#1  
قديم 03-26-2008, 02:42 AM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي لماذا السمع أكثر أهمية من البصر؟؟؟

 

لماذا السمع أكثر أهمية من البصر؟؟؟

أ.د سعود الثبيتي

من الحقائق المعروفة جيدًا أن الصمم الكلي أو الجزئي يقود إلى إعاقة مستوى التطوراللغوي كما قد يؤثر على المجالات الأخرى العديدة، وهذا يؤثر على التطور الانفعاليوالمعرفي بشكل عام بينما قد يواجه العمى بعض الصعوبات في التعرف على العالم المحيطبهم إلا أن الصم لا يقدرون على التواصل بوسائل لغة البشر المألوفة، لغة الإشاراتمعروفة ومستخدمة من قبل أقلية صغيرة من الأفراد كما يمكن استخدامها داخل حدود معينةإلى درجة أنها تتباين من قطر لآخر ومن لغة لأخرى، ومن ناحية أخرى فإن العُميَقادرون على استخدام حاسة السمع لديهم على الوجه الكامل وقادرون على القيام بتبادللفظي ذي معنى، لذا يتبين لنا ـ على العديد من الأصعدة ـ أن السمع أكثر أهمية منالبصر.
لحاسة السمع علاقة لصيقة للغاية مع بعض الصور الحسية الأساسية، على وجهالخصوص الحساسية الداخلية للمكان Spatial internal sensitivity مثل: (أ): حاسةالسكون. (ب): حاسة الحركة، وعلى الرغم من أن حاسة السكون قد لا تشتمل على تغيير،فإن حاسة الحركة لا بد أن تمر بتغيرات متباينة وفقًا للسياق الذي تعمل فيه، وعلىالنقيض من ذلك فإن حاسة البصر، فضلاً عن أهميتها الواضحة، تعجز عن تحقيق الإدراكالمعقد المتعدد الاتجاهات الذي يمكن أن تحققه حاسة السمع، فالبصر يعمل في مدى محدودللغاية بينما يمتد السمع ويتجاوز ذلك المدى.

والأذن البشرية أكثر دقة فيتحليلها لصفات الصوت (والضجيج) من العين في تحليلها لظلال الألوان وصفات الضوء،وتعجز العين على سبيل المثال عن تحليل الألوان المركبة فيما يخص مكوناتها غير أنالأذن قادرة على تحليل الوحدات الصوتية المعقدة بما في ذلك الضجيج الذي يحدث فيالخلفية، وعلى هذا النسق فإن للأذن ميزة إضافية على العين فيما يتعلق بمقدرتهاالفائقة على تحليل الأصوات السمعية أو الشفوية عالية التعقيد وظاهرة الصوت/الضجيج (Voss,1972:16ـ21).
إن الإدراك السمعي أكثر تحررًا من آثار الخداع الإدراكي (والأوهام الإدراكية) من الإدراك البصري. وتعتبر الخداعات الإدراكية الأكثر شيوعًاهي الخداعات البصرية بينما تكمن الهلاوس الأكثر شيوعًا في الخداعات السمعية، ويعنيهذا أن البصر قابل لأن يخطئ في ظروف الإدراك العادية بينما حاسة السمع ـ في الظروفغير العادية ـ أكثر عرضة للخطأ في حالات الشذوذ الإدراكي والحالات المرضية (Robinson,1972). وعليه فإن مزايا السمع تميل أكثر إلى الموضوعية في طابعها عندمايتعلق الأمر بالنظر والتمعن في العالم الخارجي ووصفه فيما يخص السلوك الإدراكيالعادي، وفقط في حالات المضطربين عقليٌّا تكف حاسة السمع عن العمل على الوجهالسليم.
من ناحية أخرى حتى وإن كان الشخص الأصم قادرًا على الإبصار فإنه عاجزعن الارتباط مع أعضاء جماعته الكلامية بنفس السهولة التي يستطيع بها الشخص الأعمىالتواصل عبر اللغة نتيجة لهذا فإن لغة الأصم أقل تطورًا من لغة الأعمى حيث إنالصمم، سواء كان جزئيٌّا أو كاملاً غالبًا ما يعوق التطور اللغوي ويؤثر سلبًا علىالتفاعل التواصلي السليم بين أعضاء شتى المجموعات الاجتماعية.


تثبت لنا هذهالحقائق أن:
1 ـ نظام الإدراك السمعي البصري للبشر لا يكتسب ولكنه بالأحرى فطريذو أهمية محددة فيما يتعلق باللغات.
2 ـ السمع والبصر بالنسبة لإدراك البشريمثلان وجهين لعملة واحدة ويؤديان إلى اكتساب المعرفة على الوجه الأمثل، وبهمانستطيع تأمل أعظم آيات الله ـ جل جلاله ـ في إحدى جوانب السلوك البشري ألا وهو تعلماللغات والقرآن الكريم بتمييزه للسمع والبصر على غيرهما من الحواس الإنسانية الأخرىفإنه يطلب من الإنسان تحقيق الاستفادة البناءة العظمى من هذه النعمة التي منحهاالله ـ سبحانه وتعالى ـ وذلك لأن الإنسان يستطيع من خلالها أن ينفذ إلى عالمالأشياء والرموز معًا. لهذا يجب أن تحتوي المواد التعليمية المستخدمة في الاستماعللغة الثانية على معلومات سمعية وبصرية. وهنا يتجلى إعجاز القرآن في ذكر السمعوالبصر متلازمين بنفس التتابع وذلك لاكتساب المعرفة البشرية حيث يولد الطفل وهو لايعلم شيئًا. وعن طريق السمع والبصر والفؤاد يستطيع أن يكتسب العلم والمعرفة. قالتعالى: }وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًاوَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّاتَشْكُرُونَ{ (النحل: 78). إضافة لهذا يتوجب علينا تطوير مهارات القراءة خلالالمراحل المبكرة من تعلم اللغة وذلك لأن عنصر القراءة يتوفر في المعلومات البصرية.

 

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-26-2008, 02:46 AM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي أهمية الصوت كوسيلة اتصال

 

لماذا السمع أكثر أهمية من البصر؟؟؟
أهمية الصوت كوسيلة اتصال
واللغة نظام بالغ التعقيد يتوسط بين مجموعة مقاصدوأغراض (المعنى المعرفي) مستخدم اللغة والبنى التركيبية الدلالية من ناحية ومجموعةالأصوات من ناحية أخرى. فاللغة تمكن المتكلم من تحويل أشكال الأفكار والمفاهيم إلىمبانٍ تركيبية دلالية، وتحويل هذه البنى إلى أشكال صوتية تتيح للسامع من داخل عقلهتحويل هذه الأصوات مرة أخرى إلى نتاج صورة طبق الأصل للأفكار التي ابتدأ بهاالمتكلم. إن تحويل المعاني إلى أصوات يتيح للبشر نقل الأفكار من شخص لآخر. ويفترضأن للأفكار نوعًا من الوجود الكهروكيميائي في الجهاز العصبي (Noback and Demarest,1981). ومهما تكن الصيغة التي تتشكل بها الأفكار فإنها لا تنتقل من فردلآخر بذلك الشكل وذلك لعدم وجود رابط عصبي بين شخصين منفصلين تمامًا ولعدم وجودمعبر عصبي لغوي تستطيع الأفكار النفاذ من خلاله في شكلها الأصلي. وتوفر اللغة ـمثلها مثل الأدوات التواصلية الأخرى ـ وسائل لردم هذه الهوة وذلك بتحويل الأفكارإلى وسيلة تمتلك المقدرة على الانتقال من جهاز عصبي مستقل إلى آخر غيره (Wilkinson, et al, 1974). لذا يعتبر البدء بالفهم الاستماعي في المراحل المبكرة من تعلم لغةمنهجًا تدريسيٌّا قويـمًا لتعلم اللغات.
يمكن تعريف الوسيلة التواصلية بعدةطرق. ولأغراض هذه الدراسة البحثية فهي ناقل فيزيائي لمجموعات دلالية مجردة ذاتمعاني محددة. ويرتحل الناقل عبر الهواء بشكل جامد (أي الموجات الصوتية) ويوصلالرسائل المنتجة عن طريق مجموعات من الأصوات الجهرية والمهموسة إلى واحد أو أكثر منالمشاركين في الكلام الذين يقومون بدورهم بمعالجة المعلومات المتلقاة عبر الأذنوالتي توصلها إلى الدماغ والذي يقوم في وقت وجيز بفك شفرتها بطرق معقدة للغايةوعادة ما يتبع هذا الأمر استجابة شفهية موجهة إلى المرسل الأصلي والذي يصبح متلقٍّللرسالة الجديدة التي قد تخدم أو لا تخدم أي أغراض تواصلية مفيدة اجتماعيٌّا أوثقافيٌّا.

لذا لا بد أن تكون الوسيلة التواصلية:
(أ) قابلة للمعالجة من قبلالأفراد الذين تأتي من عقولهم (أدمغتهم) الرسالة المراد توصيلها.
(ب) قابلةللفهم من الطرف المتلقي وذلك عبر وسيلة واحدة أو أكثر من حواس المتلقي.


 

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-26-2008, 02:47 AM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي أهمية الصوت كوسيلة اتصال -2

 

بما أنالقنوات المستخدمة في شتى أنواع التواصل الأساسي سواء أكانت بشرية أو حيوانية، تشملكل وسائل الإدراك الحسية مثل: الصوت، البصر، والشم، وما شابه ذلك فإن للمرء أنيخمّن السبب الذي جعل من الصوت الوسيلة المستخدمة لنقل اللغة. وبإلقاء نظرة خاطفةعلى الأدبيات ذات الصلة يستطيع المرء أن يستخلص أن الجهاز السمعي المناسب لاستقبالالضجيج والصوت والذي يمكن بواسطته معالجة الصوت بشكل لطيف متوافر لكل الأسوياء منالبشر. يظل عدد الأصوات المختلفة المتوفرة لنقل الرسائل صغيرًا للغاية مقارنة مععدد وتعقد الأفكار المتنامية دومًا التي يستطيع الإنسان التواصل بها مع الآخرين.
من الواضح أن الصوت ـ من وجهة نظر عملية ـ يسمح ـ خلافًا للبصر ـ بالتواصل بغضالنظر ما إذا كان المرسل والمتلقي على مرأى من بعضهما. وخلافًا لحاستي الشم والتذوقفإن السمع يتيح تنوعًا سريعًا ورائعًا في تدرجه مما يعتبر ضروريٌّا لنظام التواصلالمعقد للغاية وخلافًا للمس وبعض استخدامات البصر الأخرى الشائعة فإن الصوت يعطيالحرية للأيدي لتفعل أشياء أخرى مع استمرار التواصل. ومن خلال مقدرة الأذن علىاكتشاف الاتجاهات فإن الصوت يسمح للمتلقي أن يحدد (إلى درجة معينة) موقع المرسل.
إضافة إلى ذلك يمتلك البشر مقدرة خاصة على تذكر الصوت في ذاكرتهم قصيرة الأجللفترة وجيزة بعد سماع الصوت ويستطيع السامع اختبار قدرته هذه بكل السهولة بملاحظةأن الكيفية التي قيل بها شيء تظل متاحة لثواني عديدة بينما أي شيء قد أبصر يختفيبمجرد زوال المحفز، ولم تنل هذه القدرة اللافتة للنظر رغم أهميتها في تعلم اللغاتإلا قليلاً من الانتباه حتى يومنا هذا، غير أنها تمكن الإنسان من تذكر الأقوالاللسانية بشكل يسمح بمعالجتها ككل وليس كأجزاء متفرقة.
من المميزات الأساسيةللصوت أنه ينتقل عبر الزمان والمكان في خط أفقي، ويتم توزيع الرموز في هذه الوسيلةبالضرورة على طول وعبر الأبعاد المكانية والزمانية، ولا بد أن تحدث إما تسلسليٌّاأو تزامنيٌّا فيما يخص بعضها بعضًا، والعائق الرئيس أمام الصوت في عدم دوامه، عدافترة التذكر المختصرة المذكورة سابقًا، قد تم التغلب عليها خلال الألفية السابقةعبر تطور نظم الكتابة التي تكمل الصوت بوسيلة البصر، فعلى الورق ـ بالطبع ـ يوجدتمثيل عرفي لأبعاد الصوت المكانية والزمانية بالبعد الأفقي أو الرأسي للصفحة بحيثإن الرموز الكتابية وتعاقب الحركة من اتجاه آخر (من اليسار إلى اليمين في اللغةالإنجليزية على سبيل المثال) تمثل تدفق الصوت عبر الزمان والمكان.
وعليه فإنالصوت ينتقل من شخص إلى آخر أو آخرين من الموجودين داخل مدى الاستماع وعادة ما تتمإعادة تحويله داخل أجهزتهم العصبية إلى نوع من (صورة طبق الأصل) للمفاهيم الأصليةالموجودة في أذهان المتحدثين، وعادة ما تكون الصورة المطابقة للأصل (إعادة الإنتاجالفكري) غير مكتملةنتيجة للفروقات الحتمية بين الرصيد المفهومي لمختلف الأفرادوفقدان الانسجام الكامل بين نظمهم اللسانية (مما يمكن أن تكون نظمهم الثقافيةكذلك)؛ ولكن حتى في تلك الحالة فإن اللغة تسمح مع ذلك بنقل المفاهيم من فرد إلى آخربطرق لطيفة وفعالة بشكل ملحوظ.

 

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-26-2008, 02:55 AM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي لماذا يسبق السمع والبصر الحواس الأخرى في القرآن؟

 

لماذا يسبق السمع والبصر الحواس الأخرى في القرآن؟

مع الإيمان بأن الله خلق الإنسان على أفضل هيئة، فقد ساد الإجماع في كل مجالات المعرفة الإنسانية على أنه الأكثر كمالاً على سطح الأرض على الرغم من هذه الحقيقة وأن الإنسان (مخلوقٌ مفكرٌ) لم يفهم بعد بشكل كامل (Alexis Carrel, 1935). عماد أبو حطب (Abu,Hatab, 1975) إلى تلخيص ما توصل إليه علم النفس التجريبي الحديثالذي أيّد كذلك سبق الإدراك السمعي البصري في التعلم البشري على استخدام ما عداهامن حواس نتيجة للأسباب التالية:
يتميز السمع والبصر بأنهما أكثر موضوعية من الحواس الأخرى، (Woodworth, 1954) وباستخدام الحواس السمعية البصرية يتحول الإنسان من حالة استخدام الكيانات المجردة المحسوسة إلى حالة استخدام الرموز السيمية والدلالات المجردة، ويستطيع عبر هاتين الحاستين الهامتين تطوير قدراته إلى مستوىبعيد من الحرفية الجمالية والفنية، إن الحواس الأخرى خلاف السمع والبصر كثيرًا ماتصاحبها بطانات وجدانية شديدة. وهذا لا يعني الاستقلال الكامل للسمع والبصر عن عالم العواطف بل المقصود هنا حقيقة أنه في حالة الحواس الأخرى والمشاعر مثل المتعة والألم قد تتطور من الإحساس المادي المباشر كما في حالة التفاعل الجسماني أو من الإحساس الكيمائي غير المباشر كما في حالة التذوق والشم. (Murad, ). ومع ذلك فمعظم مجال الصور الذهنية ذات الطبيعة المعقدة تنحصر في البصر والسمع إلى حد استبعادالحواس الأخرى في بعض الأحيان وفيما يتعلق بالصور التي تنتجها الحواس الأخرى مثلالشم والتذوق واللمس فإنها غالبًا لا تكون واضحة كالصور السمعية البصرية (Nite, 1970). قامت العديد من الدراسات التجريبية التي سعت إلى مقارنة شتى درجات الوضوحالنسبي في مختلف أنواع التصور بمحاولة إعادة التأكيد على أن التصور السمعي والبصريأكثر وضوحًا وقابلية للفهم من أنواع الصور الأخرى.

 

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-26-2008, 02:58 AM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي مقتضيات المدخلات السمعية والبصرية في تدريس اللغة

 

مقتضيات المدخلات السمعية والبصرية في تدريس اللغة:
ولحقيقة ذكر القرآن الكريم دائمًا للسمع والبصر معًامدلولات شديدة الأهمية لتدريس وتعلم اللغة الأولى أو الثانية، والتي تتمثل في أنمهارات الاستماع والقراءة هما القناتان الوحيدتان اللتان يمكن من خلالهما معالجةالمدخل اللغوي حتى تصل إلى ملكة المتعلم اللغوية الذهنية، ولهذا السبب فإن التركيزعلى هاتين المهارتين المتسمتين بالمقدرة على التقبل أكثر أهمية من الناحية المنطقيةفي المراحل المبكرة من تعلم وتدريس اللغة الأولى أو الثانية من المهارات الإحداثية (مهارات الكلام والكتابة). واعتمادًا على هذه الحقائق نقترح المقتضيات العمليةالتالية لتعليم اللغة.

ينشأ المعنى ـ في الإحداث اللغوي ـ من تمازج المعاني (القواعد) النحوية المجردة مع المعاني المعجمية المجردة ليشكلا ترتيبًا من البنىالدلالية التركيبية في ذهن المتكلم التي تقوم على مقاصده عند استخدام اللغة، وإنالطريق الوحيد لإيصال هذه البنى الذهنية الدلالية خارج الذهن يتم عبر الأصوات وذلكلأنها كونت من المعاني التركيبية المجردة هذه الأصوات يتم إنتاجها خارج الذهن فيمواضع مختلفة في البلعوم والفم والأنف ثم يقوم المتلقي (السامع) للغة بنقل أشكالالصوت هذه عبر النظام الإدراكي السمعي البصري إلى ذهنه الذي صمم في المقام الأولبيولوجيٌّا ونفسيٌّا لاكتساب أية لغة بشرية، ولهذا السبب أيضًا يجب تعريض متعلمياللغة للمدخلات السمعية والبصرية التي يستطيعون فهمها والتي تتجاوز مستوى كفايتهماللغوية بقليل وذلك لمضاعفة احتمال نجاحهم. لذا ليس مستغربًا أن يذكر القرآن الكريمالسمع والبصر كإحدى نعم الله ـ سبحانه وتعالى ـ التي أنعم بها على البشر. لذا فإنالدلالة العملية لهذه الإشارة القرآنية حول تعليم وتعلم اللغات يصبح في غنى عنالإثبات.
يبدو أن تقديم كميات ضخمة من مدخلات سمعية وبصرية (شاملة وأصيلة) منهجمناسب لتدريس وتعلم اللغة الأولى أو الثانية في قاعات الدراسة يعتبر مفهوم (المدخلات السمعية والبصرية الشاملة الأصيلة) مسؤولاً عن الكيفية التي يستطيعالطلاب بها اكتساب اللغات بأكثر الطرق فعالية واقتصادًا. ويجب تعرضهم إلى لغة شفويةأصيلة تكون في متناول إدراكهم ومتقدمة بعض الشيء من مستوى كفايتهم الحالية (Krashen, 1988) وعلى خُطَى المدخلات الشفوية والبصرية الشاملة الأصلية الأساسيةيمكن افتراض وجود لوازم طبيعية أخرى.
يجب إعطاء المدخلات اللغوية الشفويةالأولوية في المراحل المبكرة للأسباب الآتية: يبحث أولاً متعلمو اللغة الثانيةواللغة بشكل عام، والمتعلمون الكبار بشكل خاص، عن المعنى في عملية اكتساب اللغة. ويحتوي رصيد متعلمي اللغة الثانية على الجانب الدلالي للأفكار التي يتوقع منهم تعلمشكلها اللفظي (مسماها) في اللغة الثانية. وتعتبر الأشكال اللفظية (الفونولوجية) لهذه الأفكار غريبة بالنسبة لمتعلمي اللغة الثانية من الكبار. فالتمثيل الصوتيللكلام هو أول ما يطرق آذان متعلمي اللغة ولهذا السبب يستطيع المتعلمون التركيز علىاكتساب الأشكال الصوتية للرسالة، يعتبر المدخل السماعي في اللغة هو في الأساسالأصوات الشفوية التي تدرك عن طريق الجهاز السمعي فقط، وهذا يتطابق مع تمثيل القرآنللمعلومات الشفوية وتقديمها على المعلومات البصرية.
إذا تبين أن المدخل اللغويقد استوعبه المتعلم وأنه كافٍ من الناحية النفسية التعليمية فسوف يبقى النحوالضروري في عقل الطالب كجزء من المحتوى اللغوي الكامل الذي تم تجسيده في الداخل ولايحتاج معلم اللغة إلى تدريس التراكيب اللغوية وذلك لأن ملكة المتعلم اللغوية سوفتوفر المقادير الكافية والمأخوذة من المدخلات السمعية والبصرية.
لا يمكن تدريسالكلام مباشرة في المرحلة المبكرة من اكتساب اللغة ولكنه سوف يبرز وحده نتيجةللتزايد التدريجي للكفاية اللغوية عبر المدخلات الإدراكية الشاملة. ويمكن تطويرالتخاطب، في مرحلة متقدمة من اكتساب اللغة الثانية، كمهارة لغوية في حد ذاتها، ولكنمع ذلك يبقى الإدراك السماعي المصدر الرئيس الذي يغذي ملكة المتعلم اللغوية، ويحتاجالمرء ـ كي يصبح متحدثًا لبقًا ـ إلى الكثير من ممارسة التحدث باستغلال الآلياتالضرورية لتطوير هذه المهارة.

 

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-26-2008, 03:00 AM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي الخاتمة

 

يسود افتراض بشكل عام، في تدريس اللغةالثانية، أن الفهم الاستماعي يشتمل على حاسة السمع فقط. غير أن الأبحاث الحديثةالتي أجراها بعض الباحثون في مجال الإدراك الكلامي قد أوضحت خَطَلَ هذا الرأي. علاوة على ذلك يؤمّن القرآن الكريم على الوظيفة الأساسية للمعلومات السمعيةوالبصرية في الإدراك البشري بشكل عام وفي الإدراك الكلامي على وجه الخصوص.
يحويالتمثيل القرآني للسمع والبصر دلالات نظرية وتطبيقية هامة لتعلم وتعليم اللغةالأولى أو الثانية. ولهذا، فإن التركيز على هاتين المهارتين (الاستماع والقراءة) ذات الطابع التقبلي أكثر أهمية من الناحية التعليمية ومن الناحية المنطقية أيضًاخلال المراحل الأولى من تعلم وتعليم اللغة الثانية من المهارات الإحداثية. إضافةإلى هذا يمكن تحويل التجليات الفيزيائية للغة عبر نظم الإدراكات السمعية والبصرية،إلى الملكة اللغوية التي خلقت أساسًا لتستجمع القياسات الأولية للدلالة المجردةللغة الهدف وتجسيدهما داخليٌّا في اللاوعي.
لذا فإن تقديم كميات ضخمة منالمعلومات السمعية والبصرية، من الناحية العملية، تبدو كأنها منهج مستقيم لتعليموتعلم اللغة الثانية في قاعات الدراسة خلال المراحل المبكرة من تدريس اللغةالثانية. ويستطيع المتعلمون الكبار بهذه الطريقة اكتساب اللغة الثانية بأكفأ طريقةوأكثرها اقتصادًا، وبما أنهم يمتلكون الجانب الدلالي مما يفترض أن يتعلموه، يمكنهمالتركيز على الأشكال الصوتية للرسالة التي تلقوها عبر المعطيات الشفوية والبصريةعلاوة على هذا لا يحتاج معلم اللغة لأن يقوم بتدريس بني اللغة طالما أنها ستتاحبالمقادير المناسبة عن طريق ملكة المتعلم اللغوية التي تم تجميعها من المدخلاتالسمعية البصرية.
أخيرًا، يجدر بنا التأكيد على أهمية المنظور القرآني لحاستيالسمع والبصر ودلالاته المتعلقـة بتعليـم وتعلم اللغة الأولى والثانية يجب النظرإليه كخطوة نحو بناء نموذج لعمليـة تعلم اللغة الأولى والثانية بشكل عام وللفهمالاستماعي للغة الثانية على وجه الخصوص.
ويشكل هذا النوع من البحوث أساسًالتطور النظرية ولهذا تجب المثابرة فيه خلال العقود القادمة بهمة لأننا نحتاج إلىتحقيق هذه الأهداف البحثية حتى نتمكن من ابتكار واستخدام المزيد من المناهجالتدريبية الفاعلة الصالحة ومزيدًا من المواد السماعية.

 

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-04-2008, 08:33 AM
abushahad abushahad غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 4
افتراضي موضوع جميل جدا

 

لقد قرأت هذا الموضوع جدا وهاأنا أقوم بطباعته لأنني استفدت منه كثيرا وقد دار نقاش بيني وبين زوجتي حول هذا الموضوع قبل يومين وذها الموضوع أضاف لي معلومات جديدة وأنار لنا طريقا مهما في كيفية التعامل مع ابنتنا المصابة بالصمم فلكم منا جزيل الشكر والتقدير واثابكم الله 0

 

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10-10-2008, 02:41 PM
نشاط نشاط غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 3
افتراضي

 

اشكرك جزيل الشكر الأخت عااااشقة البدر على الموضوووع.

موووضوع جميل ومفيد , الا ان لدي بعض الملاحظات التي يجب على الدكتور الفاضل التنبه لها وهي كما يلي :

1) (وإن كان الشخص الأصم قادرًا على الإبصار فإنه عاجزعن الارتباط مع أعضاء جماعته الكلامية بنفس السهولة التي يستطيع بها الشخص الأعمى ) غير صحيح مثال يوضح كلامي : لو اتينا بأصم من اليابان وجلس مع أصم من السعودية خلال وقت قصير يتواصل معه , والصم متميزون في هدا الأمر .
2) لغة الأصم أقل تطورًا من لغة الأعمى حيث إنالصمم، سواء كان جزئيٌّا أو كاملاً غالبًا ما يعوق التطور اللغوي . غير صحيح لغة الاشارة من اللغات التي لها قواعد وأسس , الصمم صحيح ان له تأثير على التطور الكلامي وليس اللغوي .

شكر على مروركم واتمنى من الدكتور مراجعة كلامه وتصحيحه .

 

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11-13-2008, 09:51 PM
عبد الحميد الريانى عبد الحميد الريانى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 3
افتراضي

 

السلام عليكم
اشكركم على هذا الموضوع القيم
بالمناسبة اليوم انا ضيف جديد فى المنتدى وهذه اول مشاركة لى
وعموما السمع والبصر اية الهية عظيمة وقد ذكر القران السمع قبل البصر وهذا اعجاز علمى كبير وعظيم
تحياتى وودى
اخيكم الريانى

 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 02:24 AM.