غزة- معا- ما زال الشاب يوسف خالد أبو شعيب، شاهد عيان على مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي في العام 2006 اثناء اجتياحه لمنطقة الشعف بحي الشجاعية شرق غزة، اصيب خلالها يوسف ما ادى الى بتر نصفه السفلي كاملا بدءا من تحت الحوض حيث لم يبق من رجليه الا ما يقارب العشرة سنتيمترات.
اليوم وبعد مرور اربع سنوات على تلك المجزرة ما زال يوسف يتردد على المقبرة التي دفن فيها طرفه السفلي المدفون في مقبرة الشعف بغزة ويقرأ الفاتحة على ضريحه الذي أقيم له وهو حي موصيا أسرته وأصدقاءه بدفنه حال وفاته مع نصفه الآخر.
الشاب يوسف ذو الـ"31 عاما" متزوج ولديه طفلان "ملك" ذات العامين و"صقر" اربع سنوات الذي ما ينفك يسأل والده ما الذي حدث لساقيه ويقول له بشدة انه عندما يكبر سينتقم لابيه.
والدة يوسف قالت لـ "معا" ان ابنها يحتاج لتركيب اطراف صناعية مستدركة انها لن تكون بديلا عن اطرافه الحقيقية، مشيرة الى انه سافر الى مصر لمحاولة تركيب اطراف ولكنه لم يستطع حملها لانها كانت اثقل من جسمه.
لم تتمكن إصابة ابو شعيب من إحباط إرادة الحياة لديه رغم انه فقد ان يكون طبيعيا كباقي الشباب حيث تسهر زوجته على راحته التي رضيت هي الاخرى بقدرها ورفضت ان تتخلى عنه في محنته وتقول والدته: "هي احن عليه من نفسه".
من جانبه أوضح نشأت الوحيدي منسق عام الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية ان ابو شعيب يحتاج الى تركيب اطراف صناعية حتى يعود الى ممارسة حياته بشكل طبيعي، مبينا ان الرئيس وفر له العلاج لتركيب اطراف في المانيا لكن حتى اليوم ما زال يحاول الخروج من قطاع غزة رغم الحصار المفروض .
وتساءل الوحيدي: "إن الإسرائيليين يسعون في كل بقعة من الأرض للحصول على تعويضات أيضا عن أضرار لحقت بهم فأين هو تعويض الحالات الفلسطينية التي أصيبت في المجازر الإسرائيلية ".
وأكد أن ملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين واجب دولي وإنساني، ووطني، وإعلامي حيث أن جرائم الحرب التي ما زال يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني تستدعي وقفة جادة ومسؤولة من الضمير العالمي ومجلس حقوق الإنسان الدولي.
وطالب الوحيدي كافة المعنيين من ذوي الشأن الفلسطيني والإختصاص بالوقوف كل أمام مسؤولياته لتوفير حياة كريمة وسبل العلاج للجرحى من جهة وتوثيق الحالات والوثائق والمستندات والصور اللازمة لملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
في الكفن الذي خصص ليدفن فيه يوسف ابو شعيب شاء القدر ان يتحول الى كفن لطرفه السفلي ويصبح الي طفلين من اطفاله استشهدوا في الحرب الاخيرة علي قطاع غزة وهو ابنه الطفل مهند والطفلة ايمان واصبح ضريحه مزاره هو وابنه صقر متحديا بصبره وايمانه جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق ابناء الشعب الفلسطيني الذين في بيوتهم قصص تحكى.
يذكر ان الحركة الشعبية لنصرة الاسرى والحقوق الفلسطينية ستقوم بعرض فيلم وثائقي بعنوان"موعد مع النصف الاخر" الذي اخرجه الجريح حسن العايدي الذي هدم منزله بالكامل في غزة.