متلازمة الحب و الأمل و العطاء!
السلام عليكم جميعا، في البداية أود التعريف عن نفسي، أنا مهندسة كمبيوتر و أم لثلاثة بنات، الكبرى عمرها 6 سنوات و الصغرى ولدت حديثا ،أما الوسطى فعمرها 4 سنوات و هي التي ميزها الله بمتلازمة داون
أود فقط من خلال هذه المشاركة أن أعطي الأمل لأهالي هؤلاء الملائكة الصغار بأن الإصرار و الصبر يصنعان المستحيل! ابنتي و على الرغم من صغر سنها إلا أنها تستطيع قراءة حوالي 15 كلمة، و تمييز أكثر من 150 صورة مع نطق اسمها (مع العلم بأنها تواجه صعوبة في نطق بعض الأحرف)، و هي نشيطة جدا في البيت و تستمتع بمساعدتي في كل شيء! اعترف لكم بأن عملية تعليمها تستغرق وقتا أطول بكثير من أختها و لكن عندما أراها تتحدث معي لتخبرني بأن هذه شمس و هذا مثلث أحمر فإن سعادتي لا توصف و حماسي لمتابعة تعليمها يصبح بلا حدود!
أذكر كيف بدأت معها قبل سنتين بصورة "تفاحة" و كيف استغرق الأمر 3 أيام لتقول لي "تا" ثم تطور الأمر يوما بعد يوم و الآن لدينا ملف كبير فيه ربما 150 صورة و ملف آخر للأشكال و الألوان و آخر للكلمات، و أيضا استخدم في تعليمها كروت الفلاشflash cards لصور مختلفة و للأرقام و الكلمات و هي تحب مطابقة الصور المتشابهة أو ربط كل صورة بالكلمة الدالة عليها، و قد صنعنا معا وسائل تعليمية عديدة في البيت، و استطيع القول أنه عدا عن أوقات الدراسة معها أحاول ربط كل شيء بما حولها بما تتعلمه مثل لون ملاقط الغسيل أو شكل اطباق الطعام، اسماء الأشياء التي نشاهدها على التلفاز أو أسماء أفراد العائلة في ألبوم الصور...أحب بناتي كثيرا و لكن متعة وجود شيء نتحدث عنه أنا و ابنتي المميزة لا تضاهيها متعة...
أعتذر على أطالة الحديث و لكن أود أن أضيف لأهالي متلازمة داون بالذات أنهم محظوظون بأطفالهم لأنهم يعطون للحب و العطاء و الحياة طعما آخر ، و إن أراد أي شخص الإستفادة من تجربتي فأنا على أتم الإستعداد!
المصدر - منتدى الخليج