أمنيتها وجود سيارة خاصة بنقلها إلى الموقع الذي تدرس به... «المتفوقة» سارة تبحث عن حل «إنساني» لإكمال تعليمها!
الدمام - شادن الحايك الحياة - 20/09/08//
كانت سارة (22 عاماً)، مشروع حمل في طريقه إلى «الإجهاض»، إذ نصح المقربون من الأهل والأصدقاء والدتها بإجهاضها في أيام حملها الأولى ،لأنها لن تولد طفلة طبيعية، إذ تبين ذلك منذ بداية الحمل كون الأم تناولت جرعات كبيرة من المضاد الحيوي (من دون أن تعلم أنها حامل بسارة)، ما أدى إلى وجود سوائل في الدماغ.
لكن والدتها رفضت إجهاضها، وأصرت على إنجابها أياً كانت حالها، على رغم من تأكيدات الطبيب بأنها لن تولد بخلق سوي.
وأبصرت سارة النور، وهي تعاني صعوبة في النطق، وعدم القدرة على المشي مع وجود فتحة في الظهر، تقول والدتها: «رفضت إجهاضها لأنها هبة من الله ولن أرد عطيته مهما كانت».
وبعد الولادة بأسابيع بدأت معها رحلة العلاج في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في الرياض حتى صار النطق عندها سليماً، لكنها كانت تعاني من صعوبة في رفع صوتها ما استدعى إجراء جراحة لها، فأصبح صوتها مسموعاً أكثر، واستطاعت إن ترتدي ملابسها بنفسها واستغرق هذا كله خمس سنوات من المواعيد وجلسات العلاج الطبيعي والجراحات، قبل أن تلتحق بالمدرسة وتصبح من المتفوقات، إلى إن بلغت المرحلة الثانوية التي كانت حداً فاصلاً بينها وبين إكمال مسيرة تفوقها العلمي».
وتسرد سارة مأساتها: «أحببت الدراسة جداً، ولم أتخلف عن صفوف المتفوقات أبداً، لكن عند تسجيلي في المرحلة الثانوية وكما هو متعارف عليه كان لا بدّ من أن أسجل في أقرب مدرسة من منزلي، وبالفعل تمّ ذلك، ولكني فوجئت أنه لا توجد صفوف دراسية في الطابق الأول، وليس باستطاعتي الصعود للطابق الثاني وأنا على كرسي متحرك». وتضيف:« طلبت والدتي من مديرة المدرسة أن تنزل صفاً للطابق الأرضي، لكنها رفضت ذلك، فكانت هذه صدمتي الأولى، إذ إن زميلاتي وصلن للجامعة وأنا لازلت أحمل الشهادة المتوسطة فقط». وتتابع: «بعدها قمت بالتسجيل في أحد البرامج الخاصة بدراسة الحاسب الآلي، إذ إن حلمي هو حمل شهادة معتمدة في هذا المجال، وكان كل من في المركز بما فيهن المعلمات يشهدن لي بالتفوق، ليأتي العائق الثاني وهو عدم وجود سيارة خاصة لرفع الكرسي الخاص بي، إذ إن والدي ووالدتي كبيران في السن ولا يقويان على حملي، فاصطدمت بعوائق كثيرة، حالت من دون تحقيق حلمي في التعليم، وما أتمناه هو وجود سيارة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة تقلني إلى الموقع الذي أدرس فيه، في ظل عدم توافر مبلغها الباهظ في رصيد والدي، الذي لا يحصل على راتب تقاعدي، ونعتمد في تدبير شؤوننا المالية اعتماداً كلياً على راتب الضمان الاجتماعي الذي يكفينا عن سؤال الناس».