"شرعان" أول متوحّد يحصل على الثانوية العامة بالإمارات
سبق- متابعة: حصل الشاب عمرو محمد شرعان، أول طالب متوحد يدمج في المدارس العامة داخل الإمارات العربية المتحدة، على شهادة الثانوية العامة بنسبة بلغت 77.1٪، متفوقاً على الكثير من أقرانه من الأسوياء. فيما أوضحت والدته أن الأسرة تبحث حالياً عن جامعة لديها تخصص يتناسب مع قدراته لاستكمال دراسته.
وحسبما ذكرت صحيفة "الإمارات اليوم"، فإن الطالب عمرو محمد السيد شرعان تغلب بإرادته وصبره واحتماله على حالته النادرة وإعاقته المرضية، التي أصيب بها قبل 20 عاماً، وأبدى تفوقاً وتميزاً كبيرين في دراسته وحياته الطبيعية، مؤكدة أنه يتمتع بقدرات عالية تفوق في كثير من الأحيان أقرانه من الأسوياء، وتميزه عن بعض نظرائه من ذوي الإعاقة.
وقال "شرعان" (22 عاما): "أمي أكثر من ساعدني في مشواري التعليمي، والذهاب والعودة من المدرسة والمذاكرة، صحيح أنني كنت أواجه عوائق كثيرة، لكن بعد فترة من الزمن تعودت على مشكلاتي وتجاوزتها، فحصدت مع نهاية دراستي ثمرات التعب والجهد"، مشيراً إلى أنه كان يدرس المنهاج نفسه الذي يدرسه زملاؤه، لكن وفق خطة فردية توضع من مجلس أبوظبي للتعليم ومعلمي الصف ومدرس الظل الخاص به.
وأضاف "أرغب في دراسة الحاسب الآلي أو الإدارة، وأتمنى أن أجد جامعة تقبلني، ويكون بها قسم لمثل حالتي، خصوصاً أنني أمارس إلى جانب الدراسة عملاً إدارياً في مركز الإمارات للتوحد، إذ أقوم بإدخال البيانات في الحاسوب، وأراقب ساعات الدوام لكل شخص في المركز، وساعات العمل الإضافية، إلى جانب تحديد أسماء الغائبين".
وأوضحت أمل جلال صبري، والدة "شرعان"، أن اكتشاف إصابة عمرو بمرض التوحد، وهو في عامه الثاني، حولت مسار أسرته تماماً، فالأب الذي كان يعمل طبيب أطفال حصل على تخصص في الطب النفسي للأطفال، والأم حاملة شهادة بكالوريوس التجارة حصلت على ماجستير في التربية الخاصة، أما الأخ الأكبر فحدد الطب هدفاً له ليتخرج بتفوق في قسم "الجينات" لعله يجد علاجاً للمرض المستعصي على الطب، في حين أن شقيقته درست علم النفس في الجامعة الأمريكية.
وقالت: "صعوبات كثيرة واجهها عمرو طوال الأعوام الماضية، لكنها لم تشكل عائقاً في طريق إتمامه تعليمه، من بينها عدم قدرته على الكتابة والقراءة منذ اليوم الأول للدراسة، إذ تغلب على هذه العقبة حتى أصبحت لديه القدرة على إنهاء واجباته الدراسية كأي طالب متفوق".
وأكدت أنها سخرت كل إمكاناتها لمساعدته، فسافرت إلى الولايات المتحدة من أجل تشخيص حالته، ووضع برنامج لتأهيله للاندماج في المجتمع، ولو بنسبة قليلة، ليتمكن من العيش من دون أن يكون عبئاً على أحد، وحصلت على دورات متخصصة في حالات التوحد، أعقبتها بشهادة الماجستير في التربية الخاصة.
وأوضحت أن الأسرة تنشط حالياً في مراسلة الجامعات في الدولة للسؤال عن الأقسام التي يمكن أن يُقبل بها "شرعان" وتتناسب مع مرضه، وهل توجد في هذه الجامعات خطط دراسية لحالات الاحتياجات الخاصة أم لا.