عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 02-19-2010, 05:27 PM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي

 

تفسير النتائج ومناقشتها:
جاءت نتائج الدراسة مؤكدة فاعلية البرنامج الإرشادى فى خفض الضغوط النفسية لدى الأمهات بعد تطبيق البرنامج ، مما يؤيد الفرض الأول من فروض الدراسة. كذلك جاءت النتائج مؤكدة استمرارية فاعلية البرنامج فى فترة المتابعة مما يؤيد الفرض الثانى من فروض الدراسة.
وترجع هذه النتائج فى رأى الباحث إلى أن الأمهات قد أبدت الرغبة القوية والاستعداد للمشاركة فى البرنامج الإرشادى للتخلص من الضغوط النفسية التى يعانين منها ، مما أتاح للباحث ممارسة الجلسات بطريقة تتسم بالإيجابية حيث لوحظ مدى تفاعلهن واندماجهن فى جلسات البرنامج وتشوقهم لمزيد من المعلومات حول الإعاقة السمعية والضغوط النفسية.
كما أن البرنامج الإرشادى عبر فنياته كان له دوراً مهماً فى تبصير الأمهات بالإعاقة السمعية وتأثيراتها على أطفالهن ودورهن فى التخفيف من تلك التأثيرات ، والضغوط النفسية التى يتعرضن لها وكيفية التغلب عليها ، كما ساعد الأمهات على تعديل أفكارهن ومفاهيمن الخاطئة المرتبطة بإعاقة أطفالهن إلى أفكار ومفاهيم سوية وإيجابية . وتنمية أساليب المعاملة الوالدية السوية ... فضلاً عن ذلك فقد أتاح لهن التنفيس بحرية عن انفعالاتهن ومواجهة الصراعات العميقة الكامنة لديهن ... الأمر الذى تمخض عنه خفض الضغوط النفسية لدى الأمهات.
كذلك فإن تواجد الأمهات مع بعضهن فى جلسات جماعية أحدث تغييراً فى سلوكهن وفى علاقاتهن إلى الأفضل حيث أتاح لهن تبادل المشاعر والمشورة والخبرة وفرص للحوار والتنفيس وتكوين علاقات قوية مع بعضهن البعض (مساندة اجتماعية) ، مما ساعدهن على تحمل الضغوط النفسية الواقعة عليهن ، ومواجهة المشكلات ، والتماسك والشعور بالأمان وزيادة الوعى لديهن.
كما أن البرنامج الإرشادى له دور فى تعريف الأمهات بالدعم المجتمعى وضرورة الاستفادة منه لتسهيل عملية التعايش مع إعاقة أطفالهن حيث تم تبصيرهن بجمعيات رعاية التأهيل الاجتماعى للمعوقين وأهمية الاشتراك فى عضويتها وحضور الندوات والدورات التى تتناول طرق التواصل مع أطفالهن . وكذلك دور التليفزيون بما يقدمه من برامج لأطفالهن ومشكلاتهن ، فضلاً عن تبصيرهن بدور مدرسة الأمل للصم وضعاف السمع فى تأهيل أطفالهن مهنياً حسب قدراتهم وإمكاناتهم .
فقد أوضحت دراسة كل من عبد العزيز الشخص وزيدان السرطاوى (1998) احتياج أولياء أمور الأطفال المعاقين إلى الدعم المجتمعى لمواجهة الضغوط النفسية الناجمة عن إعاقة الأبناء.
ومن هنا أتت النتائج لتؤكد لنا فاعلية البرنامج الإرشادى فى خفض الضغوط النفسية لدى الأمهات بعد تطبيق البرنامج.
وتتفق هذه النتائج مع نتائج بعض الدراسات من قبيل دراسة جرينبرج Greenberg (1983) التى توصلت إلى أن البرنامج المستخدم له تأثير دال فى خفض الضغوط النفسية لدى الأمهات.
أما عن فترة المتابعة فإن شعور الأمهات بالرضا والسعادة عندما يمارسن ما تعلمنه فى الجلسات من أساليب ومسالك سوية فى الواقع ، وما لمسنه من تحسن فى سلوك أطفالهن كان بمثابة دافع لهن إلى المزيد والتكرار لهذه الأساليب والمسالك.
ومن ثم فإن هذه النتائج تكشف لنا أيضاً عن استمرارية فاعلية البرنامج الإرشادى فى خفض الضغوط النفسية لدى الأمهات فى فترة المتابعة.
ومن ناحية أخرى ، فقد أيدت نتائج الدراسة وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطى درجات مجموعة الأطفال ضعاف السمع قبل وبعد تطبيق البرنامج الإرشادى على أمهاتهم ، وذلك على قائمة تقدير التوافق لصالح الأطفال بعد تطبيق البرنامج على أمهاتهم ، مما يؤيد الفرض الثالث من فروض الدراسة . كذلك أيدت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطى درجات مجموعة الأطفال ضعاف السمع بعد تطبيق البرنامج على أمهاتهم ، وبعد فترة متابعة البرنامج ، وذلك على قائمة تقدير التوافق لصالح الأطفال بعد فترة متابعة البرنامج على أمهاتهم ، مما يؤيد الفرض الرابع من فروض الدراسة .
ويعزى الباحث التحسن الذى حدث فى توافق الأطفال بعد تطبيق البرنامج على أمهاتهم واستمرار هذا التحسن لديهم إلى ما بعد فترة المتابعة، بأنه فى حقيقة الأمر انعكاس إيجابى لانخفاض الضغوط النفسية لدى أمهاتهم من خلال البرنامج المستخدم. فانخفاض الضغوط وما ترتب عليه من تواصل الأمهات مع أطفالهن و تعديل لأفكارهن ومفاهيمهن الخاطئة المرتبطة بإعاقة أطفالهن إلى أفكار ومفاهيم سوية وإيجابية ، وكذلك تعديل لأساليب المعاملة الوالدية غير السوية إلى أساليب سوية ... كان له تأثير إيجابى فى تحسين توافق هؤلاء الأطفال وتواصلهم مع الأسرة والبيئة التى يعيشون فيها ، فقد عبرت الأمهات عن ثقة أكبر فى قدراتهن على التواصل مع أطفالهن ورضاهن عن علاقتهن بأطفالهن.
فضلاً عن ذلك فإن إدراك الطفل وشعوره بالتقبل والتقدير والأمان والثقة من الأسرة عامة والأم خاصة جعله يشعر بأنه مقبول اجتماعياً وله دور فعال داخل الأسرة وخارجها وأن ما يسلكه من سلوك ملائم له هدف وقيمة ومعنى فى الحياة.
ويوضح كل من وارن وهنستاب Warren & Hasenstab (1986) أنه لا يمكن الحد من الإعاقة السمعية نفسها ، ولكن من الممكن تحسين التوافق للطفل ذى الإعاقة السمعية، وذلك بتبصير الوالدين بمشاكل الطفل وحاجاته ، وإكسابهما اتجاهات إيجابية فى تربيته.
(Warren & Hasenstab, 1986:293)
كما يشير كل من كالدرون وجرينبرج Galderon & Greenberg (1999) إلى أن وجود طفل معاق سمعياً فى الأسرة يعد مصدرا مستمرا للضغوط ، وأن تغلب الوالدين على هذه الضغوط يؤثر بشكل إيجابى على التوافق الأسرى ونضج الطفل المعاق.
(Calderon & Greenberg, 1999:8)
وهكذا كان من المعقولية أن يتمخض عن انخفاض الضغوط النفسية لدى الأمهات ارتفاع فى مستوى التوافق لدى أطفالهن ضعاف السمع.
وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسات عديدة من قبيل دراسة بريورو آخرون Prior, et al (1988) التى أكدت على أن تدعيم ومساندة أمهات الأطفال المعاقين سمعياً اللاتى يعانين من القلق والاكتئاب والمشكلات العامة يعد أمراً مهماً لمنع سوء التوافق السلوكى لدى أطفالهن.

 

رد مع اقتباس