الهدف العام : زيادة مدة التركيز الطفل الى 5 دقائق .
النشاط : ولإنجاز برامج من هذا النوع يتم صياغة أنشطه بأفعال مخالفه للفعل المستخدم .. فلا يمكن ان استخدم الصيغة الفعلية (ركز) كصيغه للأمر أثناء التدريس للطفل في حين يمكن الوصول لهذه الصيغة الفعلية من خلال أداء أفعال أخرى .. فمثلا ان يملأ زجاجه ذات فتحه ضيقه بالحبوب ، وبزيادة فترة استغراق الطفل في الأداء المتواصل لعملية المليء حتى تصل إلى الزمن المطلوب يكون المدرس قد توصل إلي النتيجة المطلوبة .. أو مثلا لضم مجموعه من الخرز في خيط بدون توقف لمده محددة .. وبذلك يأتي علي المدرس وقت يستخدم فيه صيغ فعليه أو مجموعه من الصيغ الفعلية المتسلسلة التي قد تخالف الفعل المستخدم في الهدف العام حيث لا يمكن تدريسه بشكله المباشر ولكن تستخدم أفعال أخرى تؤدي بتحقيقها في النهاية إلى أداءه نتيجة لعدم التمكن من تدريسه بشكل مباشر ..
مثال آخر :
الهدف العام : زيادة نسبة تنمية الذاكرة البصرية .
النشاط : عرض أشكال و رسومات مرسومة على كروت ثم عرض نفس الأشكال ناقصة بعض الأجزاء و تطلب من الطفل إكمال رسم الأجزاء الناقصة في الرسومات المعروضة عليه .. وهنا نستخدم الرسم لتنمية الذاكرة البصرية فلا يمكن تنمية الذاكرة البصرية بشكل مباشر ..
أو :
عرض أثاث الحجرة على الطفل بشكل معين ثم إخراج الطفل من الحجرة و إجراء بعض التغيرات على الأثاث و إدخال الطفل مره أخرى لاكتشاف هذه التغيرات ..
1. تحديد الأدوات المستخدمة في النشاط والظروف التي تحكم الأداء :
ويتم في هذه المرحلة تحديد الأدوات التي قد تستخدم أثناء أداء النشاط .. ففي برنامج لزيادة فترة التركيز لدي طفل اختار المدرس ( فعلا ) مثل ان ( يملأ ) الطفل زجاجه بالحبوب .. يمكننا أن نعتبر هنا الزجاجة و الحبوب أدوات للنشاط .. في حين إنني اذا قلت " ان يستمر الطفل في مليء زجاجه بالحبوب لمدة ثلاثة دقائق دون توقف " يعتبر استمرار الفترة الزمنية لأداء النشاط لمدة ثلاث دقائق و بدون توقف ظرفا من ظروف الأداء التي لا يكتمل الهدف إلا باكتمالها ..
وهناك معايير كثيرة تتحكم في اختيار المدرس للأدوات و منها :
1- الإمكانيات :
و ليس ضروريا أن يستخدم المدرس أدوات مكلفة لإنجاز الهدف .. إذ انه يمكن أن يستخدم أشياء بسيطة متاحة قد تؤدي نفس النتائج .. هذا بالرغم من اعترافنا بإمكانيات بعض الأدوات ذات الجودة و التقنية العالية وقدرتها على تحقيق نتائج افضل ..
2- الأمان :
وهو عامل حيوي يحدد بشكل كبير إمكانية استخدام الأداة من عدمه .. ويرتبط عنصر الأمان بشكل و مكونات الأداة و طريقة استخدامها .. فلا يجب أن تكون الأداة مدببة أو صغيره اكثر من اللازم مثلا ، أو أن تكون خشنه أكثر من اللازم ، أو ذات أضاءه شديدة ، أو ذات ألوان ضارة .. ففي النشاط السابق ذكره قد يستخدم مدرس من المدرسين ( بلي ) مثلا بدلا من استخدام الحبوب .. مما قد يمثل خطرا كبيرا في حالة بلع الطفل للأداة المستخدمة أثناء أداء النشاط ..
3- الفاعلية :
وترتبط الفاعلية بمدي كفاءة الأدوات في تحقيق الهدف عند استخدام الطفل لها أثناء أداء النشاط و قدرتها على إظهار رد الفعل المطلوب الذي كان المدرس يتوقعه من الطفل عند تصميم النشاط ..
4- أن تكون الأداة مناسبة :
حيث يجب أن تخدم الأداة الهدف الموضوعة لتحقيقه في المقام الأول ولا تبتعد عنه كثيرا .. فالعديد من الأدوات يمكن استخدامها بأكثر من طريق لتحقق اكثر من هدف في نفس الوقت .. إلا أنه في حالة عدم تحكم المدرس في الظروف المصاحبة لاستخدام الأداة من الممكن أن تصبح الأداة غير مناسبة للهدف الموضوعة لتحقيقه أثناء صياغة النشاط .. ففي المثال السابق الخاص بتعبئة الحبوب نجد أنه في حين قد يستخدم مدرس نوع واحد من الحبوب ( لون واحد ، حجم واحد ) للتعبئة قد يستخدم مدرس أخر خليطا من الحبوب مما قد يتواجد لديه في الفصل ( ألوان متعددة ، أحجام متعددة ) مما قد يسبب تشتيتاً للطفل أثناء أداء النشاط ..في حين يمكن للمدرس استخدام هذه الحبوب مختلفة الأحجام أو الألوان في وقت آخر لتدريس مهارة أخرى مثل الألوان أو الأحجام .. و بذلك يكون اختيار المدرس عير المناسب للأداة قد تسبب في أن تصبح الوسيلة عنصر تشتيت للطفل و ليس وسيلة إيضاح ..
هذا بالرغم من أن إمكانية استخدام الوسيلة بأكثر من شكل لتحقيق أكثر من هدف ليس عيبا في حد ذاته و إنما يصبح عيبا في حالة عدم تحكم المدرس في سير هذه الظروف وتأثيرها على الهدف الأساسي الذي اختاره .. حيث يمكن للمدرس استخدام الاختلاف في أحجام الحبوب لتنمية مهارة مثل مهارة القبض باستخدام إصبعي السبابة و الإبهام .. أو لتعريف الطفل علي نوع معين من الحبوب عند فرز الطفل لنوعين من الحبوب ووضع الحبوب متشابهة الألوان في زجاجه مختلفة أثناء الفرز مع تسمية اسم نوع الحبوب أثناء وضعها داخل الزجاجة .. إلا انه يجب علي المدرس أن يعمل علي التأكد من حياد الأداة بالنسبة لكافة العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر علي جودة الأداة و كفاءتها في تحقيق الهدف الحالي ..
5- أن تراعي قدرات الطفل وسنه ودرجة إعاقته :
فمثلا لا يجب ان استخدم أداة يتطلب استخدامها أداء حركيا من اليد في حين توجد أعاقه حركيه في اليد لدي الطفل .. فمن المهم أن تراعي الأداة قدرات الطفل ودرجة إعاقته فلا يجب ان أعطي الطفل أداة يتطلب استخدامها قدرات عقلية عليا مما يؤدي إلي عدم استطاعة الطفل استخدامها مما قد يسبب له إحباطا .. كما يجب أن تكون الأداة مناسبة لعمر الطفل فلا تكون جادة اكثر من اللازم بالنسبة للأطفال أو طفولية أكثر من اللازم بالنسبة للبالغين .. فأعطي مثلا طفلا صغيرا كروتا صماء باللون الأبيض و الأسود في حين أعطى معاقا بالغا على درجه من الوعي أشياء زاهية الألوان مبهرجة بدون داعي ..
6- أن تكون جذابة :
كلما كانت الأداة في حد ذاتها دافعا للطفل لاستخدامها كلما كانت أداة اكثر نجاحا .. حيث يسهم ذلك بشكل كبير علي تحفيز الطفل علي العمل والإنجاز وتحقيق المطلوب مع توفير كبير في جهد المدرس .. و كلما تمكن المدرس من اختيار الأداة الأكثر جاذبية ومناسبة للطفل عند بداية التدريس كلما وفر على نفسه مجهودا زائدا قد يهدره بعد ذلك أثناء عملية التدريس في دفع الطفل لأداء النشاط .. فكلما كانت الأداة جذابة كلما رغب الطفل من تلقاء نفسه في أداء النشاط ..
ب- ظروف أداء النشاط :
وقد ذكرنا في المثال السابق ان الاستمرار في مليء زجاجه بالحبوب لمدة ثلاث دقائق يعتبر ظرفا من ظروف أداء النشاط لا يتحقق الهدف إلا باكتماله .. و يعتبر تحديد ظروف أداء النشاط أحد العوامل المؤثرة بشكل كبير في تحقيق النشاط لهدفه .. إلا أنه هناك العديد من المحاذير التي يجب مراعاتها عند وضع , صياغة و تطبيق النشاط منها :
§ عند تحديد الظروف :
يتم من خلال ضبط ظروف النشاط تحيد الإطار العام الذي يؤدي فيه النشاط .. حيث من خلال ضبط ظروف النشاط تحديد شكل و طبيعة و أهداف هذا النشاط .. فيمكننا مثلا التحكم في الجانب المهارى و تقنين كم الجرعات بما يحدد درجة إجادة الطفل للمهارة التي نستهدفها من النشاط ..
ويختلف التحكم في هذه الظروف باختلاف إجادة الطفل المهارة من عدمه .. حيث يجب أن يتدرج المدرس في التحكم بمستوي دقة الظروف و صعوبتها فيتدرج بوضع ظروف أقل شدة في حالة إجادة الطفل للمهارة إجادة بسيطة أو عدم أجادته لها من الأساس و حتى وضع الطفل تحت ظروف أكثر دقة و أكثر تركيزا " بحيث يصل الطفل لمستوي إجادة عال من المهارة " بارتفاع مستوي الطفل .. فمثلا في النشاط السابق إذا كان الطفل لا يركز تماما أو انه يؤدي النشاط لمرة واحدة ثم يبدا في عدم التركيز فقد تكون الظروف الأولي المقترحة لحاله مثل حالة هذا الطفل (ان يؤدي النشاط لمرات و ليس لفترات زمنية) مثلا ان يضع الحبوب داخل الزجاجة لمرة ثم لمرتين متتاليتين ثم ثلاث مرات و هكذا 10 مرات او 20 مره .. ثم أبدا في الانتقال من الأداء عن طريق عدة مرات إلى الأداء مع الاستغراق في الأداء مع مرور الزمن بدون وجود فواصل في الأداء الزمني ، فتكون ظروف النشاط مثلا ان يستمر في وضع الحبوب داخل زجاجه لمدة دقيقه ، اثنان ، ثلاثة ، خمسة دقائق متتالية ..
ومن هنا نري كيف ان ظروف النشاط ترتبط بشكل كبير بدرجة إجادة الطفل للمهارة وكيف أنها يجب ان تراعي قدرات الطفل ومستواه الحالي ودرجة عدم أجادته للمهارة وكيف أنها يمكن ان تتدرج معه من درجة عدم الاجاده أساسا الي ان تصل به الي نسبه عاليه من الأداء .. وهو ما يتضح من خلال المثال السابق وما يمكن لنا ان نتخيله من كم الأطفال الذين يمكن أن تتراوح أعدادهم تحت كل درجة من درجات إجادة المهارة بدأ من عدم إجادة المهارة تماما ثم التدرج بزيادة أداء المهمة لعدد من المرات و حتي الاستغراق بمرور المعدل الزمني ثم الزيادة في هذا المعدل حتى نصل به الي الدرجة التي نريدها .. و نريد هنا ان نركز مرة أخرى على نجاح المدرس او مصمم النشاط في ضبط لظروف أداء النشاط تمثل بشكل كبير نجاحه في تحديد جرعات التدريب المطلوبة لحالة الطفل التي تحدثنا عنها مما يجعل نجاحه في ضبط هذه الظروف طبقا لمتطلبات وقدرات الطفل إنجاحا للنشاط ككل وعاملا رئيسيا في تحقيق النشاط للهدف الموضوع من اجله ..
§ عند صياغة الظروف :
ويجب ان يكون المدرس حريصا في ضبط ظروف الاختبار وعند تسجيل و صياغة الظروف حيث ان الاختلال في أحكام هذه الظروف للتركيز على المهارة المطلوبة قد يؤدي الي نتائج أخرى لا يقصدها المدرس او واضع النشاط .. فمثلا في النشاط السابق قد يؤدي عدم ذكر كلمه مع الاستمرار في العمل بدون توقف في الأداء الي التباس الموقف وتوقع ان يكون هذا النشاط ينمي عملية التآزر بين حركة العين و اليد ..
§ عند تطبيق هذه الظروف :
كما يجب علي المدرس ان يحافظ علي ظروف النشاط التي صاغها بحيث لا يسمح للطفل بأن يخل بها عند التطبيق .. حيث يمكن أن سيؤدي ذلك إلي عدم تحقيق الهدف .. فمثلا قد يستدرج الطفل المدرس بالابتسام و ليتوقف لسماع صوت اصطدام الحبة بقاع الزجاجة و هو يملأ الزجاجة بالحبوب مما قد يغير من شكل و هدف النشاط بشكل كبير في هذه الحالة .. فقد يمكن لنا في هذه الحالة أن نعتبر أن النشاط قد تحول من نشاط يهدف إلي زيادة فترة التركيز إلى نشاط يهدف إلي تنمية حاسة السمع .. ومن هنا يجب على المدرس أو مصمم النشاط أن يحكم ضبط الظروف سواء خلال تصميم النشاط أو صياغة النشاط أو خلال تطبيقه .