لماذا خطة التعليم الفردية ؟

[معلم متقاعد]

 

لماذا خطة التعليم الفردية ؟

ركزنا فيما تقدم كثيرا علي اختلاف طبيعة و خصائص الأفراد المعاقين ذهنيا عن الإفراد الأسوياء .. و عرفنا أيضا أنه بالتالي تختلف طريقة تدخلنا لحل مشكلاتهم و التعامل مع سماتهم الشخصية هذه .. و عرفنا أيضا أن محتويات المناهج التعليمية لهم تختلف عن محتويات المناهج التعليمية للأسوياء .. و توصلنا إلي إدراك أنه يمكن لنا اعتبار كل فرد حالة منفردة قائمة بذاتها نظرا لتباين درجة و طبيعة الإعاقة لدي كل فرد و اقترانها في كثير من الأحيان بمظاهر سلبية قصور في الانتباه ، تشتت ، ضعف في القدرة علي التركيز ، إعاقات حركية أو حسية ، مشكلات نفسية و سلوكية ..

لذلك نجد أنه في حين يصلح تعليم الأفراد الأسوياء طبقا لمنهج واحد حيث تدرس وزارة التعليم احتياجات أطفال المجتمع و تعمل علي وضع منهج موحد لهم حيث يشتركون في كثير من السمات و الخصائص و المتطلبات .. نجد أنه لا يمكن لنا أن نطبق مثل هذا الاسلوب بمثل هذه البساطة عند رغبتنا في التعامل مع الأفراد المعاقين ذهنيا وضع برامج للتدخل أو مناهج لهم حيث أن التباين في السمات و الخصائص و الاحتياجات يجعل من كل فرد من المعاقين ذهنيا حالة منفردة بذاتها كما ذكرنا لها سماتها الشخصية و خصائصها و متطلباتها و إمكانياتها ( العقلية ، الحركية ، الحسية ) و احتياجاتها ( النفسية ، الاجتماعية ) مما يفرض علينا التعامل معها علي اعتبار أنها حالة منفردة بذاتها و مما يفرض علينا أيضا وضع برنامج أو منهج خاص بكل حالة نتعامل معها ليراعي النقاط السابق الحديث عنها لدي كل حالة علي حدا ..
وقد ننجح في بعض الأحيان في التمكن من تدريس منهج واحد لمجموعة من المعاقين .. إلا أن هذا قد يلقي بالمزيد من الأعباء علي المدرس كما أنه قد يؤثر علي مستوي التحصيل بالنسبة لمجموع التلاميذ داخل الفصل بسبب ما قد تضعه المتطلبات الفردية لكل طفل من أعباء علي المدرس أثناء التدريس حيث يجد نفسه مطالبا ببذل المزيد من الجهد لكل حالة علي حدا في بعض الأحيان أثناء التدريس لمجموع التلاميذ .. و قد ننجح في التمكن من التدريس بهذا الاسلوب لمجموعة من التلاميذ في حالات الإعاقة الذهنية البسيطة التي يرتفع فيها مستوي الذكاء العام ليقترب من المتوسط و لا تصاحبها إعاقات حركية أو حسية شديدة أو مشكلات سلوكية مزمنة .. أما بالنسبة لحالات الإعاقة الذهنية المتوسطة أو الشديدة أو حالات الإعاقة الذهنية التي يصاحبها إعاقات حركية أو حسية أو مشكلات سلوكية فيفضل التعامل معها كما ذكرنا بشكل آخر .. ووضع برامج تدخل خاصة لكل حالة تهدف في المقام الأول إلي التعامل مع هذه الحالة ككيان منفرد أو كحالة منفرد بذاتها لها نوعية البرامج الخاصة بها التي تناسبها و تتوافق معها وقت التدريس أكثر من غيرها من الحالات .. ويتكون منهج التدريس بالنسبة للأطفال المعاقين ذهنيا من خلال اختيار برامج التدريس في مجالات التدريس السابق ذكرها في بداية الفصل من مهارات حياة يومية أساسية ( رعاية الذات ، الأنشطة المنزلية ) ، مهارات حياة يومية متقدمة ، مواد إدراكية ، أكاديمية ، برامج حركية ، حسية ، تخاطب ، تهيئة مهنية ، و غيرها من مجالات التدريس المقترحة .. ووضعها في صورة خطة للتدريس تسمي " خطة التعليم الفردية " و تشمل كل المجالات السابق ذكرها و تعتبر المنهج التعليمي الذي يجب أن نسير طبقا له في الفترة الزمنية الموضوع لها ..
كيف يتم كتابة خطة التعليم الفردية ؟
لكي نضع خطة تعليم فردية يجب أن نجري أولا مجموعة من التقييمات الشاملة في كل مجال من المجالات التدريس السابق ذكرها و الوقوف علي مستوي الطفل الحالي في كل مجال من هذه المجالات و اختيار البرامج أو موضوعات التدريس أو المهارات التي لا يجيدها الطفل .. طبقا لمراحل التدخل السابق ذكرها .. ثم يتم تفريغ البرامج أو موضوعات التدريس في استمارة خاصة بالطفل عن الفترة الزمنية المحددة التي اخترت البرامج لتناسبها و تسجل في صورة مجمعة في هذه الاستمارة لتصبح خطة تعليم فردية للطفل الذي تم اختيار البرامج من أجله عن الفترة التي تم وضعها لها.
من الذي يضع خطة التعليم الفردية ؟
يشارك في وضع خطة التعليم الفردية كل المتخصصين ممن لهم علاقة مباشرة بالطفل .. فيشارك في وضع الخطة التعليمية للطفل مدرس الطفل ، الأخصائي النفسي ، الأخصائي الاجتماعي ، أخصائي التخاطب ، أخصائي العلاج الطبيعي ، الطبيب هذا بالإضافة إلي الأب و الأم و إي عدد من الاستشاريين في التخصصات السابقة ممن يتصلون اتصال مباشر بعملية تعليم الطفل المعاق ذهنيا .

 

[معلم متقاعد]

 

مم تتكون خطة التعليم الفردية ؟
تتكون استمارة خطة التعليم الفردية من :
1. بيانات أولية عن الطفل :
اسم الطفل ، فصله ، تاريخ ميلاده أو السن ، المدة الزمنية للخطة ، تاريخ وضع الخطة ، اسم واضع الخطة .. و غيرها من البيانات التي قد يجد واضع الخطة أنها مهمة ..

2. سبب كتابة الخطة أو الهدف الرئيسي منها :
فمثلا إعداد خطة دراسية تعليمية عامة سنوية أو نصف سنوية أو ربع سنوية ، إكساب الطفل بعض المهارات الرعاية الذاتية ، التجول و الخروج من المنزل ، الإعداد لبطولة رياضية ، الإعداد للحياة المهنية ، و غيرها من الأهداف التي قد تتطلب مني إعداد خطة خاصة في الفترة الزمنية المحددة و للهدف المحدد .. ففي حالة وضع خطة لإعداد الطفل لفترة التأهيل المهني يتم إعداد خطة زمنية إنتقالية قصيرة المدى لأعداد الطفل لهذا الغرض إدراكيا فيما يتعلق بالمفاهيم الخاصة بالمهنة ، حركيا و حسيا فيما يتعلق بالمهارات الحركية و الحسية المطلوبة لهذه المهنة ، نفسيا و اجتماعيا لتقبل الحياة الجديدة .. و بالمثل عند وضع خطة لإعداد الطفل لبطولة رياضية يكون التركيز في بنود الخطة علي البرامج الحركية و الحسية و الإدراكية الخاصة بنوع البطولة التي يتم إعداد الطفل لها ..

3. مدي زمني :
كما يمكن إرفاق تقرير بالخطة بعد كتابة الخطة أثناء أي فترة من فتراتها يوضح أي تطورات قد تطرأ علي بنود الخطة أو علي قدرات أو ظروف الطفل ( مثلا مرض معين أو حادثة معينة ) قد تؤثر في طريقة تنفيذ الخطة أو طريقة أداء الطفل بحيث تجعل من الضروري إدخال بعض التعديلات عليها أو مراعاة الظروف الجديدة التي طرأت علي الطفل أثناء تنفيذ الأنشطة ..

4. البرامج المقترحة للتدريس ( الأهداف بعيدة المدى ) :
و هي المهارات التي لا يجيدها الطفل في المقاييس و القوائم التي استخدمها المدرس في كل مجال من مجالات التدريس السابقة و التي تلي مباشرة البنود التي يجيدها الطفل في هذه المقاييس أو القوائم .. و في هذه المرحلة يختار المدرس بند أو بندين أو أكثر لكل مجال من مجالات التدريس التي تم التقييم فيها ليضمنها خطته بالنسبة للطفل و يتوقف عدد البرامج التي يختارها المدرس في كل مجال علي مستوي الطفل و مدي ما يتوقع المدرس من الطفل أن ينجزه في الفترة الزمنية الموضوعة للخطة ، المدى الزمني الموضوع للخطة .. فلا يجب أن أضع لطفل أعرف أن مستواه في الأداء الحسي ضعيف 5 أو 6 برامج عالية المستوي بشكل كبير فنجد في نهاية الفترة المحددة للخطة أن الطفل لم يستطع إنجاز حتى برنامج واحد من البرامج الموضوعة له بشكل تام ، و العكس صحيح فلا يجب أن أضع لطفل أعرف أن مستوي أداءه عال برنامج أو برنامجين في فترة زمنية طويلة فقط في حين أكون علي علم تام بأن مستواه عال و أنه قادر علي إنجاز ضعف أو أضعاف كم هذه البرامج في نفس الفترة .. بالمثل لا يجب أن أكدس خطة مدتها الزمنية محدودة ببرامج زائدة لا يستطيع الطفل إنجازها في هذا المدى الزمني المحدود و العكس أيضا فلا يجب أن أضع كم محدود من البرامج في خطة مدتها الزمنية قصيرة بحيث أبدأ بعد انتهاء هذه البرامج المحدودة في زمن قصير من عمر الخطة في البحث عن برامج إضافية أبدأ في تدريسها أثناء الوقت المتبقي من زمن الخطة ..

5. الأنشطة المستخدمة و الأهداف الجزئية:
( الأهداف قريبة المدى )
في تعض الأحيان عندما يكون المدى الزمني للخطة طويل بحيث تكون الأهداف الموضوعة في الخطة إجمالية بشكل كبير أو بعيدة المدى بشكل كبير .. يرغب المدرس في كتابة الأهداف الجزئية و الأنشطة المؤدية لهذه الأهداف بعيدة المدى .. و في بعض الأحيان محكات النجاح و درجته لهذه الأهداف ..

6. :ملاحظات :
حيث يتم إدراج خانة للملاحظات يدون بها ملاحظات علي الهدف أو سبب وضع المدرس له بهذا الشكل ، طريقة يرغب المدرس في أداء الطفل للهدف طبقا لها ، نقاط يحب المدرس أن يلتفت لها المدرس أثناء التنفيذ ..

7. الأنشطة و الخدمات الإضافية التي تقدم للطفل خارج الفصل و مدتها :
من أنشطة خاصة بالتخاطب أو العلاج الطبيعي أو غرف المصادر أو الرعاية الطبية أو الإجتماعية أو النفسية في حالة تقديم كل خدمة من هذه الخدمات بشكل منفرد للطفل بمعزل عن باقي أطفال الفصل .. كما تكتب أيضا مدة تقديم هذه الخدمات للطفل ( مثلا : تخاطب 30 دقيقة 3 مرات أسبوعيا أو علاج طبيعي ساعة 3 مرات أسبوعيا ) ..

8. المسئول عن تنفيذ الخطة و كل نشاط من هذه الأنشطة ..
اسم مسئول التخاطب ، العلاج الطبيعي ، مسئول الرعاية الطبية ، و غيرهم .. ممن يشتركون في تقديم الخدمات الإضافية للطفل ..

9. تقارير مرفقة :
يمكن في بعض الحالات إرفاق تقرير بالخطة يوضح بيانات أو معلومات معينة عن الطفل يري المدرس أو واضع الخطة أن إغفالها قد يؤثر في عدم وضوح الصورة العامة لقدرات الطفل أو سماته بالشكل الكافي لمن يقرا الخطة فيما بعد ( إعاقات أخري مصاحبة حركية أو حسية قد تؤثر في أداء الطفل بوجه عام ، مخاوف مرضية من شئ معين .. نوع أو درجة إضاءة معينة أو نوع أو درجة صوت معينة ، عادات سلوكية أو اجتماعية ، و غيرها … ) .. فمن المفترض في الخطة أن تجعل من يقرأها علي علم بدرجة كبيرة بقدرات الطفل و ما يجيده و ما لا يجيده و سماته و قدراته و خصائصه و بالتالي ما هو مفترض أن نعلمه له و كيف يمكن أن نعلمه له بأمثل طريقة .. إلا أن البنود المكتوبة في بعض الأحيان قد لا توضح هذه الأمور بالشكل الأمثل ومن ثم يرغب المدرس أو واضع الخطة في توضيح و إبراز هذه السمات بشكل أكبر و أكثر إيضاحا حتى تظهر فلسفته في وضع و اختيار البرامج و يتضح بالتالي سبب اختيار هذه البرامج و أهدافها الحقيقية التي قد لا تظهر لمن يقرأ الخطة للوهلة الأولي

 

[معلم متقاعد]

 

كيفية وضع جداول للفصول

ليس هناك خطوات ثابتة يتم من خلالها وضع جداول الفصول في حين يمكننا إتباع بعض الخطوات المتسلسلة المنطقية التي قد تساعدنا في النهاية من وضع جدول ملائم يراعي قدرات الطفل و يتناسب مع كم البرامج الدراسية التي تشتمل عليها خطة الطفل ..فيمكننا :

1. حساب الوقت الإجمالي الصافي المستخدم في التدريس ..
علي مدار اليوم بعد حذف الوقت الغير مخصص للتدريس ( الطابور الصباحي مثلا أو الفسحة ) .

2. تقدير نسبة البرامج التدريسية لمجالات التعليم المختلفة ..
سواء مواد دراسية ، مهارات مهنية ، مهارات شخصية و اجتماعية ، مهارات حياة يومية .. بحيث تمثل المواد الدراسية و المهارات المهنية نسبة 50 % من إجمالي الوقت المستغرق للتدريس في حين تمثل المهارات الشخصية و الاجتماعية و مهارات الحياة اليومية نسبة ال 50 % الباقية من إجمالي الوقت المخصص لعملية التدريس .. و ذلك طبقا لمراعاة هذه البرامج من حيث الكم لسن الطفل و قدراته في مختلف المجالات التعليمية و درجة إعاقته ، و بمراعاة التدرج من حيث زيادة مجال و نقص آخر كلما تقدم السن بالطفل فمثلا زيادة نسبة البرامج الأكاديمية في المراحل الأولى من عمر الطفل ..

فنجد أن المدرس قد قدر الوقت الذي يجب أن يخصص لتدريس برامج المواد الدراسية الأكاديمية ليمثل مثلا 35 % من إجمالي عدد البرامج

المقترح تدريسها للطفل في حين قد تمثل نسبة برامج التهيئة المهنية نسبة ال 15 % الباقية الممثلة لل 50 % المخصصة لنوعي البرامج معا ..في حين قد يمثل الوقت الذي يقدره المدرس لتدريس المهارات الشخصية و الاجتماعية 35 % و الوقت المخصص لتدريس المهارات الاجتماعية ال15 % الباقية .. أو 40 % مثلا للمهارات الشخصية و الاجتماعية و 10 % لمهارات الحياة اليومية ..

3. حساب ما يقابل كل نسبة من نسب البرامج من الوقت الصافي المخصص للتدريس في اليوم ..
فمثلا إذا كان المدرس مقدرا لتدريس البرامج الأكاديمية نسبة 35 % من إجمالي عدد ساعات التدريس الصافية و لتكن مثلا 5 ساعات نجد أن الوقت الذي يجب أن يخصص لتدريس هذه المواد يجب أن يكون ساعة و 45 دقيقة .. في حين أن الوقت الذي يجب أن يخصص لتدريس مواد التهيئة المهنية يجب أن يكون 45 دقيقة .. و بالمثل نجد أن الوقت الذي يجب أن يخصص لتدريس المهارات الشخصية و الاجتماعية إذا قدر لها المدرس نسبة 40 % من إجمالي الوقت المخصص للتدريس في اليوم و هو الخمس ساعات سيكون ساعتين .. في حين أن الوقت المخصص لمهارات الحياة اليومية سيكون 30 دقيقة ..

4. ترتيب المواد الدراسية للطفل علي مدار اليوم ..
و هناك العديد من الملاحظات التي يجب علي المدرس مراعاتها عند تنظيم المواد الدراسية في جدول الطفل علي مدار اليوم .. فيجب عليه ..

( 1 ) مراعاة ترتيب نوعيات البرامج عند ترتيب توقيتات هذه البرامج في جدول الطفل .. فلا يضع مثلا نوعيات برامج تحتاج إلي نسب عالية من التركيز ( البرامج الأكاديمية ، برامج التواصل ) في نهاية اليوم عندما يكون الطفل قد أنهك .. كما يجب علي المدرس مراعاة طبيعة إعاقة الطفل عند وضع هذه البرامج في أحيان أخري حيث يصبح واجبا علي المدرس مثلا أن يضع برامج مثل برامج التربية البدنية في بداية اليوم لطفل يعاني من حالة نشاط زائد .

( 2 ) اغتنام المواقف الطبيعية في التدريس قدر الإمكان .. فيعمل مثلا علي وضع برامج الرعاية الذاتية مثلا قبل حصة التربية الرياضية حيث يمكن للطفل مثلا أن يستخدم مهارات مثل الخلع أو اللبس أو بعدها ليتعلم الطفل كيفية غسيل الوجه أو اليدين .. و بالمثل مثلا وضع برامج الأنشطة المنزلية بعد تناول الأطفال لوجبة الإفطار ليعلم الطفل مثلا كيفية تنظيف البيئة المنزلية أو قبل وجبة الإفطار لتعليم الطفل كيفية إعداد وجبة ، و غيرها ..

أحمد جابر أحمد
مسئول برامجمشروع دعم الجمعيات الأهلية
لتدريب و تأهيل المعاقين ذهنيا بأسيوط