الأرصفة حق للجميع
مختار محمد سعيد الشيباني
إذا نظرنا حولنا إلى الأرصفة التي نسير عليها فإننا لن نشعر بالراحة ولا الطمأنينة؛ لأنها غير مخصصة لنا نحن السائرين على أقدامنا رجالا ونساء وأطفالا، ناهيك عن الأشخاص ذوي الإعاقة ومن في حكمهم من كبار السن أو الحوامل أو من تدفع عربة وليدها الصغير. فكلنا نعاني سوء تنفيذ الأرصفة في مدننا السعودية والعربية.
ويعود السبب إلى سوء التصميم من قبل استشاريين يطبقون معايير بآلية تخطتها معظم دول العالم المتقدم، وما المقاولون وعمالتهم ومهندسوهم بأحسن حال؛ إذ إنهم يلتزمون بما خط لهم من مواصفات هندسية لا ترقى إلى ما يجب أن تكون عليه من احترام للمشاة وانسيابية لحركتهم من تقاطع إلي آخر، وعبورهم للتقاطعات الخطرة، ناهيك عن انتهاك لحرمة الأرصفة من زارعي اللوحات الإعلانية أو المرورية، حتى أن «ساهر» بدأ في زرع كاميراته عند التقاطعات دون احترام لحق السائر المسكين في عبور آمن ومتصل، بمعنى أن يتم تخفيض منسوب الرصيف تدريجيا عند التقاطعات بما يكفل للجميع حق العبور، ناهيك عن توفير المؤشرات الأرضية المحسوسة للمكفوفين والمنبهات الصوتية والضوئية للمشاة.
تفتقر مدننا إلى هذا الجانب الإنساني وتقع المسؤولية على عاتق المهندسين والمخططين في الدرجة الأولى.
إن التصميم للجميع أو التصميم الشامل أصبح مطلبا عالميا يجب أن تعقد له الدورات التدريبية للمهندسين والمقاولين وأصحاب القرار.
نحن ننادي بمساواة الإنسان بالسيارة، رغم فارق القوة بينهما، فمدننا صممت وما زالت تراعي في توسعاتها حركة السيارات فقط.
فإنسانية المدن --- هدف لنا جميعا