أنا امرأة أتكلم بلغة الإشارة، أي أنني صماء (بالوراثة). أنتمي إلى أسرة بحرينية عطوفة وحنونة قدمت لي مختلف أنواع الرعاية النفسية والاجتماعية منذ نعومة أناملي.
اكتشفت أمي بأني صماء وأنا أبلغ من العمر أربعة شهور من خلال اللعب معي، فنقلتني مباشرة إلى الطبيب خائفة على طفلتها. أخبرت الطبيب بأنها تصفق لي مراراً ولا أتجاوب أو أنتبه إلى مصدر الصوت.
ورغم أني الطفلة الأولى الصماء في الأسرة إلا أن أمي وأبي كانا ولا يزالان فخوران بي.
حظيت برعاية خاصة أهلتني لأن أكون متفائلة، أتمتع بصحة نفسية أفخر بها. لم أشعر يوماً بأني مختلفة عن إخوتي وبأن الإعاقة السمعية جعلتني بعيدة عن التفاعل الأسري أو بعيدة عن مجريات الحياة الطبيعية لأسرتي.
اكتشف أهلي موهبة الرسم لدي وأنا أبلغ من العمر ثماني سنوات، قدم لي والداي الكثير من التسهيلات فكانا يشجعاني، يرشداني، وكنت أنا في هذه الفترة أحب مطالعة المجلات الخاصة بالأطفال والكبار إلى جانب التمعن في كل ما يسقط عليه ناظري حتى أقوم بتقليده وكذا أفعل في متابعة الرسومات التلفزيونية.
تطورت مهارة الرسم بعد عدة تجارب ومحاولات حيث كنت أجد نفسي في الرسم وكنت أحظى بتشجيع الأهل والمحيطين في كل تجربة.
وأنا أتطلع في أن تسنح لي فرصة قبولي في إحدى الجامعات العربية في تخصص الفنون.
مديحة إبراهيم حسن