برنامج «خيري» يمنح الأيتام أسراً «حقيقية» ... بـ«الرضاعة»
جدة الحياة - 26/10/08//
خرجت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في مكة، ببرنامج حديث يهدف إلى إيجاد أسرة حقيقة للأطفال الأيتام، من خلال دعوة الأمهات السعوديات إلى إرضاع أطفال الجمعية من ذوي الظروف الخاصة خمس رضعات مشبعات.
وبحسب مديرة الجمعية نسرين حافظ، فإن هذه الفكرة جاءت كتطوير لبرامج الأسر البديلة، مؤكدة أن هذا البرنامج يحقق مميزات إضافية أخرى للطفل وحددت في تصريح إلى «الحياة» تلك المميزات «بإيجاد بيئة وأسرة حقيقة للطفل، من خلال وجود أب وأم وأشقاء وشقيقات بالرضاعة، ما يضمن استمرارية تواصله مع الأسرة، وبالتالي دمجه مع المجتمع بصورة تحد من المشكلات النفسية والاجتماعية التي يعاني منها الأطفال من ذوى الظروف الخاصة». وأكدت أن البرنامج يلقى إقبالاً كبيراً من قبل السيدات، إذ شاركت 27 أماً فيه، وأرضعن 27 رضيعاً هم إجمالي الرضع الذين تحتضنهم الجمعية، وقالت: «حظي البرنامج بإقبال كبير من قبل السيدات، إذ تقدم للبرنامج أعداد كبيرة، واختيرت منهن 27 سيدة». ولفتت إلى أنه يحق للأم إرضاع أكثر من طفل في حال رغبتها بذلك، بشرط توحيد الجنس، وقالت: «إذا بدأت الأم بإرضاع طفل ذكر تستمر في إرضاع أطفال ذكور من أطفال الجمعية، وفي حال إرضاعها لطفلة ترضع بعدها إناثاً فقط».
وأرجعت حافظ سبب توحيد الجنس في عملية الرضاعة إلى منح هؤلاء الأطفال فرص الارتباط والزواج من بعضهم البعض في المستقبل. وعن إجراءات برنامج القرابة من الرضاعة، قالت مديرة الجمعية: «إن برنامج القرابة من الرضاعة يتضمن عدداً من الإجراءات، منها موافقة الزوج على إرضاع زوجته أحد أبناء الجمعية، إذ يجب أن يحضر الزوج إلى مقر الجمعية لتعبئة «نـــموذج طلب إرضاع»، ومن ثم تقـــوم الـــباحثة الاجتمـــاعية بزيارة الأسرة».
وأوضحت حافظ أن الجمعية تحرص على إجراء كشف طبي شامل للأم الراغبة في الرضاعة للتأكد من سلامتها، وقالت: «بعد الانتهاء من الإجراءات الخاصة بالباحثة الاجتماعية والتأكد من سلامة صحة الأم المرضعة، يتم إرضاع الطفل خمس رضعات مشبعات في مقر الجمعية».
ولفتت إلى أن عملية الرضاعة تتم بشكل يومي أو على أيام متفرقة، ومن ثم يتم عمل إجراءات استخراج صك شرعي من المحكمة يفيد بأن الطفل ابن للأسرة بالرضاعة. ولا يقتصر برنامج الأم المرضعة التابع للجمعية على إرضاعها للطفل في مقر الجمعية خمس رضعات شرعية فقط، بل يتجاوز ذلك من خلال تنظيم الجمعية لحفلات أسرية تجمع بين الطفل وأسرته الجديدة، بما في ذلك أقرباؤه من الرضاعة «الجد والجدة، والخال والعم وغيرهم»، وقالت حافظ: «تحرص الجمعية على تنظيم حفلتين في العام الواحد، ليتمكن الطفل من التعرف على أفراد أسرته وأقربائه كافة من أمه وأبيه بالرضاعة».