الاعتبارات التأهيلية لحالات ذوي الاعاقة
يمكن القول بأن حالات التأهيل تتنوع تنوعاً كبيراً بحيث يمكن وصفها في عدة مجموعات، كما أن المجموعة الواحدة يمكن أن تشمل عدة أنواع من القصور والعجز، وفي داخل كل نوع توجد مستويات متنوعة.
واهتمامنا في هذا الفصل بحالات التأهيل ينصب بصفة خاصة على التعرف على الحاجات التأهيلية ومايتصل بها من جوانب تقويمية وتشخيصية وخدمات تقدم لهم وخبرات فنية وبيئة تأهيلية.
ومن هذه الحالات التي نتناولها:
1- حالات التخلف العقلي.
2- حالات الإعاقة البصرية.
3- حالات الإعاقة السمعية.
4- حالات البتر.
5- حالات الإعاقة العصبية الحركية.
6- حالات الصرع.
7- حالات الأمراض المزمنة.
8- حالات الأمراض النفسية.
9- حالات مدمني المخدرات.
فئة التخلف العقلي:
الاعتبارات الخاصة في تأهيل حالات المتخلفين عقلياً:
1- تبدأ الجهود التأهيلية مع حالات التخلف في مرحلة مبكرة ومنذ الطفولة، ومن الصعب أن نفصل بين التربية الخاصة (التعليم) وبين التأهيل المهني لهذه الحالات، فيجب أن يسيرا في خط واحد مع التركيز على اكتساب المهارات التحصيلية في المراحل الأولى.
2- تتضمن مرحلة التقويم في التأهيل تقويم الوظائف البدنية والعقلية ومستوى الذكاء والسلوك التكيفي والتقويم المهني.
3- يكون التقويم لفترة ممتدة بالإضافة إلى استخدام الأدوات المقننة في عملية التقويم.
4- تشتمل الخدمات التأهيلية على:
أ- الإعداد البدني من خلال العلاج الطبيعي والعلاج بالعمل وعلاج عيوب النطق والكلام.
ب- التدريب على جوانب السلوك التكيفي، سواء منها مايتصل بأنشطة الرعاية الذاتية والتخاطب والتنقل والتعامل بالنقود والعلاقات الاجتماعية.
ج- التدريب على جوانب مهنية من حيث تعلم مهارات متصلة بأعمال معينة والتدرب أيضاً على مهارات التوافق المهني.
د- الخدمات النفسية والطبية النفسية لتناول المشكلات النفسية والمشكلات العقلية، مثل حالات الصرع وحالات النشاط الزائد وغيرها.
هـ) خدمات الإرشاد النفسي للفرد المتخلف عقلياً ووالديه.
و) خدمات التسكين في المجتمع، والتي تشتمل على مساعدة الفرد الذي يتم تدريبه في الحصول على عمل في سوق العمل أو في ورشة محمية (مصنع خاص) أو إعداد مشروع خاص به.
ز) الخدمات الترويحية العلاجية والرياضية.
ومن الجوانب التي ينبغي مراعاتها في تأهيل حالات المتخلفين عقلياً مايأتي:
1- يفضل عدم عزل هؤلاء الأفراد عن أسرهم.
2- يحتاج تعليم هؤلاء الأفراد إلى تعديلات خاصة من ناحية الفصول (حجرات الدراسة) وإعداد المدرسين والمناهج الدراسية والكتب والوسائل التعليمية وطريقة التدريس.
3- يجب أن يكون العمل مع الحالات على أساس فردي.
4- من الضروري العمل مع الحالات بنظام فريق التأهيل.
5- ضرورة الاعتماد على المثيرات الحسية مثل الأناشيد والتدريبات البدنية والأنشطة الترويحية في عملية التعليم والتأهيل.
6- أن تكون المجموعات داخل الفصول أو الورش قليلة.
7- يفضل التدريب على الأعمال التي تحتاج إلى مهارات يدوية متوسطة وتتميز بالتكرار وعدم الاعتماد الكبير على الجوانب الذهنية والعقلية أو تحتاج إلى درجة عالية من المسئولية.
8- ضرورة اشتراك الأسرة في بعض جوانب تعليم وتأهيل الفرد المتخلف.
9- ضرورة أن يراعى الأمن في مركز التأهيل أو معهد التعليم.
10- يبدأ الإعداد المهني منذ الطفولة مع الدراسة، وكذلك تستمر الجوانب التعليمية مع برنامج التأهيل المهني.
11- يعتمد تدريب وتعليم حالات التخلف العقلي على التكرار وزيادة التعليم Over Learning ، وكذلك على تعلم الجوانب المحسوسة التي يمكن إدخالها إلى بيئة التعلم مباشرة.
12- التربية الدينية جزء هام في تكوين شخصية متوازنة للشخص المتخلف بجانب التدريب المستمر على جوانب التكيف الاجتماعي (السلوك التكيفي)
أمثلة لبعض الصناعات والأعمال التي يمكن تدريب المتخلفين عقلياً على القيام بها:
1- الحرف البسيطة مثل:
صناعة السجاد. تربية الماشية.
صناعة الخزف. المساعدة في أعمال المطبخ.
النجارة . أعمال النظافة في الفنادق.
أشغال الجلود. أعمال الغسيل.
أشغال الخيزران والبامبو. أعمال الزراعة والبستنة والحدائق.
تربية الدواجن والأرانب والأغنام.
2- بعض المهام أو الخطوات في صناعات كبيرة وهامة:
أعمال الخدمة المكتبية (السعاة).
أعمال الإصلاح مثل السباكة.
أعمال الطلاء.
صناعة جانب من أجزاء المنتجات في أي صناعة من الصناعات.
وقد شاهد المؤلف مصانع ومكاتب للخدمة تقوم بأكملها على عمل المتخلفين عقلياً في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربا، ومن ذلك مصانع للشموع ومكاتب خدمة الإعلانات، ومثل هذه المكاتب تقوم بتوزيع الإعلانات التي تقسم عمليتها بين مجموعة من الشبان المتخلفين، حيث يرتب شخص الإعلانات، ويتناول زميله واحداً منها فيضعه في مظروف، ويناوله لزميله الذي يلصق هذا المظروف. ثم لزميل يلصق عليه ورقة عليها اسم المرسل إليه، وهذه الأوراق تعد عادة عن طريق الحاسب الآلي وتشتمل على مادة لاصقة ثم لزميل يختم عليها خاتم البريد المرخص للمكتب به وهكذا. كما شاهدت في بولندا مجموعة من المتخلفين عقلياً يقومون بصناعة أجزاء من أجهزة التلفزيون تشتمل على أعمال لحام وصلات وذلك في ورشة محمية ملصقة بالمصنع.