#1  
قديم 03-05-2011, 11:32 AM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي مهارات و طرق التدريس للأفراد المعاقين ذهنيا

 

مهارات و طرق التدريس للأفراد المعاقين ذهنيا

بين النظرية و التطبيق


يتحدث الكثيرون عن طرق التدريس علي أنها هذه النظريات التي تحدد القواعد و الأساليب التي يمكن للمدرس التعامل بها مع الأفراد أثناء سير عملية التدريس .. و التي غالبا ما يتم وضعها تحت مسميات أكاديمية ضخمة كما يتم صياغتها و التعبير عنها في صورة قوالب و آليات جامدة قد لا تكون مستساغة لدي الكثيرين ..
لذلك فقد رأيت أن أقدم بعض طرق و أساليب التعامل مع الأفراد المعاقين ذهنيا في صورة إرشادات بسيطة لكي تصبح مألوفة لدي المتخصص و القارئ العادي من ولي أمر أو مهتم بالتعامل مع هذه الفئة التي تحتاج منا إلي كل الرعاية .. هذه الإرشادات التي تتضمن في طياتها معظم الطرق و الأساليب الإحترافية و الأكاديمية في التعامل مع الأفراد المعاقين ذهنيا بالرغم من عرضها في صورة مبسطة تناسب كل القراء ممن يقرأون هذا الكتاب ..فالمسالة ليست مسألة نظرية و إنما مسالة تطبيق أيضا فالتطبيق هو الأهم دائما حيث أنه الوسيلة الفعلية للتعبير عن هذه النظرية و كيفيات تطبيقها و إلا ماتت هذه النظرية .. و تختلف آليات هذا التطبيق من أحدنا إلي الآخر فهي ليست بالضرورة آليات ثابتة و إنما تكون في الكثير من الأحيان أفعال تعبر عن فهم كل منا للأفكار التي تطرحها هذه النظرية ..

1. أنت المتحكم الأول في عملية التعلم ، أنت نموذج للتعليم :

نبدأ مع أول نصيحة يجب أن يعرفها من يتعامل الفرد المعاق ذهنيا .. و هي أن المدرس هو المتحكم الأول في عملية التدريس ، كما أنه هو ذاته النموذج الهام و الأول في الأداء .. يعتبر هاذين المبدأين من أهم مبادئ التدريس ليس للمعاقين فقط و إنما للأسوياء علي حد السواء و إن كان أثرهما ملحوظا بشكل أكبر عند التدريس للأفراد المعاقين بالطبع .. فالمدرس هو المتحكم الأول في سير العملية التعليمية من بدايتها وحتى النهاية .. بمعني أنه هو صانع الظروف و المتحكم في كافة الإجراءات المتبعة في العملية التعليمية خاصة بالنسبة للتدريس للمعاقين ذهنيا .. ففي حين أننا قد نجد أن الأطفال الأسوياء يمكن أن يتوافر لديهم المجال أو الوقت أو العوامل للابتكار أو التجديد أو التأثير علي مسار العملية التعليمية من خلال الأسئلة المباشرة أو النقد أو أي من العوامل الأخرى .. نجد أن الوضع يختلف بالنسبة للتعامل مع الأطفال المعاقين .. فالطفل المعاق ذهنيا يسر حرفيا طبقا لما يحدده له المدرس من حيث الإجراءات ، ظروف التدريس ، طرق التنفيذ ، فلا يسلك سلوكا غير متوقعا إلا في أضيق الحدود .. و من ثم فهو رهن الظروف التي يضعه تحتها المدرس بشكل كبير .. و هو محدود بما يرسمه له المدرس من سياسات تعليمية .. و بذلك فمستوي تقدمه مرتبط كثيرا بما يضعه له المدرس من برامج و إسلوب و طريقة تنفيذ المدرس لهذه البرامج ..

و لا تمثل الظروف الخارجية في معظم الحالات ( إلا في الحالات القاهرة ) إلا عوامل ذات تأثير يقل أهمية بشكل كبير عن التأثير المباشر الذي يلعبه المدرس علي الطفل .. فطبيعة مكونات عملية التعليم للطفل المعاق و بساطة مكوناتها تجعل من السهل علي المدرس التدريس حتى بأبسط خامات البيئة .. فما يدرسه المدرس هو هذه البيئة ذاتها و من ثم فلا داعي لتعقيد الأمور بما لا يفيد بل ما قد يزيد الأمور تعقيدا و يهدر الكثير من الوقت ..
كما أن المدرس يعتبر نموذجا للتعلم .. فالأطفال العاديين يتعلمون كثيرا من خلال التقليد و التعود علي إجراءات محددة ، و بالمثل الطفل المعاق .. فالأطفال العاديين يتعلمون كثيرا من خلال ما يرونه من آبائهم في المنازل عن طريق التقليد و بالمثل الأطفال المعاقين .. فهم يفعلون الشيء نفسه مع المدرس داخل الفصل حيث يحاولون تقليد الكثير مما يفعله المدرس خاصة إذا كانت هذه الأفعال تتكرر كثيرا و لفترات طويلة .. و من ثم يجب علي المدرس أن يكون مثالا يحتذي به الطفل في الأداء بحيث يكون متمكنا من المهارات التي يؤديها أمام الطفل معدا لها مسبقا فلا يجب أن يقف المدرس أما الطفل ليبحث عما يمكن أن يفعله تاركا الطفل للحيرة منتظرا ناظرا للمدرس بتساؤل عما يجدب أن يفعله ..

  • يمكنك تعليم الطفل ما تريد عندما تجزء له المهام :
( تحليل المهمة )


يقوم الفرد العادي بمعظم أنشطة الحياة اليومية بعد تجزئتها إلي العديد من الخطوات .. و لكنه نظرا لاعتياده علي هذه الخطوات و إتقانه لها بشكل كبير يؤديها بالرغم من تتاليها و بالرغم من أنها مركبة في نسق سهل متتالي دون أن يشعر أنه قد قام بالفعل بأداء العديد من الخطوات .. كما أن الفرد العادي معظم أنشطة الحياة اليومية دون الحاجة إلي تدريب إضافي من الأب أو الأم من خلال الإكساب و التقليد أو من خلال تدريب بسيط من الوالدين .. ماذا عن الطفل المعاق ذهنيا ؟ يحتاج الطفل المعاق ذهنيا بالطبع إلي تدريب إضافي لإتمام تعلم ما قد يتعلمه الطفل العادي دون الحاجة إلي هذا التدريب الإضافي .. كما أنه نظرا لقصور القدرات العقلية لدي الطفل المعاق يحتاج الطفل المعاق ذهنيا إلي توضيح الخطوات الدقيقة المتتالية التي تمت بها المهمة و أكتسبها الطفل العادي مباشرة دون أن يعلمه أحد إياها و تعليمه إياها كل خطوة منفردة و بتدريب مكثف حتى يتمكن من اكتساب كل منها بشكل مناسب فيما يعرف " بتحليل المهمة " .. حيث أنه لا يوجد شئ غير قابل للتعلم عند تجزئته إلي خطوات جزئية صغيرة و التدريب بشكل مناسب علي كل خطوة جزئية إلي التمكن من إتمام المهمة .. و يمكننا تعريف عملية تحليل المهمة علي أنها تجزئة المهمة الكلية إلي العديد من المهام الجزئية المتسلسلة القابلة للتعلم و الذي يؤدي إتمام تعلمها كلها في النهاية إلي تعلم المهمة الكلية ..

مراحل القيام بتحليل المهمة :

تمر عملية تحليل المهمة بالمراحل التالية :
(1) قيام المدرس نفسه بالقيام بالمهمة أو قيامه بمراقبة فرد آخر يقوم بالمهمة لأكثر من مرة بحيث تكون رؤيته للمهمة أكثر وضوحا
(2) تحديد الخطوات الجزئية المكونة للمهمة .
(3) تسجيل هذه الخطوات الفرعية بدقة لتكون الخطوات الجزئية للمهمة .

§ مثال لعملية تحليل مهمة :
( غسيل وجه )

1. أن يحضر الطفل الفوطة الخاصة به .
2. أن يذهب إلي الحوض و يضع الفوطة علي الشماعة بجوار الحوض .
3. أن يفتح الحنفية .
4. أن يضع يديه تحت الماء .
5. أن يبلل وجهه بالماء .
6. أن يمسك بالصابون .
7. أن يرغي الصابون .
8. أن يضع الصابون علي الحوض .
9. أن يضع الصابون علي وجهه .
10. أن يغسل وجهه بالصابون .
11. أن يزيل الصابون عن وجهه بالماء .
12. أن ينشف وجهه بالفوطة .
(4) أداء الطفل للمهمة تحت إشراف المدرس .
(5) معرفة ما يتمكن الطفل من أداءه من خطوات و ما لا يتمكن الطفل من أداءه .
(6) الحكم علي مدي مناسبة الخطوات المدونة و مدي تجزئتها و تحديد ما إذا كان يناسب الطفل أو لا .
(7) إجراء التعديلات المطلوبة علي الخطوات من حيث العدد أو الصياغة لتصيح أكثر ملائمة للطفل .

محددات القيام بتحليل المهمة :

يتوقف تحديد عدد الخطوات التي تتكون منها المهمة علي عاملين مهمين و هما :
(1) درجة تعقد المهمة بحيث تحتوي علي العديد من المهارات التي يجب أن يكمل الطفل تعلمها ليتم تعلم المهمة الكلية ..
(2) درجة إعاقة الطفل .. و هي تؤثر كثيرا علي عدد الخطوات المكونة للمهمة .. فكلما زادت درجة إعاقة الطفل كلما زادت الخطوات المكونة للمهمة .. ففي حين يمكن للمدرس عند التعامل مع درجات الإعاقة البسيطة إغفال بعض الخطوات علي اعتبار إمكانية اكتساب الطفل لها ضمنا أثناء التدريب لا يمكن للمدرس إغفال مثل هذه العوامل عند التعامل مع طفل ذو درجة إعاقة الأشد .

اعتبارات خاصة بتحليل المهام :

(1) يجب علي المدرس عدم الاقتصاد في عدد الخطوات أثناء القيام بتحليل المهمة ، كما أنه لا يجب علي المدرس الإفراط في تحليل المهمة للعديد من الخطوات الجزئية حتى تصل إلي درجة التفتيت المخل الذي قد ينسي الطفل المهمة الأساسية أو الإطار الذي يسير فيه ( الهدف النهائي ) .. و من ثم يجب علي المدرس لكي يتمكن من القيام بتحليل مهمة أن يتعرف أولا علي إمكانيات الطفل بحيث يمكنه تقنين الخطوات التي يحتاج إليها الطفل بالفعل .
(2) يجب أن لا يكون تحليل المهمة لمهمة معينة متطابقا بحيث نجده صورة واحدة لكل الأطفال ولكن يجب علي المدرس اختيار ما يناسب لكل طفل ..
(3) يجب أن تتمتع خطوات المهمة بالتسلسل و التتابع الدقيق في خطواتها بحيث يكون ترتيب خطواتها دقيقا متناسقا و واقعيا و ليس من خيال المدرس يجب علي المدرس مراعاة القدرات الوظيفية للطفل بالنسبة للمهارات الفرعية المستخدمة لأداء المهمة .
(4) يتم في كثير من الأحيان تدريس المهارات عكس الاتجاه الطبيعي الذي قد يتبارد إلي ذهن المدرس التدريس به .. فيتم تدريس مهارات مثل مهارات الفك بالنسبة للمهارات المهنية مثلا أو مهارات خلع الملابس فيما يتعلق بمجال رعاية الذات قبل تدريس مهارات الربط أو اللبس عندما يشعر المدرس أن تدريس هذه المهارات يسهل تدريسها للطفل في البداية قبل تدريس مهارات الربط أولا أو مهارات خلع الملابس مثلا ..

خطوات تدريس المهام بعد تحليلها :

1. بعد تحليل المهمة إلي خطوات جزئية يقوم المدرس بإجراء عملية تقييم أولية شاملة لكافة خطوات المهمة للوقوف علي ما يعرفه الطفل و ما لا يعرفه .. فيبدأ المدرس بتوجه الأوامر للطفل بأداء المهام الجزئية التي حددها مسبقا .. يقيم المدرس أداء الطفل للمهام الجزئية بحيث يتعرف علي الخطوات الجزئية التي يؤديها الطفل من المهمة و الخطوات الجزئية التي لا يتمكن الطفل من أداءها ..
2. يبدأ المدرس في تدريب الطفل علي الخطوات الجزئية التي لا يتمكن الطفل من أداءها ( مع تقديم المساعدة المناسبة .. طبقا لمستويات المساعدة التي سياتي الحديث عنها فيما بعد ) ..
3. بعد انتهاء الطفل من التمكن من أداء هذه الخطوة الجزئية ينتقل المدرس إلي تدريب الطفل علي الخطوة التي تليها من الخطوات التي لا يعرفها الطفل ..
4. بانتهاء التدريب علي الخطوات الجزئية بأكملها يجري المدرس تقييما نهائيا علي المهمة بأكملها بجعل الطفل يؤدي المهمة كاملة و التأكد من تمكنه من أداء كل أجزائها بشكل مناسب .

3. بادربتقديم مستوي المساعدة المناسب قبل أن يتعرض الطفل للإرتباك:

يتميز الأطفال المعاقين ذهنيا بانخفاض مفهوم الذات و هو ما أشرنا إليه في بداية الفصل الأول .. و لذلك كان واجبا علي المدرس بشكل مضاعف خاصة عند التعامل مع الأطفال المعاقين ذهنيا الحفاظ علي عدم تعريض الطفل لأي خبرات سيئة يمكن أن يتعرض لها أثناء أداء المهام التي كلفته بها مما قد يؤدي إلي ازدياد هذا الانخفاض في مفهوم الذات لديه ، و بما قد يمثل عاملا دافعا للطفل عن الإحجام عن خوض التجارب لاكتساب الخبرة فيما بعد .. لذلك بادر بتقديم المساعدة للطفل لكي لا يشعر بحرج موقفه أو عدم إمكانية أداءه للمهمة التي كلفته بها .

و كثيرا ما سنلاحظ توقف الطفل أثناء أداء المهمة التي يؤديها ( خاصة إذا كانت المهمة تتضمن العديد من المهارات التي يجب أن تؤدي بترتيب متسلسل ) .. و ذلك لانخفاض القدرات العقلية لدي الطفل و خاصة فيما يتعلق بالمهام التي ترتبط بمهارات عقلية مثل التسلسل أو التذكر .. فالطفل المعاق ذهنيا كما أشرنا سابقا لديه قصور كبير في القدرات العقلية و المعرفية ما قد يسبب توقفه أثناء أداء مثل هذه المهام ..

و من الضروري علي المدرس مراعاة " لمس جسم الطفل برفق أثناء تقديم المساعدة " و هو من الأمور المهمة التي يكتسبها المدرس خاصة بتقدم خبرته في التعامل من الأطفال .. حيث لا يجب علي المدرس التدخل بخشونة لإجبار الطفل علي أداء المهمة .. و إنما يجب علي المدرس توجيه جسم الطفل للوضع الصحيح عن طريق لمس أعضاء جسم الطفل التي يستخدمها الطفل لأداء المهمة برفق و بدون خشونة حتى دون أن يشعر الطفل بتوجيه المدرس له .
و تتدرج مستويات المساعدة التي يمكن أن يقدمها المدرس للطفل المعاق ذهنيا إلي العديد من المستويات .. و منها :

(1) المساعدة البدنية الكلية :
يعد مستوي المساعدة البدنية الكلية أول مستويات المساعدة التي يجب أن يقدمها المدرس للطفل ، كما أنه يعد أكثر المستويات التي يتم تقديم المساعدة فيها .. و يتم فيه تقديم المساعدة عن طريق تحكم المدرس البدني الكامل في جسد الطفل .. حيث يكون المدرس حاضنا لجسم الطفل ممسكا بأعضائه جاعلا إياها تؤدي المهمة المنوط بها أداءها .. و تأتي أهمية مستوي المساعدة في هذه الدرجة من أن الطفل لا يمكن أن يتعرض للفشل أثناء تقديم المدرس هذا المستوي من المساعدة له .. فالمدرس متحكما في كافه أعضاء جسمه ، محاولا جعلها تقوم بأداء المهارة .. من هنا فلا يمكن للطفل أن يفشل في أداء المهمة .. كما تأتي أهمية مستوي المساعدة في أنه يتحدد في ذهن الطفل في هذا التوقيت ( أثناء أداءه للمهمة ، مع تقديم المدرس لمستوي المساعدة الكلية ) تكون صورة في ذهن الطفل عن مدي إمكانية أداء الطفل لمثل هذه المهمة أو لا ، كما تأتي أهمية هذا المستوي من المساعدة بسبب تكون انطباع أولي لدي الطفل عن أداء المهمة و هل يمكن له أداءها أو لا و من ثم تتكون لديه درجة الرغبة في أداء المهمة ( بمعني آخر .. مدي حب الطفل للمهمة و مدي استسهاله لها ) ..

 

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 08:53 PM.