عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-13-2012, 12:35 AM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي

 

الخدمات الإرشادية والعلاجية

تظهر أهمية معالجة التأخر الدراسي إذا عرفنا أن من بين 100 طالب ما يقرب من 20 متأخرين دراسياً . ويتحدد الأسلوب الإرشادي وفق حالة التأخر الدراسي . فقد يكون التأخر شاملاً لكل المواد الدراسية وقد يكون في مادة دراسية محددة ، وقد يكون طارئاً ، أو قديماً . لذلك لابد من تشخيص الأسباب المؤدية إلى التأخر الدراسي ثم تقديم الأساليب الإرشادية المناسبة :
ويمكن تقسيم الخدمات الإرشادية إلى نوعين :
(1) خدمات وقائية
(2) خدمات علاجية

أولا / الأساليب الوقائية :
وتتمثل في مجموعة الجهود التي تحد من العوامل المسئولة عن التأخر الدراسي ومنها :
التوجيه التعليمي . الخدمات الصحية . خدمات الإرشاد النفسي . الاتصال بالمنزل وأجراء البحوث التربوية التي تكشف اكثر المقررات التي يرسب بها الطلاب . تدريب الطلاب على طرق المذاكرة الجيدة ………….. الخ
وهذه بعض الأساليب الوقائية المقترحة للمرشدين الطلابيين :
أ - تحسن وعي الطلاب لمفهوم التحصيل الدراسي :
الملاحظ أن اغلب الطلاب لا يعون لدرجة كافية معنى التحصيل الدراسي ومحتواه السلوكي ودوره في حاضرهم التنموي والتعليمي ثم مستقبلهم الوظيفي بعد ذلك . وعليه يجب مايلي : تكثيف التوعية للطلاب لأهمية التحصيل الدراسي ومفاهيمه ومقوماته السلوكية وأهميته بالنسبة لمستقبلهم وحاضرهم ويكون ذلك بشتى الطرق من نشرات تربوية وإرشاد جمعي وقائي ………….. الخ .

ب - تحسين العادات الدراسية للطلاب :
وذلك عن طريق تدريب وتعليم الطلاب على تنظيم جدول دراسي يومي يجسد الافضليات والحاجات التحصيلية ثم الترفيهية على ان يكون متناسباً مع العام الدراسي وذلك حسب القدرات الفردية للطالب وظروفه الأسرية .

ج - تحسن الصناعة الذاتية لصناعة القرار :
إن الافتقار إلى القدرة الذاتية على صناعة القرار الذاتي يؤدي إلى القصور عن التفكير والمبادرة والإبداع في صناعة القرار لماذا ؟ لأن كل شئ مقرر سلفاً للطالب وما عليه سوى الاتباع الحرفي للمطلوب .
وتعتبر هذه المهمة من اصعب المهام لأن الطالب لايمكن تحويله في يوم وليلة لإنسان صاحب قرار ومبادرة . ويمكن اتباع الوسائل الإجرائية التالية لتحسن وضع الطالب وذلك طبعاً بمشاركة أسرة الطالب :

qإن لا نعمل أو نقرر للطالب شيئاً يستطيع هو القيام به . ونتركه دائماً يفكر بنفسه ويمارس ذاته يصنع القرار المناسب ينفذ المطلوب ويتحمل في النهاية المسؤولية من النتائج سلباً أو ايجاباً .
qأن نعامل الطلاب بحسب فروقهم الفردية أي ان نتعامل مع الطلاب بأساليب ومعايير تقييمة مختلفة .
qان توفر للطالب فرصاً مناسبة للمارسة الذاتية بمعنى ان نغير من أنشطتنا العامة الجماعية في التربية إلى الفردية المستقلة والمتفاعلة المتعاونة مثل الاتفاقات الفردية ، حل المشكلات
qأن ننمي في الطلاب بالتوعية والتدريب عادات الانضباط الذاتي وإدارة الوقت والأنشطة اليومية المختلفة .
qأن نحرر الطالب من الخوف والتردد من المبادرة إلى التفكير والتصرف . بمعنى أن نقلل لأقصى درجة ممكنة من تعليماتنا وتوجيهاتنا وقيودنا السلوكية ثم نضع أمامهم الحدود للدراسة والحياة شريطة مراعاتهم لمبدئين أساسين هما التفكير الموضوعي و تحملهم المسؤولية لنتائج أعمالهم .
qأن نتحول في تربيتنا وتعاملنا مع الطالب في المدرسة والمنزل من استراتيجية تسميع التفكير إلى إنتاج التفكير. بمعنى أن نحد من تركيزنا على تكرار الطالب لما نقول ونفكر إلى الفهم واختيار ما يناسبه فردياً لمزيد من التفكير والتحصيل .


ثانياً / الأساليب الإرشادية العلاجية : ومنها

qالعلاج المعرفي : وذلك ببناء أفكار إيجابية عن أهمية التعليم ودوره في تقدم الفرد والأمة .
qالتشكيل : حيث يتم تحديد نقاط الضعف في عملية التعلم لمادة معينة . ثم نبدأ بتعليم المتأخر بصورة تدريجية الأساسيات والمهارات اللازمة لتعلم المادة حتى نصل إلى الهدف المطلوب .
qالعلاج التوكيدي : ويقدم هذا الأسلوب للطلاب الذين يرجع تأخرهم إلى عدم ثقتهم بأنفسهم أو بناء أفكار سلبية عن قدراتهم . ويهدف هذا العلاج إلى تنمية الثقة بالنفس وتنمية مفاهيم إيجابية عن الذات .
qالنمذجة : وذلك عن طريق تعليم الطالب عادات دراسية جيدة ، وتنظيم أوقات الفراغ ، وأهمية التعليم ودوره في التقدم والارتقاء من خلال عرض النماذج السلوكية ( عبر الأفلام التعليمية أو التلفزيونية أو بضرب أمثلة من الواقع :
qالتعزيز الإيجابي : أي تقديم المكافآت لنجاحات الطالب سواء كانت مادية او معنوية .
qالإرشاد الأسري : وذلك بمعرفة الأسباب الأسرية المسؤولة عن التأخر الدراسي ووضع خطة يشترك بها المرشد وولي الأمر لعلاج هذا التأخر .
qالعلاج الطبي : ويستخدم لأولئك الذين يعانون من ضعف السمع أو البصر أو الإعاقات أو الأمراض الدائمة التي تعتبر مسؤولة عن تأخر الطالب .وذلك عن طريق الخدمة الطبية المساعدة ( الوحدة الصحية ، التحويل إلى إحدى المستشفيات )
qالإرشاد الاجتماعي : ويتمثل في أحداث تغيرات في بيئة الطالب الأسرية أو المدرسية وإزالة العوائق التي تحول دون التحصيل الدراسي .



نموذج لأسلوب علاجي إرشادي لمشكلة التأخر الدراسي
تتعدد وتختلف الأساليب الإرشادية العلاجية لمشكلة التأخر الدراسي في طبيعتها وأجرائها باختلاف النظرية أو المدرسة النفسية التي تنبع منها . وعلى العموم فأنني اقدم هذا النموذج استناداً إلى المدرسة السلوكية .
1 ) التعرف على حجم المشكلة التأخر الدراسي وتحديدها :
ان اولى المهام التي تواجه المرشد الطلابي هو تحديد نوع مشكلة التأخر الدراسي . مثال لايجب ان نقول احمد طالب متأخر دراسياً ، احمد لايهتم بالمذاكرة . بل يتوجب علينا تحديد نوع المشكلة وحدودها العامة كأن نقول ( احمد متأخراً دراسياً بمادة العلوم والرياضيات ) أو ( احمد لديه صعوبة في المسائل الحسابية ) أو ( احمد لدية تأخر في مواد اللغة العربية فقط )
2 ) الاتفاق مع ولي الأمر والمعلمين على حل المشكلة :
بعد تحديد حجم مشكلة التأخر الدراسي وقوتها يجب ان يتصل المرشد الطلابي بولي الأمر والمعلمين لاتخاذ الأسلوب المناسب للعلاج والذي سيشارك فيه ولي الأمر والأسرة والمعلم والطالب حيث يتم الاتفاق على كيفية العلاج ودور كل واحداً منهم فيه .
3 ) تحديد المعزات أو المنبهات المشروطة لتنفيذ العلاج الإرشادي واستراتيجية تقديمها للطالب :
وهنا قد تكون المعززات والمنبهات المشروطة سلبية تحد من تأخر الطالب أو إيجابية تشجعه عل التقدم والحرص على المذاكرة وعدم التأخر . كما قد تكون مادية كالهديا والرحلات أو نفسية كالمديح وألفاظ التشجيع . وقد تكون خارجية موجهة من المعلم أو المرشد أو الولدان أو الزملاء(1) بعد تحديد المعززات المؤثرة لدى الطالب يلزم تحديد استراتيجية مناسبة لتقديم التعزيز أثناء عملية التعديل بصيغ تتوافق مع حالة وخصائص الطالب النفسية والشخصية ويمكن للمرشد الطلابي اتباع مايلي :
qتحديد جدول التعزيز التي سيستخدمها المرشد لتقديم المعززات .
qتحديد وسيلة تقديم المعززات عند تقدم الطالب الدراسي .
qتحديد الوقت المناسب لتقديم المعززات .كأن يكون مباشرة ( ان يلاحظ المعلم تفاعل الطالب داخل الصف وبهذا يتدخل المرشد ويقدم المعزز بنفس اليوم ) أو متقطع ( في نهاية كل أسبوع )
4 ) توفير البيئة المناسبة للعلاج :
يعمد المرشد في هذه المرحلة إلى تهيئة البيئة المناسبة لإكساب الطالب سلوكيات جديدة من شأنها أن ترفع من مستواه الدراسي ( مثال طالب من أسباب تأخره الدراسي جو البيت غير الهادئ أو تكليفه بواجبات أسرية ثقيلة ومتعددة عندئذ يطلب المرشد من الأسرة توفير الجو الهادئ أو تخيف الأعباء الأسرية عنه ، وإذا كان الطالب يتعرض لضغوط داخل صفه من قبل طالب أو مجموعة من الطلاب فمن باب أولى نقله إلى صف آخر أو نقله من آخر الصف إلى أوله
مما يضطره تحت البيئة الجديدة إلى الانتباه والهدوء العام .



(1)[ارجع إلى آخر المذكرة للاطلاع على استطلاع يمكن المرشد من التعرف على المنبهات والمعززات المؤثرة على طالب دون الآخر ]
5 ) مبادئ هامة لتنفيذ خطة العلاج :
يلزم على المرشد الطلابي إذا أراد الحصول على نتائج فعالة مرعاة المبادئ الهامة التالية :
qالمعاملة الإنسانية للطالب .
qالتنويع في المعززات المستعملة التي تقدم للطالب لغرض الاستمرارية والتشويق .
qاستعمال المرشد للمعزز المناسب لنوع الطالب بالذي يتعامل معه .
qالتعزيز الفوري في حالة حصول نتائج ملموسة لمستوى الطالب الدراسي .
6 ) التقييم :
يتوجب على المرشد خلال عملية العلاج وبعدها اتباع إجراءات تقيمية يتعرف من خلالها بشكل موضوعي على مقدار تقدم الطالب الدراسي . ليستطيع الحكم على مدى تأثير عمليات العلاج الإرشادي .
يستطيع المرشد في هذا الصدد اتباع أسلوب تسجيل ملاحظات وتدوين التغيرات التي تطرأ على الطالب ام بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري .
مثال توضيحي : المتابعة بشكل يومي على افتراض أن طالب متأخر بمادتين :

السبت
الأحد
الاثنين
الثلاثاء
الأربعاء
رياضيات

x



إنجليزي
x

x

x

لاحظ : أن الطالب قد أبدى تفاعلاً في مادة الرياضيات يوم السبت والاثنين والثلاثاء والأربعاء بينما لم يبدئ تفاعلاً في مادة اللغة الإنجليزية الا في يومي الأحد والثلاثاء .
وهنا نشير بعلامة ( ) إلى تحسن المستوى الدراسي وعلامة ( x ) إلى البقاء على نفس المستوى .
ويمكن وضع جدول لاستخدامه مع أكثر من طالب :
اسم الطالب
توحيد
علوم
تاريخ
رياضيات
إنجليزي
كيمياء
فيزياء









بعد الانتهاء من تنفيذ الإجراءات التي يراها المرشد الطلابي يكون على بينة وعلم بتحسن مستوى الطالب الدراسي أم لا . ويسهل عليه الدقة في متابعة عمله ومعرفة نتائج اجرائته .

 

رد مع اقتباس