ما هو حكم الشرع في إزالة أرحام المعاقات عقليا
يقول الدكتور السرطاوي : "الأصل أن أعضاء جسم الإنسان مصونة ولا يجوز الاعتداء عليها ولكل عضو وظيفته فلا يجوز تعطيل أعضاء الإنسان عن أداء وظائفها وهذه الوظائف لا يعلم بها الا أصحاب الاختصاص، ومن وظائف الأرحام ,كما يقول الأطباء, أنها تعمل على تكوين العظام بحيث تفرز بعض الهرمونات التي تمنع هشاشة العظام، كما أن من وظيفتها الظاهرة الإنجاب ولذا فان إزالة الأرحام بالنسبة للمعاقات عقليا يلحق بهن ضررا. وهذا من الناحية الطبية وهي معتبرة في الشرع.
وناحية أخرى فان إزالة الأرحام ممنوع من الناحية الشرعية درءا للمفاسد لان بعض الأهل يريدون أن يتركوا بناتهم عرضة لمن ينال من عفتهن وشرفهن وهذا امر خطير بالنسبة لهن ولأفراد المجتمع، والعذر الذي يتذرع به هؤلاء هو ما تتسبب به الدورة الشهرية من اذى للمعاقة أو لأهلها والمحيطين بها وهذا لا يعتبر عذرا كافيا فالدورة الشهرية تمر في الشهر مرة واحدة، ثم ماذا عن الافرازات الأخرى التي تتكرر يوميا؟ الا تستوجب المحافظة؟ ولهذا نقول ونحن نشعر مع ذوي المعاقة نقول أن لهم بصبرهم الأجر العظيم عند الله عز وجل ونناشد المجتمع بان يقوم بدوره الاجتماعي في رعاية هذا النوع من الإعاقات، بإنشاء المؤسسات والوقف الخيري الذي ينفق منه عليهن، والمسؤولية لا تقع على الأهل وحدهم وإنما تقع على المجتمع بأكمله اذ يجب التضامن مع هؤلاء عملا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
فيما يرى الدكتور البطوش انه يمكن الحكم بإزالة رحم الفتاة المعاقة اذا تحققت الأسباب التالية:
1 - عدم قدرة الأهل على حمايتها ومراقبتها.
2 - عدم إمكانية المعاقة من الدفاع عن نفسها وحماية عرضها.
3 - لو تخلف هذان الشرطان واعتدي على المعاقة فان هذا يولد أطفالا لا تعرف أصولهم بالإضافة الى أن هذا سيفتح باب الزنا.
4 - حماية المجتمع وسمعة الأهل من التشويه.
أما اذا لم تتوفر هذه الشروط فالأصل عدم إزالة رحم المعاقة.