التعلم النشط ضرورة حتمية لنهضة التعليم
تطبيقا لا تنظيرا
دكتور / صلاح عبد السميع
منذ سنوات عدة بدأت الكتابات التربوية تهتم بالحديث عن ضرورة أن يكون الاهتمام بالمتعلم شاملاً لكافة الجوانب العقلية والمهارية والوجدانية ، على اعتبار أنه إنسان له عقل وقلب وجسد ، وعلى هذا يجب أن يكون نمط الخطاب التعليمي التعلمى مختلف عما كان عليه من قبل ، فلا يجوز أن يكون جل الخطاب التعليمي موجها نحو مدى تمكن المتعلم من حفظ المعلومة ، وأن يكون دور المعلم الجامعي داخل الصف مجرد مرسل لكم من المعلومات يستوجب على المستقبل ( المتعلم ) أن يحفظها عن ظهر قلب ، وفى نهاية العام يطلب منه عبر ورقة امتحانيه أن يعيد ما قام بحفظه من معلومات ، وفى المقابل يحصل الدرجات ويكون الحكم عليه إما أن ينجح في حال كونه استرجع ما هو مطلوب أو يرسب لكونه قد فشل في استرجاع المعلومات .
ووفق النظرة الشاملة للمتعلم ووفق المفهوم الحديث للمنهج أصبح الحديث عن الخبرات التربوية المباشرة وغير المباشرة التي يكتسبها المتعلم داخل الصف أو خارجة هي الأهم ولم يعد الكتاب (الجامعي ) هو الغاية وأصبح التأكيد على أن يكون دور المعلم موجها وميسرا ومرشدا أكثر وأهم من مجرد أن يكون ناقلاً للمعلومة فقط .
ومن هنا تغير دور المتعلم من كونه مجرد مستقبل للمعلومة إلى باحث عنها بل إلى ناقد لها ومناقش لها ، يتعامل معها بحب ورغبة ، يستقبلها عبر اللعب أحيانا ، وعبر الطرفة والموقف التمثيلي أحيانا أخرى ، ومن خلال العمل الجماعي في كثير من الأحيان ، وبالتالي تعددت مداخل واستراتيجيات التدريس بقصد أن يتم تعلم حقيقي وفاعل في سياق بيئة تعليمية تعلمية آمنة وعادلة ، وتنوعت بدورها الأنشطة التعليمية داخل وخارج غرفة الصف ، وبالتالي تنوعت الوسائل التعليمية ، وانعكس ذلك على التقويم الذي أصبح بدوره شاملاً يهتم بقياس النواحي المعرفية والمهارية والوجدانية لدى المتعلم والتي تم صياغتها في صورة أهداف واضحة الصياغة ، وبالتالي أصبح التقويم شاملا ومعبرا عن ما تم تحقيقه من أهداف .
عندما ندقق ونحلل ما سبق من تفسير لما يجب أن تكون عليه العملية التعليمية التعلمية بمدارسنا وجامعاتنا ، نجد أنها يجب أن تكون وفق منهج واضح وفلسفة واضحة ، يعبر عنا معلم متميز ، وبيئة تعليمية تعلمية آمنة وعادلة ، ومتعلم واعي وفاهم وناقد ، وبمعنى آخر نريد بالفعل أن يكون هناك تعلم نشط في مؤسساتنا التعليمية ، كيف يكون ذلك ؟
هذا ما نعرض له من خلال الإجابة على الأسئلة التالية:
1ـ ما مفهوم التعلم النشط ؟
2ـ ما فلسفة التعلم النشط ؟
3ـ ما أسس التعلم النشط ؟
4 ـ ما الاستراتيجيات التدريسية التي تتناسب مع التعلم النشط ؟
5ـ ما مبادئ التعلم النشط ؟
6ـ ما فوائد التعلم النشط ؟
7ـ ما دور المعلم والمتعلم في التعلم النشط؟
8ـ ما معيقات التعلم النشط ؟
9ـ ما النماذج التدريسية التي تدعم التعلم النشط ؟
10ـ وأخيرا ..........................