#1  
قديم 09-02-2012, 10:05 AM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي عندما يقف أستاذ الجامعة في مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة

 

عندما يقف أستاذ الجامعة في مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة

عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع
هناك فئة غالية على قلوبنا شاءت إرادة الله أن تصاب بعض حواسهم، أو أعضائهم بعجز كلي أو جزئي مما جعلهم يعيشون حياتهم على نحو مختلف من حيث الاحتياجات ووسائل الرعاية والاهتمام. ذوو الاحتياجات الخاصة لا يكاد يخلو منهم مجتمع صغير أو كبير، وتختلف هذه الاحتياجات باختلاف نوع العجز الذي يعاني منه المرء.
الجميع يتفق أن هذه الفئة يجب أن توفر لها كل المستلزمات لمساعدتها على العيش بكرامة وارتياح وبما يخفف عنها، ولو جزئياً، المعاناة مما أصابها من عجز. أعلم أن لدينا جهات أسندت إليها بشكل كبير مهمة الرعاية بذوي الاحتياجات الخاصة وتلمس احتياجاتهم، ولكن واقع الحال لدينا لا يزال يقول إن هناك نقصاً كبيراً في ثقافة التعامل مع هذه الفئة وأهمية تضافر جهود كل القطاعات التي لها صلة، ولو لم تكن مباشرة، بتحركات ذوي الاحتياجات الخاصة لتمكينهم من التغلب على مشاكل الحركة والتواصل.
الوضع الذي يعيشه أفراد هذه الفئة لا يسر الخاطر، وخاصة من يضطر لاستخدام الكراسي المتحركة في التنقل والوصول إلي الأماكن، ودعونا ننظر إلى القضية بموضوعية وتجرد. الفكرة ليست في أن نخصص مكافأة شهرية لكل فرد يعاني من نوع من العجز الجسدي، والفكرة أيضا ليست في أن نوفر له سيارة مجهزة تعينه على الحركة في الخارج. الموضوع أكبر من ذلك بكثير. ما فائدة أن يستقل هذا المحتاج سيارته المجهزة مع كرسيه المتحرك وعندما ينزل منها في أي شارع أو أمام أي مصلحة حكومية لا يستطيع أن يتحرك لوحده لعدم توفر المسالك المخصصة للكراسي المتحركة. غالبية منشآتنا الحكومية والأهلية والترفيهية، وحتى مساجدنا تفتقر إلى الحد الأدنى من احتياجات هذه الفئة ومن أبسطها مواقف السيارات ودورات المياه ومسارات الكراسي المتحركة.
في المدن خارج المملكة لا تجد حافة رصيف عند التقاطعات إلا وتم خفض مستواها إلى مستوى الطريق العام كي يتمكن صاحب الكرسي المتحرك من السير والانتقال من مكان إلى آخر دون الحاجة إلى أن يكون معه من يحمله أو يرفع له مقدمة الكرسي. نحن مع الأسف نفتقر إلى هذه الخاصية في كل مدننا، وأرصفة شوارعنا لو نزل منها صاحب كرسي متحرك لأصيب بشلل رباعي ولو كان سليماً معافى.
في خارج المملكة أيضاً، نجد أن أفضل مواقف السيارات وأقربها من الأبواب الرئيسية مخصصة لمركبات ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يمكن لأحد من عامة الناس أن يجرؤ ويقف في أحدها لأن هناك ثقافة التعامل، وهناك عقوبة النظام لمن يخالف، وعندنا نتسابق للظفر بهذه المواقف إلى درجة أنني رأيت في مواقف إحدى جامعاتنا أستاذاً يوقف سيارته بلا مبالاة في موقف مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، فما بالك بمن هم أقل منه ثقافة وإدراكاً لأهمية إعطاء هذه الفئة حقها وتوفير احتياجاتها.
دعونا نستفيد من تجارب الآخرين ونعيد النظر والتفكير في آليات التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ؛ فهم أقارب أو معارف لنا، أو مواطنون ومقيمون لهم حق علينا. المسؤولية مشتركة بين المواطن والمسؤول فلا يكفي أن توضع تشريعات وعلامات إرشادية لا يتم الالتزام بها حتى من المثقفين، ولا يكفي أن ندفع إعانة لهؤلاء المحتاجين ونوفر لهم مركبات خاصة كي يبقوا داخل منازلهم لعدم توفر تسهيلات لهم في الطرق والممرات تسهل لهم التنقل والتواصل مع الآخرين والانخراط في الوظائف مثلهم مثل بقية الأشخاص العاديين.

http://www.alriyadh.com/2012/09/02/article764723.html

 

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 10:47 AM.