفسية وبالتالي الأمر تحتاج إلى نظرة استراتيجية وخطة عمل طويلة الأمد يصاحبها تعزيز البرامج التعليمية لخريجي الثانوية والجامعية وابتعاث الأطباء للتخصص في طب الأطفال والنفسية والأعصاب ونمو وسلوك أطفال والتي لها علاقة بالتوحد واعتماد برامج تعليمية مقننة على أسس علمية تنشر بكافة مناطق المملكة ولا تخضع لاجتهادات أفراد خصوصاً مما ليس لديهم خبرة كافية. وكشف الصالحي عن نحو 70% من الأطفال المصابين بالتوحد لا يجدون الرعاية اللازمة للتشخيص أو العلاج وقال: "هناك مراكز خاصة تفتقد إلى الجودة من حيث البرنامج المقدم والبرامج التعليمية والتشخيص الدقيق لبعض الأطفال ولذا فالخدمات للأطفال وأهليهم أقل من المأمول بكثير مما يضطر بالأهل للبحث عن أي علاج بديل ومهما خطورة مثل علاج ازالة السموم والذي لا توصي به أي مرجعية علمية لتسجيل وفيات من جراء هذا العلاج. وأكد أن علاج التوحد بالأكسجين ليس له دليل علمي قاطع، وأوضح في هذا الصدد بقوله: "استخدام الأكسجين للتوحديين لا يعالج الاضطراب أو الأعراض الأساسية الثلاث والخاصة باضطراب التوحد وهي الخلل في التواصل اللفظي وغير اللفظي والخلل الاجتماعي والإصرار على روتين معين وبعض الحركات الترددية، وجميع الجمعيات العالمية المتخصصة بطب الأطفال في اضطراب التوحد لا توصي باستخدامه، غير أن علاج التوحد المعروف والمثبت علمياً وبالدليل العلمي القاطع هو البرنامج التعليمي التأهيلي المكثف 40ساعة بالأسبوع من قبل مختصين وتدريب الأهل على استخدام أساليب تعليمية وتأهيله مختلفة.