نظرية الحلقات المفقودة واكتساب اللغة لدى الطفل التوحدى

[خالد بركات]

 

أطرح اليوم عليكم نظرية الحلقات المفقودة وعلاقاتها باكتساب اللغة للطفل التوحدى) و قد عشت مع تلك النظرية لمدة شهور وسنين طويله احاول متأملا أن اثبت صحتها فمن خلال عملى على مدار سنوات عديدة فى مجال تأهيل النطق واللغة للأطفال المصابين بالتوحد لاحظت أن هؤلاء الأطفال حقأ غير متشابهين فى نفس الصفات وجميعنا يلاحظ ذلك بل وقد نجزم بعدم امكانية تصنيفهم الى مجموعات ، ولكن من جانب اللغة فقد لاحظت أن هناك صفات مشتركة بين مجموعات من هؤلاء الأطفال يمكن تصنيفهم من خلالها وبالتالى اتباع الاسلوب الافضل عند تصنيف الطفل أى المجموعات يتبع لها وكى لا أطيل عليكم فسأعرضها بشكل مختصر وفى عدة جوانب وهى

المجمعغة الاولى حساسية الصوت )
هل صادفك طفل توحد لا يتكلم ؟ بالتأكيد ، ولكن هل سألت نفسك لماذا يصر هذا الطفل على الصمت هل يوجد سبب واضح لذلك ؟ ربما نكتفى بالقول لانه توحد وحسب ، أو القول ان هناك نسبه لا تكتسب اللغة ، ولكن لما لا نحاول أن نعيش تلك التجربة بنفسنا ونصبح توحديين للحظات ( قم بوضع السماعة التى بيدك على اذنيك واختر مجموعة أصوات ذات ترددات عاليه واختر أعلى معدل للصوت ثم لاحظ ما حدث لوجهك اذا فاجئك شخص برفع الصوت لاعلى معدل ، ستلقى بالسماعة ارضا او تقطب جبينك خافضا رأسك قليلا ، أو ترتفع يدك بالقرب من أذنك بحركة لا شعورية ، ولكن الا يقوم طفل التوحد بحركات شبيه بتلك عندما يتعرض لصوت مرتفع قليلا كصوت السيارة نعم فهو يرفع يديه ويضغط بها على اذنيه بقوه مشدودا لملامح وجهه بقوه خافضا برأسه حتى تلامس الأرض 0000 نعم هذا ما يحدث مع مجموعة كبيرة من اطفال التوحد ولكن ما الذى حدث لما لم نفعل ما فعله هذا الطفل لما لم يستطع تحمل هذا الصوت رغم اننا تحملناه ( هنا جانب النظرية الاول ) وهو ( حساساية الصوت ) من خصائص بعض هؤلاء الاطفال انهم يرفضون الاستماع لاى صوت رغم سلامة حاسة السمع لديهم ودون الخوض فى السبب فأقرب ما يكون لذلك أن ما يصدر من المخ من اشارات واوامر مضربة تحدث سلوكيات التوحد فانه بالاكيد تصدر تفسيرات خاطئة للأذن تجعلها تفسر الصوت ذو 10 دسيبل بما يساوى 100 ديسيبل ولكن ان تتخيل 70 ديسيبل كم ستصبح بالنسبه لهذا الطفل ربما تفوق صوت القنبله وهذا ما اسميه بحساسية الصوت لدى بعض أطفال التوحد وهى الحلقة الاولى المفقودة المؤدية لعدم اكتساب اللغة فالطفل الذى لم يستمع لم يتكلم حاله حال الأصم ولكن الفرق هنا ان الاصم لا يسمع اطلاقا أما المتوحد فيمكن ان يستمع اذا تم تدريبه غلى تقبل الترددات بشكل مدروس ومتدرج لتحسين عملية تقبل الصوت

هذه هى الحلقة الاولى من النظرية وسيتم عرض باقى الحلقات فى مواضيع أخرى ان شاء الله اتمنى ارائكم حول الموضوع

اعداد
خالد بركات
أخصائى نطق وتخاطب
الجنسية : مصر
الاقامة : أبو ظبى
---------