دور الحاسوب في تنمية مهارات المتخلفين عقلياً بدرجة بسيطة في مادة الرياضيات
د. علي بن محمد بكر هوساوي
للحاسوب علاقة وطيدة بالرياضيات، فالحاسوب الحديث نشأ نتيجة للبحث عن أداة تسهل العمليات الحسابية والمنطقية في مادة الرياضيات، ولعل قدرات وإمكانيات الحاسوب الكثيرة مثل قدرته على التفاعل وقدرته على إجراء العمليات الحسابية والجبرية بدقة وسرعة هائلة وقدرته على الرسم بدقة ووضوح وقدرته على النمذجة والمحاكاة وقدرته على توضيح وحل بعض المشكلات الرياضية يمكن من استخدامه في تدريس الرياضيات للمتخلفين عقلياً بدرجة بسيطة (Sklar,2000).
ويرجع ذلك إلى أن للحاسب قدرات تفتح الباب واسعاً أمام تطبيقات الرياضيات في الحياة الواقعية وفي حل المشكلات، حيث يستطيع أن يجري العمليات بسرعة ودقة مما يتيح للمدرس والطالب وقتاً للتركيز على التفكير وإنشاء خطط الحل وتحليل وتفسير النتائج، وينبغي أن تكون مقررات الرياضيات التي يدرسها جميع التلاميذ تعالج بمستويات مختلفة تتفق مع مستوياتهم واختلاف الأهداف من دراسة الرياضيات لاختلاف قدرات التلاميذ التي قد تكون مختلفة اختلافاً كبيراً(ليندسي2000).
ومما يدلنا على أهمية الحاسب الآلي أن هذا الجهاز اخترعه الإنسان كسائر المخترعات الإنسانية ليساعده على أداء بعض الأعمال بصورة أفضل وبالتالي تحسين نوعية الحياة وإثرائها وهو كباقي الأجهزة يمر بمراحل عديدة حتى وصل إلى الشكل الذي نراه اليوم، كما أن مجالات استخدامه هي الأخرى قد تطورت لتواكب حاجة المجتمع في تحسين وسرعة الأداء فهو ليس عقلاً كما درجت وسائل الإعلام على تسميته، كما أنه ليس عبقرياً كما ذهبت الجهات على تصويره، بل هو لا يعدو كونه جهاز يمتاز ببعض الخصائص التي يستغلها الإنسان لأداء أعماله بصورة أفضل (السليمان، 2000).
وبشكل عام تبرز أهمية استخدام الحاسب في تعليم الرياضيات في كونه حافزاً للمتعلم على تعلم الرياضيات وتحسين الاتجاه نحو المادة، وذلك لأنه يقدم له مواقف التحدي المختلفة، ففي كثير من الوقت لا يترك المتعلم جهاز الحاسب الآلي حتى يصل إلى النتائج المطلوبة، وربما يرجع ذلك إلى أن المتعلم يشعر بالأمان فهو يخطئ ولكنه يتعلم من أخطائه بدون حرج، حيث يعتبر الحاسب الآلي مصدر متعة علمية للمتعلم في حل تمارين ومسائل الرياضيات (القرشي،2004).
عموماً، يرى الباحث أن تحمس التربيون لفكرة تعليم الرياضيات بالحاسوب أكثر من تحمسهم لاستخدام الأساليب الأخرى، ولعل ذلك يعود إلى ألفتهم بهذا الجهاز وإمكاناته، وبالتالي قدرتهم على توظيفه في تعليم الرياضيات. وظهرت عدة برامج بالإنجليزية والعربية لتعليم الرياضيات بالحاسوب، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل قام باحثون متخصصون في الرياضيات بإجراء مجموعة من البحوث على مستوى درجتي الماجستير والدكتوراه تتناول تعليم فروع الرياضيات باستخدام الحاسوب وقد ثبت من خلال نتائج هذه البحوث فاعلية الحاسوب في تعليم هذه الفروع سواء للطلاب العاديين أو المتخلفين عقلياً بدرجة بسيطة.