الإعاقة كيف تتحول إلى طاقة؟
المعوق إمكانات وقدرات معطلة
معوق في مراجعة لإحدى المصالح الحكومية
جدة - تحقيق علي الفارسي
مع اختلاف الأسماء فالمعني واحد، معاقون، معوقون، ذوي حاجات خاصة، ولكن الإشارة إليهم، تغيرت بتغير المفاهيم وتطورها، فالمعوقون هم أناس مثلنا لهم مطالبهم وتطلعاتهم في هذه الحياة ويظل جزء من هذا المجتمع الذي يغص بكثير من المعوقات للأصحاء فما بالكم بذوي الاحتياجات الخاصة.
عوامل الإعاقة
عوامل الإعاقة، منها ما هو تكويني منذ ولادته ومنها ما يطرأ على حياة الإنسان من جراء الحروب أو الحوادث، وحتى التكويني منه أسبابه معروفة ويمكن تفاديها إذا ما تم تمت الوقاية المبكرة، وتم التخلي عن بعض العادات والتقاليد، مثل زواج الأقارب الذي يزيد من احتمالات ولادة أطفال معوقين، وهنا يمكننا أن نُحمل المجتمع مسؤولية الإعاقة كونها ناتجة بمجملها نسبيا نتيجة ممارسات المجتمع على سبيل المثال: زواج الأقارب كما ذكرنا سابقا، أعمال العنف المباشرة وغير المباشرة ما تسببه من حوادث منزلية، نقص في المعرفة الغذائية للحامل أو حتى تناولها أدوية ممنوعة أثناء حملها وقلة أو حتى انعدام زيارة الطبيب، إضافة إلى ما هنالك من ثغرات تؤدي إلى إصابة المواطنين إضافة إلى قلة وجود الأماكن الطبية ذات التجهيزات الحديثة، كل هذه هي أسباب، ولكن عند وقوع الحادثة أو عند ولادة طفل معوق لا بد من إيجاد السبل والتجهيزات أو الاحتياجات اللازمة لمساعدته، ليس فقط على تأمين الحاجات الأساسية بل على دمجه في المجتمع.
رأي الاخصاصيين
ويرى الدكتور نواف الحارثي استشاري الطب النفسي ومدير مستشفى الصحة النفسية بجدة أن الدمج ليس فقط في صالح المعوق بل هو عملية تشاركيه بين المعوق والسوي وهدفها دمج المعوق للاستفادة من قدراته ولكي لا يبقى عاهة على المجتمع، بمعنى آخر تحويل هذه العاهة إلى طاقة تساهم في العجلة الإنتاجية والاقتصادية للبلد"، مشيراً إلى أن أجهزة الدولة بالإضافة إلى الجمعيات المهتمة بالمعوقين يقع على عاتقها دوراً أساسياً وهام في تقديم الخدمات التعليمية والطبية والاجتماعية، فالاعتراف بحق المعوق في التعليم والعمل والصحة لا يكفي عن تأمين حياة كاملة تكفل له كرامته وتعزز اعتماده على نفسه وتيسر مشاركته الفعلية في المجتمع"، مبينا إن ابرز المعوقات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة هي إن غياب الوعي لدى الأهل وحتى الهيئات التعليمية حول أهمية استقبال وإمكانية تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية كذلك الافتقار إلى الموارد التعليمية المتوافقة مع متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة فعلا سبيل المثال في التعليم حققوا طلاباً وطالبات معوقات في الجامعات نتائج مذهله فاقت نتائج طلاب أصحاء لا يشكون أي إعاقة.
أم المعوق
خديجة سالم أم لمعوق بلغ من العمر 18عاماً تقول الحمد لله على القضاء والقدر فابني منذ ولادته وهو مقعد على عربة فمعاناتي على مدى هذه السنوات لا توصف فكل شي غير مهيأ لاستقبال مثل هذه الحالات سواء كان السكن أو الأسواق أو المتنزهات فمن لم يكن لديه معوق لن يشعر بحجم المشكلة، عندما كان في سنواته الأولى كان سهل علي أن احمله أما الآن فقد بلغ وزنه ما يقارب الخمسين كيلوا فكيف لي ذلك ولكنني احتسبت الأجر عند الله وان كان هناك متسبب في هذه الإعاقة فعند الله يلقى جزاءه.
يبحث عن عمل
مراد حميد، فاقد البصر من ولادته، وعندما كبر اضطر والده أن ينتقل من مدينته الصغيرة متوجهاً الى المدينة المنورة، تاركاً الأقارب والأصدقاء باحثاً عن عمل آخر من اجل أن يتعلم ابنه ولا يعيش بعزلة من المجتمع، مراد منذ طفولته يملك حساً غير عادي جعله متميزاً في كثير من الأشياء لدرجة انه يعرف المتحدث من صوته أول مره من سماعه، كما انه يتعامل مع الحاسوب والهاتف النقال من دون مساعده من احد، تجاوز المرحلة الابتدائية والمتوسطة بتفوق حفظ القرآن الكريم في الحرم النبوي، وجاء نظام الدمج ليحل مشكلة العزلة التي كان يعيشها مراد فالتحق بالصف الأول الثانوي وحقق درجات عالية جعلته بين الأوائل بالصف الدراسي بين زملائه الأصحاء. الجدير بالذكر إن الإحصائيات تشير إلى وجود 720ألف معوق يشكلون 4% من المواطنين بالمملكة، فيما يبلغ عدد الأطفال المعوقين نحو 400إلى 500ألف طفل. وما تنفقه الدولة على رعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يزيد على 388مليون ريال سنويا، خلافا للجهود المبذولة في رعايتهم من قبل القطاعين العام والخاص ومن قبل الجهات الخيرية.
http://www.alriyadh.com/2008/08/11/article366520.html