تبرز الحاجة للتطوير والتحديث مع معطيات التقدم العالمي للخدمات المقدمة في التربية الخاصة، وذلك بهدف الأداء العملي بكل يسر وسهولة، ومع ذلك تبقى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة «الإعاقات» تُجبرنا دائماً على المطالبة بأن نوفر لهم أقصى درجات الرعاية والاهتمام، والعمل أيضاً على توفير سبل الحياة الكريمة الهانئة لهم كافة، فما يتم المبادرة إليه بتحقيق احتياجاتهم ومتطلباتهم من خلال توفير السكن والعمل المناسب بواسطة نظام معين للتمتع بتلك المميزات، يأتي عند الثقة بقدرات هؤلاء من الفئات من المجتمع، إننا اليوم نقف بذوي الإعاقات عند نقطة مهمة جداً، ويترتب عليها مستقبلهم ما بعد التعليم والتدريب والتأهيل الذي وفرتها حكومتنا الرشيدة لهم، ولكن ماذا بعد ذلك؟
إننا بصراحة أصبحنا في حاجة إلى مبادرة وإرادة جماعية فاعلة مؤيدة من المسؤولين نحو برامج الدمج وتوسعتها، إذ تقليص برامج التربية الخاصة والنظرة القاصرة نحو دمج هذه الفئة في المدارس أو المجتمع، لتكون لها تبعات سلبية على الجميع «بلا استثناء»، أكثر من وجودها مع أفراد المجتمع، كل ذلك يتحقق عند ثقتنا بإمكاناتهم وقدراتهم .
وليكن الأجدر بدلاً من استنزاف ا لموارد المالية، والضمانات الاجتماعية المقدمة لهم، والتركيز عليها وبذل الجهد والوقت، هو في توفير العمل المناسب لهم من دون قيود أو فوائد مع تقديم الدعم والمساندة المعنوية، ودراسة الجدوى الاقتصادية لأي مشروع «مهما كان مستواه»، ونوعية العمل وأيضاً تقديم النصح والمشورة والتوجيه لهم، ليكون من ذوي الاحتياجات الخاصة نواة من نسيج وطن مبدع خلاّق، بدلاً من أن نخلُق منهم أناساً كأداة معطّلة وطاقة مهدرة، محولين حياتهم إلى وسيلة للقيام بجهود لن نحقق من خلالها نتائج، إذ يبقى الإحباط واليأس والاعتماد على الآخرين لزاماً عليهم، وبذلك لن تكون هنالك انجازات في أن نجعل من أنفسنا شمساً تشرق تبث فيهم نوراً وبهجة في عيون أخوة بل أحبةً لنا في الله، حُرموا من قدرات معينة ولكنهم رُزقوا إمكانات أخرى قد لا نمتلكها نحن الأسوياء، ممّا تبقى لديهم إبداعات أخرى من الممكن رعايتها من خلال الثقة الممنوحة منا لهم، ليكتسبوا عملاً شريفاً يُغنيهم عن السؤال، ولا يُصبحوا عالةً على والديهم وأسرتهم، فيسهم ذلك في دمجهم ويُصبحوا أفراداً منتجين، معتمدين على أنفسهم، مدعومين من أبناء مجتمعهم وطنهم