من المؤلم رؤية الأطفال يشتكون في مهدهم، عدم حديث الطفل أثناء صغره يجعل الأبوين ينشغلان عنه كثيراً، حيث لن يتمكنا من الليل براحة؛ ما دام هذا الوليد يعان من مشاكل نطقية، أو خلقية في فمه وأعضاء النطق التي لن تمكنه من إخراج كلمتي: بابا، ماما. بسلامة.
تلد الأمهات أطفالا وينتظرون منهم الكثير، يمرّ الوقت ولا يستجيب الطفل للحروف التي يستقبلها، وإنما يتم ابدالها بإيمائات وحركات لا تعوض بالنسبة الكاملة، عن الكلام الصحيح والجمل السليمة.
ثمة عوائل كثيرة في البلاد، لا ترغب بالذهاب إلى طبيب العائلة أو المختص بالاضطرابات النطقية حتى يتم الكشف على الإبن الذي لا يستطيع الحديث مع أقرانه، وذلك بسبب أن يتكلم الناس بسوء عن والد ووالدة (فلان) اللذان ذهبا بطفلهما إلى الطبيب من أجل أن طفلهم (أبكم).
التدخل المبكر مشكلة عاصية، الجميع يريد الاطمئنان على سلامة أبنائهم منذ الساعة الأولى التي يلدون فيها، المشكلات الكبرى التي يقع فيها الآباء، عدم الذهاب بأطفالهم إلى الطبيب لمعرفة المشكلة الواقعين فيها بسبب أن ذلك أحد الأمور المعيبة. فيما ترسخت تلك الفكرة في رأس ربّ الأسرة منذ الصغر.
الدور الكبير يقع على المختصين في شتى بقاع البلاد المباركة، توعية الناس، فتح خط مجاني للاستشارات، افتتاح مراكز عديدة، حثّ الناس على الذهاب إلى الطبيب في حال وجود مشكلة لدى الطفل وعدم الخجل من ذلك، مع العلم أن التأخر لمدة أيام يعني أن طفلك ربما سيخسر الكثير من عمره ومكتسباته لاحقا.
في اعتقادي أن الجيل تغيّر، أصبح الآباء نوعا ما أكثر حرصا، ولكن حتى الآن لم تظهر أمام عيني المواطن لوحات إرشادية داخل المدينة تقود إلى مراكز التدخل المبكر، سؤال كبير يوجه إلى وزارة الصحة و مراكز التأهيل.. أين مراكز التدخل المبكر التي تسهم في حل مشكلات عوائل كثيرة ضاعت بسبب مشكلة بسيطة تطورت إلى إعاقة ومن ثم إلى عجز؟!