الدسلكسيا.. وظاهرة التعسر القرائي
الكتاب:الدسلكسيا.. وظاهرة التعسر القرائي
المؤلف:أحمد طلب
الطبعة: الأولى -2010م
عدد الصفحات: 32 صفحة من القطع المتوسط + فيلم
الناشر: دار دنيا الأطفال للنشر
عرض: محمد إمام
في كلِّ يومٍ يتسرب تلاميذ من المدارس, ويهربون من التعليم, خاصةً في الدول الفقيرة, الّتي لا تهتم بالتعليم كما يجبْ, ولا يدرك الآباء والمعلمين فيها أنّهم واجب عليهم أن يستمروا في تعليم أبنائهم, وألا يسْتسلموا للصعوبات الناجمة عن الفروق الفردية بينهم أثناء التعلم.
ومنْ المشاكل الّتي تواجه الآباء والمعلمين أثناء التعليم (صعوبة القراءة) أو الدسلكسيا, وهو ما تناوله الأستاذ أحمد طلب (باحث في طرق التدريس الحديثة وصعوبات التعلم) في كتابه "الدسلكسيا.. وظاهرة التعسر القرائي", الّذي صدر عن دار (دنيا الأطفال للنشر), وهو دليل عملي للأسرة والمعلم؛ مُكون من كتاب مقروء يقع في 32 صفحة, مدعم بالصور, والشروح, وفيلم فيديو مرفق على اسطوانة مدمجة.
10% من سكان العالم مصابون بالدسلكسيا
بداية فكلمة (دسلكسيا) ـ حسب قول المؤلف ـ أصلها يوناني ومعناها (الصعوبة في القراءة), أمّا التعريف الحديث للدسلكسيا فهو: صعوبة تعلم القراءة والكتابة، وخاصة تعلم التهجئة الصحيحة، والتعبير عن الأفكار كتابة, والدسلكسيا تشمل ضعفًا في القراءة أو الكتابة و الإملاء، أو الاثنين معًا، وأحيانًا الرياضيات. وذكر المؤلف أنّه "حسب الإحصائيات فإنّ حوالي 10% من سكان العالم مصابون بــ DYSLEXIA , وفي مصر فتقدر النسبة ـ حسب المتخصصين ـ بحوالي 14%.
وقد قدّم المؤلف عددًا من العناصر الّتي تساعدك في التعرف على تلميذ الدسلكسك, حيث أنّه يختلف عن التلميذ الطبيعي في عدة صعوبات, منها: "صعوبة في التمييز بين اليمين واليسار, صعوبة في تعلم الوقت, صعوبة تعلم ربط شريط الحذاء, صعوبة في اتباع التعليمات, نقل الكلمات بصورة خاطئة من السبورة, عكس الأرقام و الحروف عند الكتابة مثل 6 .2", بالإضافة لعناصر أخرى.
ثم يثير الكاتب سؤال, وهو "هل الدسلكسيا مرتبطة بالذكاء؟", ويجيب على ذلك إجابة مفصلة, منها: أنّ "أكثر ما يميز هذه الفئة هو عدم تعادل قدراتهم في القراءة والكتابة مع قدراتهم العقلية", وذكر أن اديسون (مخترع المصباح الكهربائي), وآينشتاين (صاحب النظرية النسبية), وجراهام بل (مخترع الهاتف)؛ كانوا مصابين بهذا المرض.
كيف تعالج مريض الدسلكسيا
ويقدم المؤلف عددًا من الوسائل العملية الّتي تساعد المعلم على علاج التلميذ المصاب بالدسلكسيا, كـ"تشكيل الحروف بالصلصال", استخدام "السبورة الرملية", و"الكتابة على الساعد", و"الحروف الملونة", و"التدريبات البدنية", و"ألعاب الكمبيوتر" في حدود, و"الكروت التعليمية", وأخيرًا "حفظ القرآن".
كما وضع المؤلف "روشتة" هامة في كيفيّة التعامل مع الطفل الدسلكسي هي "للوالدين في المقام الأول, ثم للمدرسين", حيث وجّه حديثه لهما قائلاً: "أنّه يجبْ أن تقبل الطفل كما هو، ولا تنتظر منه المستحيل, جعل التلميذ يشعر بالاهتمام به كإنسان له خصوصياته, إعطائه الحرية في طرح الأسئلة دون الخوف من الضحك عليه, تشجيعه على التحدث عن مشكلته ونقاط ضعفه, التأكد من أنْ التلميذ يعرف ما هو مطلوب منه بخصوص الواجب، وعدم الإثقال عليه بكثرة الواجبات, لا تطلب من التلميذ أن يقرأ دائمًا قراءة جهرية، حاول أن تبادله الدور, والابتعاد عن الكلمات القاسية مثل: غبي أو متخلف أو كسول ، فهي كفيلة بجرح الأنا لديه".
ونصح المؤلف: "بمداومة القراءة مع الأطفال المتعسرين قرائيًا, بشرط أن تكون هذه القراءة للمتعة", كما أوصى بالثقة في النفس, والتغلب على عدم ثقة الطفل بنفسه, وحذّر الآباء والمدرسين من وضع الطفل الدسلكسي في وضع المنافسة مع أطفالٍ آخرين.
حريٌ بنا أن نذكّر أنّ المؤلف أرفق فيلمًا مطبوعًا على اسطوانة مدمجة مع الكتاب, يحوي تجارب ناجحة في تشخيص وعلاج هذه الحالات, بالإضافة لعدد من الصور الّتي تُبين وسائل تشخيص المرض, ووسائل علاجه.