طفل في الثامنة يحضر لمدرسته بكلبشة عسكرية في قدمه اليسرى!
عوض الفهمي (سبق) الليث:
تفاجأ معلمو وطلاب مدرسة أبو حنيفة الابتدائية بقرية الكفو التابعة لمركز اضم ( 150 كم جنوب محافظة الليث ) مطلع الأسبوع الماضي بطالب في الصف الثاني يبلغ من العمر 8 سنوات وهو يقترب من المدرسة وصوت صلصلة الحديد تخرج من بين قدميه, حيث اتضح لهم مؤخراً أنها كلبشة عسكرية رسمية أحكمت على قدمه اليسرى ولم يستطع فتحها بسبب ضياع المفتاح.
شهود عيان وقفوا على الحادثة أكدوا لـ"سبق" أن الطالب محمد كان يتقدم بخطى متقاربة إلى داخل فناء المدرسة وشاهده زملاؤه الطلاب وبعض من المعلمين وهو يجرجر كلبشة رسمية في قدمه اليسرى في موقف أذهل الجميع وكأنه يقدم نحو ساحة القصاص.
واندهش المعلمون والطلاب من هول الصدمة فقاموا بإبلاغ مدير المدرسة والذي قام بالاتصال بمكتب التربية والتعليم باضم التابع لتعليم الليث وأخذ التوجيهات من رئيس المركز الذي وجهه بعمل محضر رسمي بالواقعة وإبلاغ مركز الإمارة المجاور للمدرسة وتم بالفعل ذلك على الفور.
وقام مركز الإمارة بإبلاغ مركز شرطة اضم والتي قامت بإرسال اثنين من رجال الأمن ليقوما بفتح تلك الكلبشة التي أقفلت على قدم الصغير وفتح ملف التحقيق وأخذ أقوال الطفل الذي أفاد أن والده هو من قام بذلك دون ذكر أسباب معينة.
مصدر أمني بشرطة الليث أكد لـ"سبق" أن القضية تمت إحالتها من مركز شرطة اضم لشرطة المحافظة , حيث تم استدعاء ولي أمر الطالب والذي يعمل رجل أمن بإحدى القطاعات العسكرية بالمحافظة للتحقيق معه , حيث أفاد أنه لم يقم بذلك بل إن الأبناء كانوا يلهون مع بعضهم البعض وقام أحد أشقائه أثناء غيابه عن المنزل بإحكام الكلبشة على قدم شقيقه ثم أضاع المفتاح , نافياً أن يكون ابنه قد تعرض لعنف أسري.
وأكد المصدر أن القضية ستأخذ مجراها رسمياً , بينما أكدت مصادر خاصة مقربة من الطفل لـ"سبق" أن الطفل معروف في القرية بتعرضه هو وأشقائه التسعة للتعذيب الأسري والدليل على ذلك أنه حضر قبل أربعة أيام من حادثة الكلبشة إلى المدرسة وهو في حالة يرثى لها بعد تعرضه لضرب مبرح كاد أن يودي بحياته.
من جهته أكد الدكتور حسين الشريف المشرف على جمعية حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة في اتصال هاتفي أجرته معه "سبق" أن قضايا العنف الأسري تتدخل بها عدة جهات حكومية منها الشرطة وهيئة التحقيق والإدعاء العام والمحكمة الشرعية ثم بعد ذلك الشئون الاجتماعية والشئون الصحية.
وأضاف :"نحن دائماً نؤكد أن الخيط الأول في اكتشاف حالات العنف الأسري هو المدارس والمستشفيات ونحن نهيب بالمعلمين والمعلمات والأطباء أنه في حالة اكتشاف حالة عنف أسري أن يقوموا بإبلاغ الجهات المختصة ".
وتابع :" أما بالنسبة لقضية هذا الطفل فالواجب على المدرسة أن تقوم باتخاذ الإجراءات النظامية وهي إبلاغ مركز الشرطة حيث تقوم الشرطة بالتحقيق مع المتهم وإرسال الطفل للمستشفى للكشف عليه والتأكد من تعرضه لعنف أسري من عدمه, حيث إن الأطباء هم الوحيدون الذين يستطيعون اكتشافه حتى لو مضى عليه فترة زمنية وفي حالة التأكد من تعرضه للعنف الأسري فيحال المتهم لهيئة لتحقيق والادعاء العام ثم بعد ذلك يحال للمحكمة الشرعية لإيقاع العقاب به على أن يشتمل العقاب على برنامج إعادة تأهيل لهذا الأب سلوكياً وتربوياً ونفسياً.
وأردف :"أما الطفل فتبلغ حالته للشئون الاجتماعية لعمل دراسة عن حالته والتأكد ما إذا كان الطفل يحتاج إلى حماية أسرية أو مساعدات مالية وتقوم بعمل برنامج لإعادة تأهيل الطفل وأسرته".
وعن دور جمعية حقوق الإنسان يقول الشريف: "تتابع مثل هذه القضايا أولاً بأول سواء عن طريق القنوات الرسمية أو الإعلام الذي يقوم بمتابعة القضية بشكل مستمر ونحن نولي العنف الأسري اهتماماً كبيراً وقد تم مؤخراً توقيع مذكرة تفاهم بين الجمعية والأمان الأسري للوقوف ضد العنف الذي يتعرض له الطفل أو المرأة وسيكون هنالك حملات توعوية وتثقيفية للأسر في هذا الجانب ".