الأبعاد النفسية والأسرية للإعاقة الحركية
مقدم للأستاذ: احمد عواد
من الطالبة: كوثر قوا سمة
الفصل الدراسي الثاني، 2009
المقدمة:
التأهيل النفسي يمثل جانبا من جوانب عملية التأهيل الشاملة والتي تتضمن التأهيل الطبي والتأهيل الأسري والاجتماعي والمهني ... وغير ذلك.
وبالرغم من انه يمثل جانبا من تلك الجوانب، إلا انه ليس كأي تأهيل، فهو ليس كالتأهيل الطبي الذي يهدف في الأساس إلى التدخل الجراحي،أو التدخل بأي أسلوب من الأساليب الطبية الأخرى من اجل تحسين او تعديل حالة المعوق حركيا كان يساعده على المشي أو يعدل له جهازه بما يتناسب معه في الحركة والتنقل حسب إعاقته الحركية ودرجتها.
ووجه الاختلاف هنا ان التأهيل النفسي يتعامل مع الإنسان مباشرة ودون وسيط، وهذا الإنسان مريض، ومرضه ليس كأي مرض، انه معوق حركيا، والإعاقة الحركية لها عدة صور تتنوع ما بين البسيط والشديد، فقد تكون شللا في ساق او قدم، وقد تكون شللا رباعيا اقعد الفرد عن الحركة تماما، ففي ذلك تكون قد منعته من الحركة وفرضت عليه قيودا رهيبة ذات اثر نفسي شديد.
والتأهيل النفسي يتباين بتباين درجة الإعاقة ووقت حدوثها، فهناك تأهيل لمعوقين حركيا ولدوا والإعاقة تلازمهم العمر كله، عاشوا معها وعاشت معهم، يراقبون أقرانهم منذ صغرهم وهم يمرحون يتنقلون هنا وهناك وهؤلاء لا حراك، وان تحركوا فهناك قيود، وأية قيود!!، لكنهم درجوا عليها، ربما تقبلها الفرد وربما لا، وهناك تأهيل لمعوقين حركيا –وهم الأصعب – كانوا أسوياء، يملئون الأرض حركة طلبا للرزق او للعلم، ضربوا الأرض بأرجلهم وفجأة ضربهم المرض فأعاق حركتهم، او أعجزه عجزا تاما، او سيرهم على كرسي متحرك او جعلهم يتحركون على عكازا، هؤلاء تحولوا تحولا كاملا من كينونة إلى كينونة أخرى، تعدلت صفاتهم النفسية، وخصائصهم الجسدية، وحالتهم الانفعالية،وعلى قدر تحملهم، وقدر الإصابة، وقدر ما يقدمه المجتمع، تكون حالتهم النفسية تلك الحالة التي لا تدرك عواقبها الا بعد مرور فترة من الوقت، بعد ان يفيق الفرد ويدرك ان علية التعامل مع وضع جديد، يجب علية الالتزام بها جبرا او طوعا(محمد السيد،2008).
الآثار النفسية للإعاقة الحركية والعوامل التي تؤدي إليها:
الآثار النفسية:
من الواضح ان السمات او الخصائص النفسية لتلك الفئات من فئات ذوي الحاجات الخاصة تشترك او تتشابه من حيث بعض الآثار النفسية للإعاقة بشكل عام، كالقلق والتوتر،الانفعال وغيرها من السمات التي تكون عامة لدي المبتلين بها من فئات ذوي الحاجات الخاصة الا انها قد تتميز بسمات نفسية مرضية ربما لا توجد لدى بعض فئات ذوي الاحتياجات الخاصة فحياتهم مجموعة من الحرمان الحركي الذي لا يكون موجودا لدى بعض الفئات الأخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة، فحياتهم مجموعة من اللاءات الحركية التي عليهم الالتزام بها مجبرين ام راضين" فلاللعب رغم أهميته، ولا للحركة خشية السقوط ولا لدخول الحمام منفردا ولا للتنقل دون مساعدة ولا للتشابه مع الآخرين ولا ولا ولا... حتى بينه وبين نفسه.
فكل كلمة لا ورائها اضطراب نفسي يتراكم يوما بعد يوم، وتزداد الإعاقة سوءا مع تقدم العمر، وتزداد الاحباطات التي تعبر عن حالته النفسية بسبب تلك العقبات التي تعترضه.
وهو في هذه الحال اما ان ينسحب وتعتل صحته النفسية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، واما ان يتجة نحو نفسه كي يعوضها ذالك الحرمان الحركي بما تبقى لديه من قدرات.
فالمعوق حركيا له مشكلات ولايمكن إدماجه في الحياة العامة بشكل فعال الا بعد معالجة هذه المشكلات، فهو اولا لديه مشكلة جسمية تتمثل في عدم القدرة على الحركة او ضعفها، وينتج عن هذه المشكلة الجسمية اخطر المشاكل الاجتماعية، وهي الاعتماد على الآخرين، وهذه تشكل اكبر صعوبة يمكن ان تصادف المعاق اذ انه سيشعر بالنقص ويبني صورة سلبية عن نفسه وبلا شك فانه سيشعر بالقلق والاكتئاب، ومع تراكم هذا الشعور فانه ومن ضمن العمليات اللاشعورية فان ذلك سينعكس علية سلوكيا من عدوانية وانطواء والأخطر من ذلك رفض التوافق مع مشكلته الجسدية وتلك إحدى اهم المشكلات التي يواجهها القائمون على برامج
تؤثر الإعاقة الجسمية والصحية في الجوانب النفسية والاجتماعية للفرد المعاق وأسرته، وتعتمد شدة هذا التأثير على نوع الإعاقة وشدتها وعمر الفرد عند الإصابة بالإعاقة، وكذلك على الظروف الاسرية والمجتمعية التي ينتمي لها الفرد المعاق، كذلك فان للأسرة دور هام في التخفيف من معاناة الفرد المعاق جسميا وصحيا اذا وفرت الاسرة الدعم والتقبل للفرد المعاق او انها قد تكون مصدرا لهذه المعاناة اذا لم توفر مثل هذا الدعم او انها لا تتقبل الإعاقة اصلا. اما المجتمع فهو الذي يحدد او يسمي الإصابة على أنها إعاقة بسبب ما تصنع من قيود على الفرد المعاق، او بتفسيرات المجتمع لمدى الفروق بين أفراده مما يؤثر على نمو الفرد وتكيفه الاجتماعي ومن هنا فان هناك اختلافات في حياة الافراد المعوقين في المجتمع والتي تعتمد في الاساس على استجابة المجتمع وتوقعاته. لذلك فان المشكلات التي يعاني منها المعوقون جسميا وصحيا ليست بسبب طبيعة الإعاقة فحسب. وإنما ايضا بسبب نظرة المجتمع نحوهم والمتمثلة في العقبات التي يضعها المجتمع او التسهيلات التي يوفرها للمعوقين انفسهم.
لذلك فالعوامل التي تؤثر في الجانب النفسي كثيرة الا ان كل فرد معوق يعتبر منفردا فيما يعايشه من خبرات تنعكس بالتالي على تكيفه مع المجتمع.
اشارت الدراسات الى انه لا يوجد نمط شخصية محدد يرتبط باعاقة معينه، كما انه لا توجد علاقة مثبتة بين شدة الاعاقة و التكيف النفسي لها. فيمكن ان يعاني الفرد من اعاقة شديدة ولكنه في نفس الوقت متكيف معها او من الممكن ان تكون اعاقته بسيطة ويعاني من سوء تكيف.
ان ما يعني او يدل على وجود اعاقة عند الفرد يعتمد عل تفسير معنى الاعاقة ومصادر الدعم المتوافرة والمقدمة له وليس بالضرورة على مدى شدة الاعاقة وطبيعتها.