إعداد/ نسرين نصر الدين محمد فهمي
محاور البحث
o البرنامج الإرشادي
o مفهوم البرنامج
o أسس بناء البرنامج
o مبادئ بناء البرنامج
o خصائص البرنامج الإرشادي
o أهمية البرنامج الإرشادي
o أهمية البرنامج الإرشادي في الاقتصاد المنزلي
o خطوات بناء البرنامج الإرشادي
o المشكلات التي تواجه بناء البرنامج الإرشادي
o البرنامج التدريبي
o أهداف البرامج التدريبية والإرشادية
o فوائد البرامج التدريبية والإرشادية
o البرنامج التعليمي
o تاريخ البرامج التعليمية
o أهمية البرامج التعليمية
o الفرق بين البرامج الإرشادية والتعليمية
مقدمة:-
البـرنــامج
يعرف معجم مصطلحات التربية والتعليم ( 1980) البرنامج بأنه ملخص الإجراءات والمقررات الدراسية والموضوعات التي تنظمها المدرسة خلال مدة معينة كفترة 6 اشهر أو سنة كما يعرفه أيضا بأنه خطة للتدريس تمهد فيها الحدود التقليدية القائمة بين الموضوعات المختلفة وذلك بإعداد وحدات دراسية شاملة للتعلم تؤخذ في مختلف الحقول.
كما يعرفه ريبر ( Reber-1985 ) بأنه خطة مصممة لبحث أى موضوع يختص بالفرد أو المجتمع بشرط أن تكون هادفة لأداء بعض العمليات المحددة بدقة.
ويري (طلعت منصور ، 1987) بأنه مجموعة من الوحدات المخططة لتحقيق أهداف معينة بحيث تمهد كل وحدة للوحدة التي تليها وبحيث يتضح الترابط فيما بينها.
تعرفه (عزيزة سمارة وآخرون ، 1990 ) بأنه جميع الخبرات التربوية التي تنتجها المدرسة لتلاميذها داخل حدودها أو خارجها بغية مساعدتهم على إنماء شخصيتهم في جميع جوانبها المتعددة نموا يتسق مع الأهداف التربوية.
كما تعرفه (سهام على ، 1992) بأنه مجموعة من الأنشطة التي يقوم بها الأفراد في تكامل وتعاون بما يعمل على توظيف طاقتهم وإمكانياتهم فيما يتعلق مع ميولهم وحاجاتهم وقدراتهم واستعدادهم في جو يسوده الأمن والطمأنينة.
وتعرفه( فائقة على أحمد ،1995)بأنه مجموعة من الخبرات التربوية والمفاهيم والمهارات يتم تنظيمها في إطار من الوحدات المتكاملة والشاملة لجميع الأنشطة.
وأورد (محمد البغدادى ،1998) تعريفا للبرنامج بأنه نوع من الخبرة التعليمية التي تأخذ فيها مكان المدرس – برنامج – يقود التلميذ من خلال مجموعة معينة من أنماط السلوك المخطط والمتتابع بحيث يجعل من الأكثر احتمالا أن يسلك هذا التلميذ طريقا معينا مرغوبا فيه ، بمعنى أن يتعلم التلميذ ما قصد أن يعلمه البرنامج عندما وضع .
أولا: البرامج الإرشادية
الإرشاد في اللغة معناه الهداية والدلالة وإرشاد الضال أي هدايته إلى الطريق وتعريفه به (ابن منظور،711/ج5: 219). وقد وردت معاني كثيرة ومتنوعة في القران الكريم لمصطلح الإرشاد وبعض المصطلحات المرتبطة به ومن هذه المعاني: الرشْدُ، رُشْداً، الرّشاد، مرشداً. فكلمة الرشد استخدمت بمعنى الشيء الواضح الجلي الذي له دلائل وبراهين واضحة وكاملة، كما في قوله تعالى " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " البقرة (256).
واستخدمت كلمة رُشْداً بمعنى العلم الذي يسترشد به في الأمور النافعة والأعمال الصالحة، ونستدل على ذلك من الحوار الذي دار بين موسى علية السلام و الخضر كما في قوله تعالى " قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشداً " الكهف الآية 66. وكلمة الرّشاد استخدمت بمعنى طريق الحق والصدق كما في قوله تعالى " وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد " غافر الآية 38. كما نجد أن كلمة مرشداً استخدمت بمعنى الواعظ الذي يهدي غيرة إلى الصواب والحق كما في قوله تعالى " ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً " الكهف الآية 17( سعفان،2005 : 9-10).
ويمكن تعريف الإرشاد بأنه عملية المساعدة على تنمية الإمكانيات والقدرات عن طريق تحديد الأهداف الملائمة، ووضع الخطط المناسبة لتحقيق الأهداف من أجل الوصول إلى حياة أفضل، وهي عملية ديناميكية تحتاج إلى متخصصين مؤهلين علمياً ومدربين للقيام بهذه العملية (السويلم،2002: 29,40).
ولقد تعددت تعريفات البرنامج الإرشادي وفيما يلي عرض لتلك التعريفات:-
تعرفه ( سعدية بهادر، 1987) بأنه تكنيك خاص تتبعه المشرفة في تهيئة وإعداد الموقف التربوي بمتابعة الفصل لمدة زمنية محددة وفقا لتخطيط وتقييم هدف محدد يظهر فيه التكامل المنشود ويعود على الفرد بالنمو المرغوب فيه .
ويعرفه عبد المنعم عبد الصمد ( 1988) بأنه مجموعة من المهارات المنظمة بطريقة متدرجة من خلال مادة لغوية في صورة وحدات ودروس محددة لها أهداف وأنشطة والخطة الزمنية اللازمة للتنفيذ وإجراءات التدريس والتقويم.
كما يمكن تعريفه بأنه الخطة التي تتضمن عدة أنشطة تهدف إلى مساعدة الفرد على الاستبصار بسلوكه والوعى بمشكلاته وتدريبه على حلها واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها ( عزة زكى، 1989).
فالبرنامج الإرشادي هو "البيان الكلي لأنواع النشاط التي تقرر اتخاذها للقيام بعمل إرشادي معين، أو هو بيان عن الموقف والأهداف، والمشكلات والحلول الإرشادية المقترحة لمواجهة هذه المشكلات", هذا ويشكل البرنامج أساس كل خطة إرشادية سوف تتبع بعد ذلك (الطنوبي،25:1997).
وأقر( محمد النحاس ، 2000) بأن البرنامج الإرشادي هو برنامج مخطط منظم في ضوء أسس عملية لتقديم الخدمات الإرشادية المباشرة فرديا وجماعيا لجميع من تضمهم المؤسسة أو الجماعة بهدف مساعدتهم في تحقيق النمو السوى والقيام بالاختيار الواعي المتعقل لتحقيق التوافق النفسي داخل الجماعة وخارجها، أما (رشا علوان ،2001) فأكدت على أنه خطة تتضمن مجموعة من الخبرات التربوية والمفاهيم يتم تنظيمها في إطار من الوحدات الشاملة.
واتفقت كلا من (شعيب، 78:2003)و(حسين، 161:2004) على أن البرنامج الإرشادي عبارة عن "برنامج مخطط ومنظم في ضوء أسس علمية لإمداد المسترشدين بمعلومات وخبرات وبيانات معينة وتقديم الخدمات الإرشادية من خلال جلسات تهدف إلى إحداث تغيير في الاتجاهات".
وقد ذكرت (زايد، 161:2004)بأن البرنامج الإرشادي "إطار يتضمن مجموعة من الخبرات والتعليمات المصممة بطريقة متكاملة ومتتابعة تخضع لمدة زمنية محددة وفقاً لتصميم وتخطيط هدف محدد يعمل على تنمية الوعي وإكساب مهارات لتأدية الأدوار بفاعلية".
فالبرنامج الإرشادي هو "الخطوات المتتابعة التي يتم من خلالها تقديم خدمات الإرشاد من المرشد إلى المسترشد"، والعملية الإرشادية هي الجانب التطبيقي للإرشاد وبدونها يصبح الإرشاد مجرد أراء أو نصائح أو توجيهات(سعفان ،19:2005).
وبرنامج الإرشاد هو ذلك البرنامج المخطط والمحدد والمنظم ضمن أسس علمية لتقديم خدمات توجيهية وإرشادية لفئة محددة أو عامة من الطلبة (سمارة & نمر, 1992: 155), وتعرفه شريف (1992: 12)بأنه مجموعة من الأنشطة يقوم بها المسترشدون في تفاعل وتعاون بما يعمل على توظيف طاقاتهم وإمكاناتهم فيما يتفق مع ميولهم وحاجاتهم وقدراتهم واستعداداتهم في جو يسوده الأمن والطمأنينة وعلاقة الود بينهم والمرشد.
و يتضح مما سبق أن البرامج الإرشادية ليست من السهولة بمكان، حيث أن البرامج التعليمية والتدريبية تتم بطرقة رسمية فهي عملية منظمة مسبقاً ويوجد طرق تقييم مقننة لتقييمها بينما البرنامج الإرشادي يتم بطريقة غير رسمية وبذلك فهو يعتمد على قدرة المرشد على الإعداد والتنفيذ والتقويم.
ولو تأملنا التعريفات السابقة لوجدناها تتضمن ما يلي:-
1- التركيز على أن يفهم الشخص المستفيد من عملية الإرشاد والذي يطلق عليه المسترشد ما عنده من إمكانات وقدرات، ويعمل على تنميتها إلى أقصى حد ممكن.
2- المساعدة من قبل شخص مؤهل ومدرب وصاحب خبرة لشخص أخر يحتاج للمساعدة لفهم موضوع معين أو ليحل مشكلة يواجهها.
3- يجب تحقيق التوافق البيئي والاجتماعي والصحي والنفسي..إلخ في شتى مجالات الحياة المعيشية.
بناء البرنامج: Constructing of Program
بناء البرنامج هو ذلك النشاط المستمر المشترك بين أجهزة الإرشاد ومستقبلية حيث تعرف من خلاله المشكلات وتحدد فيه الأهداف كما تتخذ فيه الإجراءات لبلوغ تلك الأهداف. ويعني ذلك أن البناء هو الإجراء التطبيقي للتخطيط. ويهدف بناء البرنامج الإرشادي إلى تنمية مهارات مجموعة من الأفراد أو إكسابهم مهارات جديدة (الطنوبي،1998).
يري (رياض العاسمي ،2008)أن الأسس العامة التي تقوم عليها البرامج الإرشادية:
مجموعة من الأسس النفسية والاجتماعية والطبية التي لا يمكن الاستغناء عنها عند عملية تصميم البرامج، لأنها تعدُّ في نظر المرشد المحددات الأساسية لعملية التدخل الإرشادي . وأهم هذه الأسس:
· (Public Fundamentals ) الأسس العامة
وتعني ثبات السلوك الإنساني نسبياً وإمكانية التنبؤ به، وقابليته للتعديل والتوجيه والتعلم، آما أن هذا السلوك فردي واجتماعي، ومن حق المعاق عقلياً أو المعاق عقلياً أن يقرر حقه في
الإرشاد والعلاج.
· (Fundamentals Psychological&Educational) الأسس النفسية والتربوية
يجب على المرشد أن يأخذ باعتباره أثناء وضع البرنامج الإرشادي الفروق الفردية بين
المعاقين عقلياً في النمو العقلي والجسمي والاجتماعي، واستعدادهم ورغبتهم في التدخل
الإرشادي، و الفروق بين الأطفال الصغار والمراهقين والكبار،مع مراعاة الفروق بين
الجنسين.
· (Social Fundamentals) الأسس الاجتماعية
ومن هذه الأسس الاهتمام بالفرد باعتباره عضواً في جماعة. إنَّ هذا المبدأ مكمل للمبدأ الذي
سبق أن أشرنا إليه سابقاً ألا وهو :أنَّ السلوك الإنساني فردي – اجتماعي، أي أن الإنسان كائن
اجتماعي، ويعيش في واقع اجتماعي وله معاييره وقيمه، ويعيش مع جماعة في كيان اجتماعي
يؤثر في الفرد ...فلا يمكن أن ننظر للإنسان بحد ذاته دون أن يأخذ بالحسبان الجماعة التي ينتمي إليها، والمجتمع الذي يعيش فيه.
ومن الأسس الاجتماعية أيضاً الاستفادة من المجتمع في الإرشاد النفسي، إنَّ وسائل الإعلام والتوجيه والتثقيف في المجتمع تسهم في صوغ شخصية الفرد، آما أن هناك مؤسسات اجتماعية متخصصة لتقديم التوجيه والإرشاد ودور العبادة، ومكاتب الخدمة الاجتماعية، أو التأهيل المهني، أو رعاية المعاقين، هذا بالإضافة إلى أن المدرسة لها دور كبير ومهم يمكن أن تسهم فيه من خلال تقديم عمليات الإرشاد النفسي الفردي والجماعي لعدد كبير من أطفال المجتمع وشبابه، سواء عن طريق المرشدين أو عن طريق المدرسين المرشدين.
· (Phisological Fundamental) الأسس الفيزيولوجية
حيث انه على المرشد أن يدرك تمام الإدراك هذه العلاقة الوثيقة بين النفس والجسد ويأخذها
بالحسبان حينما يتعامل مع المعاق ، وأن يدرَك العلاقة القوية بين الانفعالات المزمنة التي
يتعرض لها، وبين مختلف أشكال الاضطرابات السلوكية.
· (Philosophical Fundamentals) الأسس الفلسفية
فالبرنامج الإرشادي يجب أن يراعي طبيعة النسق الفلسفي الخاص بالمرحلة التي يمر بها الأفراد الذين يعانون من المشكلة، والإطار العام الذي يتناول أسلوبها في تحقيق تلك الأهداف،بحيث يحرص على عدم حدوث أي تناقض بين أهداف البرنامج وبين خصائص الأفراد الخاضعين للبرنامج وأهدافهم، التي تتمثل في رغبتهم أو رغبة المحيطين بهم في التغلب على مشكلاتهم، وهو ما يهدف إليه الإطار العام للبرنامج، وذلك للوصول إلى أفضل الوسائل التي تناسب قدراتهم وإمكانياتهم .
بينما استطرد العلماء أسس بناء البرامج الإرشادية فيما يلي:
1- الأسس النفسية
2- الأسس الاجتماعية
3- الأسس الأكاديمية
1- الأسس النفسية
تتميز كل مرحلة من مراحل حياة الفرد بخصائص جسمية ونفسية معينة تميزه في مراحل نمو مختلفة وهذا بالضروري يجب أن يؤثر على حاجات واهتمامات الفرد ( فائقة أحمد – 1995)وهى تتعلق بالمتعلم من حيث معرفة خصائصه وميوله ومطالب نموه وأنسب طرق التعليم والتعلم التي تتناسب مع تلك الخصائص، فهو الأساس الذي ينطلق منه البرنامج، فالمتعلم محور العملية التعليمية وجوهرها، وله خصائص ومطالب نمو يجب معرفتها ويجب مراعاتها عند تخطيط البرامج التعليمية ( محمد عزت – 1979)
وقد اتفق المربون على أهمية دراسة خصائص النمو وحاجاته وأنسب طرق التعليم وضرورة مراعاة البرنامج لها والعمل على إشباعها عند تخطيط المواقف التعليمية للبرنامج ( الدمرداش سرحان – 1991)
لذلك روعى دراسة الخصائص الجسمية والنفسية للأفراد عند بناء البرنامج وتخطيط المواقف التعليمية والاستفادة منها في ضوء المحتوى التعليمي للبرنامج المعد، وكذلك الوسائل التعليمية بما يتناسب مع هدف تلك الخصائص.
2- الأسس الاجتماعية
تعنى الأسس الاجتماعية الاهتمام بالفرد كعضو في جماعة يؤثر فيها ويتأثر بها، وهى تتعلق بدراسة طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه المتعلم، ومعرفة أهداف هذا المجتمع وموارده وما يسوده من قيم وعادات وتقاليد وذلك حتى يبنى البرنامج بما يتناسب مع هذا المجتمع ، فالإنسان لا يعيش في فراغ بل يمارس نشاطه في مجتمع معين ، وهذا المجتمع له خصائصه ومؤثراته التي تؤثر في النشاط البشرى فيه . ولذا فمن المهم أن تراعى قوة الصلة بين ما يقدم للدارسين وبين جوانب حياتهم واحتياجاتهم وذلك لأن كل منهج يقوم على دعائم فلسفية تربوية معينة وهذه الفلسفة ترتبط بفلسفة المجتمع وتتصل اتصالا وثيقا به ( خديجة بخيت – 1986)
3-الأسس الأكاديمية
تتعلق الأسس الأكاديمية بالمادة أو المواد المتعلمة التي يتضمنها البرنامج المقترح وذلك من حيث فلسفة هذه المادة، ومكوناتها، وطبيعة تعليمها، وتتابع موضوعاتها، واختيار أفضل تنظيم لمحتوى البرنامج بما يتفق مع طبيعة المتعلم ( إيناس بدير -1999)
كما أشار (الطنوبي ،1997)موضحاً الأسس التي يجب مراعاتها عند التخطيط للبرامج الإرشادية:
1- يوضع البرنامج الإرشادي على أساس فهم وإلمام كامل بالموضوع والظروف المحلية.
2- اختيار المشكلات الحقيقة المعبرة عن حاجات الأفراد.
3- يتضمن أهداف جوهرية ومحددة.
4- يناسب مستوى الأفراد الاجتماعي والاقتصادي.
5- يكون له صيغة موجهة تجاه تحسين قدرة الأفراد على حل مشكلاتهم بطريقة فردية أو جماعية.
6- يكون للبرنامج خطة محددة للعمل بحيث تكون أهدافه واضحة ومحددة على كافة مستوياته.
7- يتصف بالثبات والمرونة الكافية لمقابلة المواقف المتغيرة على المدى الطويل والتغيرات الحادثة في المدى القصير والمواقف الطارئة.
8- يتم تنفيذه عن طريق أفراد ذوي فاعلية وكفاءة ومدربين تدريباً جيداً مع مراعاة الاستفادة من القيادات المحلية التطوعية في مرحلتي تخطيط وتنفيذ البرنامج.
9- يمهد البرنامج إلى الطريقة التي تقيم نتائجه.