مفهوم صعوبات التعلم

[معلم متقاعد]

 

مفهوم صعوبات التعلم

مضاوي الحسين

نبذه تاريخيه
" لم يكون مجال صعوبات التعلم وليد جهود موحدة من قبل تخصص واحد بل اشتركت ,ومازالت تشترك,تخصصات متنوعة من حقول عملية مختلفة في البحث والإسهام في مجال صعوبات التعلم وعلى الرغم من أن حقل الطب يحتل صدارة الحقول العلمية التي ساهمت في التعرف على الأطفال الذين لديهم صعوبات تعلم, وذلك قبل تسمية هذة الظاهرة بصعوبات التعلم بأكثر من قرن إلا أن العلوم الأخرى كعلم أمراض اللغة والكلام وعلم النفس والتعليم قد ساهمت في تطوير مجال صعوبات التعلم وقد امتازت الستينات الميلادية بظهور مصطلح صعوبات التعلم والجمعيات المتخصصة التي تهدف إلى إبراز المشكلة وتحسين الخدمات المقدمة للتلاميذ الذين يواجهونها عند التعليم مثل جمعية الأطفال الذين لديهم صعوبات تعلم .
أما في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين فقد قام عالم الأعصاب الألماني Goldsteinبدراسة المصابين دماغيا من الجنود دراسة مستفيضة مما جعل من عمله خلفية بني عليها العالمان الألمانيان Werner,وهو متخصص في النمو ,و Straussوهو متخصص في علم الطب النفسي العصبي بحوثهما فوسعا نطاقهما حتى شملت الأطفال .
أما فيما يخص مجال صعوبات التعلم فالعالم Samuel Kirk هو أول من استطاع أن يلاحظ , من بين جميع الأطفال الذين عمل معهم وعمل معهم غيره تحت مسميات مختلفة مثل الخلل البسيط لوظيفة المخ ونحوها أطفالاً يرى هو أن المسميات السابقة لا تنطبق عليهم .
ولقد دعت تلك الملاحظة التي دامت أكثر من ثلاثين سنة إلى المناداة عام 1963 بالمصطلح الجديد - صعوبات التعلم – الذي أصبح الاسم الرسمي لهذه المجموعة من الأطفالGallagher 1998) ) .
ويرى بعض العلماء المهتمين في مجال صعوبات التعلم مستقبلاً مشرقا ً لهذا الميدان التربوي إذا تضافرت جهود المتخصصين في جميع الميادين كالطب والتربية وعلم النفس وغيرها من الميادين التي تساهم في إيجاد معرفة أدق وأشمل عن الإنسان و خصائصه وما يؤثر عليه من عوامل بيئية متنوعة . "

إسهامات التعريفات المتنوعة في بلورة المفهوم

" لقد توصلت فرق العمل بعد جهود كبيرة واختلافات في التوجيهات إلى تعريفات مختلفة تعكس اهتمامات العاملين في كل فريق فأما أهم ما ورد في التعريفات الأخرى مما يمكن الاستفادة منه في توضيح مفهوم صعوبات التعلم فيمكن تلخيصه على النحو التالي :

1- ورد في تعريف 1966)Clements) أن صعوبات التعلم تتراوح في الشدة من البسيطة إلى الشديدة , كما ذكر التعريف أن معدل ذكاء هذه المجموعة من التلاميذ يقع ضمن المعدل العام أو دونه بقليل أو أعلى منه Clements1966)).
2- ورد في تعريف اللجنة الوطنية المشتركة لصعوبات التعلم عند تعديل تعريفها الأساسي الصادر عام 1981م أن صعوبات التعلم قد تحدث مصاحبة لأي إعاقة من الإعاقات الأخرى , كما أنها قد تظهر بين التلاميذ من ثقافات مختلفة .
3- كما ينص تعريف الجمعية الأمريكية لصعوبات التعلم (LDA ) على أن صعوبات التعلم إعاقة مستقلة بذاتها عن بقية الإعاقات الأخرى .
وأهم العناصر المكونة لمفهوم صعوبات التعلم حيث يمكن استخلاص هذه العناصر على النحو التالي :
1- إن صعوبات التعلم إعاقة مستقلة كغيرها من الإعاقات الأخرى .
2- يقع مستوى الذكاء لمن لديهم صعوبات تعلم فوق مستوى التخلف العقلي ويمتد إلى المستوى العادي والمتفوق .
3- تتدرج صعوبات التعلم من حيث الشدة من البسيطة إلى الشديدة .
4- قد تظهر صعوبات التعلم في واحدة أو أكثر من العمليات الفكرية كالانتباه , والذاكرة , والإدراك , والتفكير وكذلك اللغة الشفوية .
5- تظهر صعوبات التعلم في واحدة أو أكثر من المجالات الأكاديمية الأساسية والمهارات اللغوية كالتعبير الشفوي والكتابة ( التعبير والخط والإملاء ) .
6- تظهر على مدى حياة الفرد , فليست مقصورة على مرحلة الطفولة أو الشباب .
7- قد تؤثر على النواحي الهامة لحياة الفرد كالاجتماعية والنفسية والمهنية وأنشطة الحياة اليومية .
8- قد تكون مصاحبة لأي إعاقة أخرى , وقد توجد لدى المتفوقين والموهوبين .
9- ليست نتيجه مباشرة لأي من الإعاقات المعروفة , أو الاختلافات الثقافية ."(1)

(1) إبراهيم بن سعد أبو نيان , صعوبات التعلم طرق التدريس والاستراتيجيات المعرفية , ص11 إلى ص18

" في عام 1968 وضعت اللجنة الاستشارية الوطنية للمعوقين في المكتب الأمريكي للتربية تعريفا ً لصعوبات التعلم أصبح بعد تنقيحه متضمنا ً في القانون العام رقم 94-142 عام 1975 الذي دعا إلى تربية جميع الأطفال المعوقين .
وينص التعريف على أن مصطلح ( الأطفال ذوي الصعوبات الخاصة بالتعلم ) يعني أولئك الأطفال الذين يعانون من قصور في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسيه التي تدخل في فهم أو استخدام اللغة المنطوقة , أو المكتوبة , ويظهر هذا القصور في نقص القدرة على الاستماع أو الكلام , أو القراءة , أو الكتابة , أو التهجئه أو في أداء العمليات الحسابية .
وقد يرجع هذا القصور إلى إعاقة في الإدراك , أو إلى إصابة في المخ , أو إلى الخلل الوظيفي المخي البسيط , أو إلى عسر القراءة أو إلى حبسه الكلام . " (2)

(2) زيدان أحمد السرطاوي , عبدالعزيز السرطاوي , صعوبات التعلم الأكاديميه والنمائية , ص14 – ص15

تعريف صعوبات التعلم في المملكة العربية السعودية

" يضم تعريف المملكة العناصر التالية :
1- الاضطراب في عملية أو أكثر من العمليات الفكرية.
2- الاضطراب في فهم أو استخدام اللغة المكتوبة او المنطوقة .
3- الاضطراب في الاستماع , التفكير , الكلام .
4- اضطراب في القراءة والإملاء والرياضيات .
5- أن لا تكون الإعاقات الأخرى كالعوق العقلي أو السمعي أو البصري أو غيرها سببا في ذلك الاضطراب ( وزارة المعارف 1422 هـ ) . "(3)

(3) أبو نيان , ص20