«حمد الطبية»: عيادة جديدة لعلاج مرض «سباينا بيفيدا»
كتب - طارق عبدالله
أعلن الدكتور عبد الله الكعبي، رئيس قسم الكلى للأطفال، ومدير مشروع مستشفى الكلى للأطفال عن استضافة مؤسسة حمد الطبية في 20 مايو الجاري مؤتمرًا حول الطرق والأساليب الفعالة لمعالجة مرضى نقص التحام العمود الفقري والنخاع الشوكي سباينا بيفيدا Spina Bifida ، حيث سيعقد المؤتمر الذي يستمر ليوم واحد بقاعة حجر في مركز التعليم الطبي، تحت رعاية الدكتورة حنان الكواري، المدير العام لمؤسسة حمد الطبية.
وفي مؤتمر صحفي عقده أمس بالمدينة الطبية لمؤسسة حمد، قال الكعبي إن المؤتمر الذي حرصت مديرة مؤسسة حمد على رعايته، يأتي ضمن سعي المؤسسة لتسليط الضوء على التقدم الذي أحرزته في مجال استحداث نظام متكامل لرعاية مرضى نقص التحام العمود الفقري والنخاع الشوكي«سباينا بيفيدا».
ولفت إلى أن المؤتمر يتضمن عددًا من المحاضرات يقدمها عشرة أطباء من مختلف إدارات وأقسام مؤسسة حمد الطبية المرتبطة بالعناية بالمرضى الذين يعانون من نقص التحام العمود الفقري (سباينا بيفيدا)، تركز المواضيع على العيادة الخاصة بهذا المرض التي تم افتتاحها في مارس الماضي والتي تعمل كل يوم أحد ضمن العيادة الخارجية لقسم الأطفال، وستتطرق المحاضرات إلى طرق ووسائل علاج الأمراض الناتجة عن المرض مثل مرض الكلى إلى جانب استخدام العلاج الطبيعي والعلاج الوظائفي بالإضافة إلى توضيح الإجراءات العلاجية المتعلقة بمشاكل المسالك البولية لدى الأطفال والكبار.
كما سيحضر المؤتمر طفلان يعانيان من المرض، ليعرضا تجربتهما في العلاج، ومعاناتهما مع المرض، إلى جانب أم مريض تحكي هي أيضا تجربتها مع طفل يعاني من المرض نفسه.
وتابع قائلا: وتنبع أهمية المؤتمر من فعالية البرنامج العلاجي لمرض يتسبب في أمراض أخرى تتطلب متابعة من مختلف التخصصات لإنهاء معاناة المواليد الذين لم يكتمل التحام العمود الفقري والنخاع الشوكي لديهم، وربما يؤدي إلى الشلل أو إلى علل عامة في أطرافهم السفلى ينتج عنها إعاقات معقدة في المشي، واعتلال في المثانة والمسالك البولية تحتاج إلى رعاية طبية من الأخصائيين في مجالات أمراض الكلى، والمسالك البولية، والعظام، والأعصاب، وغيرها من المجالات الطبية. عيادة (سباينا بيفيدا)
وشدد الكعبي على أن أحد أهم أهداف المؤتمر يتمثل في الإعلان عن ابتداء العمل في عيادة (سباينا بيفيدا) علاج نقص التحام العمود الفقري، وهي عيادة متعددة التخصصات، وتوفر كل احتياجات التأهيل والرعاية الطبية في نفس المكان ونفس الوقت، مما يوفر على المريض وأسرته عناء الحصول على العديد من مواعيد المراجعة، والتنقل بين مختلف الأقسام الطبية. كما ستقدم هذه العيادة معلومات تساهم في زيادة الوعي حول هذه الأمراض لدى العاملين في حقل الرعاية الصحية، وتوضح أهمية النهج العلاجي متعدد التخصصات لعلاج بعض الأمراض المعقدة مثل هذا المرض، والفوائد القيمة التي سيجنيها المرضى من تطبيق هذا النهج».
وأضاف قائلاً: «ستكون هذه العيادة بمثابة نقطة الانطلاقة للإعلان عن مشروع جمعية سباينا بيفيدا بقطر حيث تتواجد مثل هذه الجمعية في كثير من الدول ولم تتواجد بعد في قطر» وقال أيضًا «هذه الجمعية الطبية ستوفر الرعاية الصحية والاحتياجات الاجتماعية لهؤلاء الأطفال». كما أشار إلى أن المؤتمر سوف يتيح لكل تخصص من التخصصات المشاركة في «سباينا بيفيدا» نقص التحام العمود الفقري والنخاع الشوكي أن يلقي الضوء على أهمية دوره في برنامج العلاج، مع توضيح التغييرات والطرق المستخدمة في العلاج.
وفي رده على أسئلة الصحفيين، بين الدكتور الكعبي أن المرض إياه يعد من الأمراض المعقدة من حيث طول فترة علاجه، حيث يتطلب متابعة أطباء من عديد التخصصات مثل الباطنية، والكلى، والعلاج الوظيفي، وأحيانا اختصاصيين في التغذية، ومن تم جاء عمل العيادة الخاصة شهر مارس، على أن يعلن عن افتتاحها رسميا يوم الخميس المقبل بمناسبة المؤتمر، بهدف جمع عدد من التخصصات في مكان واحد للعناية بهؤلاء المرضى، واختصار الوقت على المرضى وتفادى التنقل بين عيادات مختلفة، إلى جانب توعية المجتمع بضرورة الوقاية المبكرة من المرض. كما أن العيادة ستكون بيئة جيدة للبحوث والتدريب.وأشار الدكتور الكعبي إلى وجود 76 طفلا في قطر ما دون 14 عاما مصابون بمرض نقص التحام العمود الفقري والنخاع الشوكي المشقوق (سباينا بيفيدا)، الذي يسبب تشوهات للإنسان تؤدي إلى أمراض عدة، أبرزها الإعاقة الحركية، ومشاكل في المتانة والجهاز العصبي.
ولفت الكعبي إلى أن العيادة الخاصة تعاين حاليا 45 طفلا منذ افتتاح عيادة خاصة شهر مارس الماضي.
كما ناشد الكعبي ذوي الخير من أبناء المجتمع والمقيمين في قطر التبرع لفائدة هؤلاء المرضى، مشيرا إلى أن الدولة تساهم ماديا لتغطية علاج هؤلاء المرضى، لكن هناك صعوبات يواجهها المرضى خاصة ما تعلق بالتجهيزات، مثل الكراسي المتحركة التي تكلف غاليا، داعيا فاعلي الخير إلى التبرع لدى الإدارة المالية لمستشفى حمد، حيث تم فتح حساب خاص لفائدة هؤلاء المرضى، ومساعدة العيادة بشكل عام.
نتيجة تشوه خلقي
بدوره، لفت الدكتور هيثم البشير، رئيس قسم تأهيل الأطفال إلى أن عديد الدراسات أثبتت أن المرض هو نتيجة تشوه خلقي، يحصل عموما في الأربعة أسابيع الأولى للحمل، حيث هناك قناة معينة تضم النخاع الشوكي والفقرات والعظام، فسبب المرض أنه يفترض أن تلتئم هذه القناة في حدود 28 يوما لتكوّن الظهر بما فيه النخاع الشوكي والعظام والفقرات، ويحدث أن لا يحدث الالتئام وتنتج فتحة، فيحدث تشوه بسيط، ناجم عن أن جزءا من الأخشية المحيطة بالنخاع الشوكي تطلع خارجا.
وأضاف د. البشير قائلا: إن عددا من الأبحاث بين أن من الأسباب الرئيسية نقص فيتامين يسمى «حامض الفوليك»، وتبينوا أن 70% من الحالات يمكن الوقاية منها، لو استعملت الأم استعملت «حامض الفوليك» قبل الحمل، وخلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل.
وتابع أن الدراسات أثبتت أيضا أن الأطفال المصابين بهذا المرض يعانون نقصا من حامض الفوليك في الدم، مشيرا إلى أن حامض الفوليك ضروري للجسم مثله مثل كل الفيتامينات في الجسم.
وأشار إلى وجود حبوب خاصة بحامض الفوليك يمكن تناولها للمرأة التي تعرف أنها مقبلة على الحمل، أو بعد الزواج.
بدوره نصح الدكتور الكعبي بتناول النساء الحوامل لحامض الفوليك لأنه مفيد لأي امرأة بعد زواجها مقبلة على الحمل وليس له آثار سلبية جانبية، مشيرا إلى وجود دليل علمي قوي أن تناول حامض الفوليك قبل الحمل يساعد على تقليل الإصابة بالمرض.
وعن سؤال حول إمكانية اكتشاف المرض مبكرا، أوضح الدكتور الكعبي إلى أنه في العادة يكتشف المرض بالتصوير أثناء الفحوصات.
يعالج التشوه
بدوره أشار الدكتور جمال الزمر مسؤول العيادة الخاصة بعلاج مرض نقص التحام العمود الفقري والنخاع الشوكي المشقوق (سباينا بيفيدا) إلى أن العلاج الذي يقدم للأطفال لا يعيد الطفل إلى حالته الطبيعية، لكن يعيد يعالج التشوه الحاصل.
وقال إنه حتى في حالة إجراء عملية جراحية للجنين في الرحم، فإن النتيجة لن تتعدى إعادة الجزء الخارج عن العمود الفقري ومعالجة التشوه، لأن التأثير قد حصل سلفا. ودعا الزمر الأولياء إلى الإقبال على العيادة التي ستفتح أبوابها كل يوم أحد من الساعة السابعة صباحا إلى الحادية عشرة والنصف.