البرامج التربوية الخاصة بذوي الاضطرابات اللغوية والنطقية
لاتقتصر الاضطرابات اللغوية والنطقية على الأشخاص المعوقين فقط بل قد يعاني منها أشخاص من غير المعوقين كما أنها لاترتبط بالقدرات العقلية للشخص. كذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات لغوية ونطقية غالباً مايعانون من مشاكل انفعالية واجتماعية.
عرف الشخص (1997) الكلام المضطرب بأنه ذلك الكلام الذي يختلف عن الكلام العادي بمختلف خصائصه من صوت وإيقاع وتردد ومخارج وطلاقة بصورة تجعل الفرد غير قادر على توصيل الرسائل الشفهية إلى الآخرين، حيث يحدث لها تشويه يجعلها غير مفهومه وغير ذات قيمة للآخرين، ويصل ذلك إلى درجة تعوق عملية تواصل الفرد معهم، ومايترتب على ذلك من آثار اجتماعية ونفسية تحول دون قدرة الفرد على آداء مهام الحياة اليومية بصورة مناسبة وقد يتعرض لسوء التوافق الشخصي والاجتماعي من جراء ذلك.
أما السرطاوي وجوده (1999) فقد قدما تعريفاً لآرام حيث يقول بأن الاضطرابات اللغوية تتضمن الأطفال الذين يعانون من سلوكات لغوية مضطربة تعود إلى تعطل في وظيفة معالجة اللغة التي تظهر على شكل أنماط مختلفة من الأداء وتتشكل بواسطة الظروف المحيطة في المكان الذي تظهر فيه.
أشكال اضطرابات اللغة والنطق:
يمكن تقسيم اضطرابات اللغة والنطق إلى أربعة أشكال أساسية على النحو التالي:
1. اضطرابات النطق(Speech Disorders) وتشمل:
أ) الحذف (Deletion)
ب) التحريف والتشويه (Distortion)
ج) الإبدال (Substitution)
د) الإضافة (Addition)
2. اضطرابات الصوت (Voice Disorders) وتشمل:
أ) اضطرابات طبقة الصوت.
ب) ارتفاع الصوت.
ج) نوعية الصوت.
د) نغمة الصوت.
هـ) رنين الصوت.
3.اضطرابات طلاقة الكلام (التأتأة، التلعثم أو اللجلجة Stuttering).
4. اضطرابات اللغة (Language Disorders) وتشمل:
أ) اضطرابات اللغة الاستقبالية ( Receptive Language Disorders)
ب) اضطرابات اللغة التعبيرية( Expressive Language Disorders)
البدائل التربوية لذوي اللغة والنطق:
قبل الحديث عن البدائل التربوية لابد من الإشارة إلى أن هناك عدة أساليب للتدخل
لعلاج اضطرابات اللغة والنطق وفقاً للأسباب المؤدية لها. ولابد في هذا المقام من التعرض باختصار إلى هذه النماذج:
1) النموذج التشخيصي العلاجي:
ويهدف هذا النموذج إلى تمكين الطالب من استخدام مهارات التواصل تدريجياً والانتقال من المهارات اللغوية الأكثر تعقيداً وفقاً لمبدأ الخطوة بخطوة. ويتم تحقيق هذا الهدف من خلال العمل على تطوير العمليات الضرورية لنمو المهارات اللغوية والكلامية باستخدام الوسائل التالية:
أ) إتباع مراحل وتسلسل النمو الطبيعي للغة (تعليم الأصوات، المفاهيم اللفظية، قواعد تشكيل الكلمات والجمل، مستويات وظائف الاتصال وفق التسلسل الطبيعي لها)
ب) توظيف مبادئ التعلم (أسلوب التدريب الموزع، التعميم، التعزيز الإيجابي)
ج) الاهتمام بالأثر الذي قد ينجم عن المشكلات اللغوية والكلامية على قابلية الطالب للتعلم والتكيف النفسي والاجتماعي ونمو الشخصية.
2) النموذج التواصلي التفاعلي:
يتم فيه استخدام المهارات اللازمة عملياً للتفاعل التواصلي مع الآخرين باستخدام الأساليب التالية:
أ) أسلوب لعب الأدوار.
ب) أسلوب الدمى المتحركة.
ج) استخدام القصص.
3) النموذج التكاملي:
ويتم من خلال تكييف البيئة لتهيئة الفرص لاكتساب المهارات اللغوية والكلامية.
4) النموذج السلوكي:
وهو أكثر الأساليب شيوعاً ويتم من خلال توظيف مبادئ تعديل السلوك ( التعزيز والتشكيل والتسلسل)، وأسلوب النمذجة في استخدام نماذج لفظية سليمة أمام الطالب ليقوم بتقليدها.
ويذكر الروسان (2000) بأن البرامج التربوية للمضطربين لغوياً ونطقياً يجب أن تتضمن التركيز على المهارات الأساسية التالية في تعليمهم:
1. أن يتولى عملية التدريب أخصائي العلاج النطقي (Speech Therapist)
2. أن تتم عملية التعليم وفقاً لمبادئ تعديل السلوك.
3. أن يتم اختيار الموضوعات المناسبة للحديث عنها وأن تكون محببة ومشوقة للطالب.
4. أن يتم الاستماع باهتمام من قبل المعلم لحديث الطلاب وخاصة الذين يعانون من مشاكل أو صعوبات لغوية (التأتأة) أو نطقية.
5. أن يقوم المعلم بتشجيع الطلاب ذوي المشكلات اللغوية على تقليد نطق الأصوات والكلمات والجمل بشكل صحيح وتعزيزها.