في بداية عقد الستينيات من القرن الماضي أثارت عدة تقارير اهتمام الدكتور بيرنارد ريملاند وكانت تلك التقارير تتحدث عن نجاح بعض الفيتامينات في تحسين سلوك الأطفال الذين يعانون من التوحد. وقد أخذ الدكتور ريملاند وزملاؤه على عاتقهم التحقق علميا من هذه الادعاءات, ونتيجة لذلك طور طريقة علاجية لاطفا التوحد تعتمد على استخدام الفيتامينات وبعض المواد المعدنية, وهذه الطريقة تعتبر حاليا من الطرق الفعالة لمعالجة بعض الأطفال الذين لديهم توحد
ولقد كثر الجدل فى العشرة أعوام السابقة، حول فائدة مكملات الفيتامين والمعادن فى علاج أعراض التوحد وتحسينها.
فقد أجريت فى فرنسا دراسة Lelard et al 1982 وأشارت نتائج الدراسة إلى أن العلاج بفيتامين "ب6" ينتج عنه تحسن سلوكي فى (15) طفل ضمن عينه قوامها (44) طفل توحدى وفى دراسات أخرى قام بها Martieau et aL 1988 قررت أن خلط فيتامين "ب6" مع الماغنسيوم Magnesieum يُنتج تحسناً أفضل من استخدام فيتامين "ب" بمفرده
ولقد اعتمدت هذه الدراسات على دراسات أخرى تشير إلى أن بعض أطفال التوحد تعانى من مشاكل سوء امتصاص الأطعمة ونقص فى المواد الغذائية التى يحتاجها الطفل نتيجة لخلل فى الأمعاء والتهاب مزمن فى الجهاز الهضمي مما يؤدى إلى سوء فى هضم الطعام وامتصاصه بل وفى عملية التمثيل الغذائي ككل.مما ينتج عنه نقص فى معدلات الفيتامينات الآتيةA B1، B 3، B 5 وبالمثل البيوتين، السلنيوم، الزنك، الماغنسيوم، وبالتالي توصى هذه الدراسات بتجنب تناول الأطعمة التى تحتوى على نحاس على أن يعوضه الزنك لتنشيط الجهاز المناعي. وتوصى أيضاً بعض هذه الدراسات بضرورة تناول كميات كبيرة من الكالسيوم ومن أكثر الفيتامينات شيوعاً فى الاستخدام للعلاج هو فيتامينB والذي يلعب دوراً كبيراً فى خلق الإنزيمات التى يحتاجها المخ، وفى حوالي عشرين دراسة تم إجراؤها فقد ثبت أن استخدام فيتامين B والماغنسيوم الذى يجعل هذا الفيتامين فعالاً ويحسن من أعراض التوحد والتي تتضح فى السلوكيأت الآتية:
- الاتصال العينى.
- القدرة على الانتباه.
- تحسن فى المهارات التعليمية.
- سلوكيات معتدلة إلى حد ما.
ولقد استنتج بعض الباحثين أن الجرعات الكبيرة من فيتامين B ـ 6 (باريدوكسين) عندما يعطى معها المغنسيوم وفيتامينـات ومواد معدنية أخـرى تنجح في معالجة 45 ـ 50% من الأطفال الذين يعانون من التوحد. وقد أثبتت عدة دراسات علمية فاعلية هذه الطريقة في العلاج. وقد وجدت الدراسات أن فيتامين B ـ 6 يجعل الموجات الدماغية طبيعية ويسيطر على النشاط الزائد ويحسن السلوك العام. كذلك فهو يخفض تأثيرات ردود الفعل الحسية العنيفة, وذلك من خلال تقوية جهاز المناعة. وبالرغم من أن مدى التحسن المتوقع يختلف من حالة إلى أخرى فإن لفيتامين B ـ 6 والمغنسيوم فوائد أخرى منها: تحسين اللغة, تحسين أنماط النوم, وتخفيف القابلية للتهيج, تحسين مستوى الانتباه, وزيادة مستوى الدافعية للتعلم, وتخفيف مستوى إيذاء الذات والإثارة الذاتية, وتحسين المستوى الصحي العام.
هذا بالإضافة إلى الفيتامينات الأخرى مثل فيتامين "ج" والذى يساعد على مزيد من التركيز ومعالجة الإحباط - ولضبط هذه المعدلات لابد من إجراء اختبارات للدم فقد تؤدى النسب الزائدة إلى العديد من المشكلات ويكون لها تأثير سام
إن الهدف من العلاج بالفيتامينات هو تحسين السلوك وجعل عملية التمثيل الغذائي في جسم الطفل طبيعية. ومن الملاحظ من خلال الدراسات التي أجريت إن التحسن في سلوك الطفل قد يظهر أحيانا خلال أيام قليلة. وعلى أي حال, غالبا ما تحتاج الفيتامينات إلى: (60 ـ 90) يوما لتبدأ تأثيراتها بالظهور. هذا وينبغي إتباع تعليمات الطبيب المعالج فيما يتعلق بالجرعة ومواعيد تناول الطفل للفيتامينات.
وهنا ناتئ الى الواقع الفعلي لهذه المشكلة فالنتائج التي نتجت عن استخدام هذا النوع من العلاج مازالت ضعيفة ومعظم النتائج لم تكن شفاء كامل بل كان تحسن طفيف جدا لا يذكر واعتمد هذا التحسن فى غالب الأحيان على أراء أولياء الأمور وليس على نتائج بحوث وحتى نتائج البحوث القليلة التي ذكرت وجود تحسن لدى أطفال التوحد نتيجة استخدام هذه الفيتامينات كانت بحوث للشركات المنتجة لهذه الأنواع من الفيتامينات التي تسعى إلى الربح المادي كما نستطيع أن نضيف على ذلك أننا هنا نتعامل مع طفل توحدي فى غالب الأحيان يرفض بشدة تناول هذه الفيتامينات ومهما حاولنا خلط هذه الفيتامينات فى أطعمة أخرى يظل قادر على اكتشافها ويرفض تناولها وسوف يعرف أولياء أمور أطفال التوحد ما أقول لأنهم قد خبروا هذه التجربة وعرفوها فهم لا يستطيعون الاستمرار على هذه الفيتامينات وعند قيام احد الأطباء بكتابة هذه الفيتامينات وطلب الاستمرار عليها لفترات طويلة هو يعطيهم طلب يكاد يكون تعجيزي لا يستطيعون فى غالب الأحيان القيام به وبالتالي لابد من إجراء المزيد من البحوث الدقيقة على هذا النوع من العلاج كما ينبغي البحث عن حلول للمشكلات التي تواجه هذا النوع من العلاج