الرياض - فاطمة العصيمي الحياة - 26/05/08//
كشفت الإحصاءات الصادرة عن وزارة الداخلية أن 900 طفل تتراوح أعمارهم بين 7 و18 عاماً قُبض عليهم بسبب «المخدرات»، وأن إدارة مكافحة المخدرات ضبطت نحو 31 ألف قضية تعاطي وترويج خلال عام، فيما ضبطت مصلحة الجمارك عام 1428هـ نحو 62 مليون حبة مخدرة.
وأوضح أستاذ علم النفس في كلية الملك فهد الأمنية الدكتور تركي العطيان خلال مشاركته في مؤتمر مشكلات الأسرة السعودية المعاصرة التي نظمها مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب بمستشفى القوات المسلحة، أن منطقة جازان تأتي في مقدم المناطق السعودية كنسبة تعاطي للمخدرات والإدمان، تليها منطقة الرياض.
وقال إن إحصاءات وزارة الداخلية أشارت إلى أن عدد قضايا المخدرات خلال عام 1426هـ بلغ 31519 قضية، بزيادة 2282 عن العام الذي سبقه، مشيراً إلى أن مصلحة الجمارك ضبطت خلال عام 1428هـ نحو 62 مليون حبة مخدرة.
ورسم العطيان من خلال الإحصاء خريطة توزيع قضايا الأنواع المتعاطاة من المخدرات، إذ بلغ عدد المتهمين في قضايا «الحشيش» 16595 شخصاً، تلاها قضايا الكبتاغون بـ 15944 متهماً، ثم القات في المرتبة الثالثة بـ 4302 متهماً، لافتاً إلى أن «فئة العزاب» تورطت في هذه القضايا ضعف ما تورطت «فئة المتزوجين»، إذ بلغ عدد المتهمين من العزاب 26928 شخصاً، في حين كان عدد المتزوجين 12536 متهماً.
من جهتهم، حمل اختصاصيو الخدمة الاجتماعية «الأسرة والتنشئة الاجتماعية» المسؤولية الأكبر بالتسبب في معظم الانحرافات المنتشرة بين الأبناء، في حين تأتي العوامل الأخرى بعدها.
وأكد أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله الفوزان أن وسائل التقنية وألعاب «البلاي ستيشن» فضحت هشاشة الأساليب التربوية، واصفاً الأسرة بأنها «المجرم الأول» في ما سمّاه «العبث التقني» بتوفيره من دون رقابة بين أيدي الأطفال.
واعتبر أن عمل موظفي الرقابة «لم يعد مجدياً، وسط ما نعيشه من انفتاح واختراقات تقنية إلى درجة عدم استطاعة الحكومات السيطرة على هذا الزحف العنكبوتي»، مطالباً بضرورة التحكم في استخدام التقنية، خصوصاً «الألعاب الالكترونية» و»تقنية البلوتوث»، وضرورة التعامل معها إيجاباً. ولفت إلى أن الألعاب الإلكترونية و»البلوتوث» سبب رئيسي في انتشار العنف وظاهرة الابتزاز والتفكك الأسري والتعرف على أنماط الشذوذ الجنسي ومعارضة منظومة القيم الأخلاقية وتعليم كيفية الترويج للمخدرات.
وأشار بأنه لا يعارض دخول التقنية للمنازل، «لكن لا بد من الحد من سلبياتها وضرورة تطبيق الجانب الوقائي والعلاجي من خلال وضع الأجهزة في مكان واضح من المنزل بمتابعة الوالدين، وأن يبدأ رجال الأعمال في استثمارها لتدر عليهم أرباحاً تحمل في مضمونها رسائل إيجابية».