عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 07-06-2010, 06:43 PM
عاطف عثمان حلبية عاطف عثمان حلبية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 121
افتراضي

 


14- وجدت بالاتفاق مع زوجي طريقة لتنظيم الامور بحيث يريح كل منا الاخر ، وعدت للانفتاح علي الاخرين ، توقفت عن الصراخ وبدأت اتعلم كيف اساعد طفلي

15- كان العامين اللذين تليا تشخيص ابني بالتوحد اصعب سنوات حياتي ، عندما تم تشخيص ايريك بالتوحد كانت ابنتي عمرها ستة اسابيع ، وكان النوم بالنسبة لي نوعا من الرفاهية ، كانت وظيفة زوجي وظيفة تسبب الضغط النفسي

16- لازال طفلي ايريك هو اجمل طفل في العالم ولكنني بدأت اقوم بتحليل جميع تصرفاته ، لماذا يتصرف التصرف الفلاني ؟ هل هذا جزء من التوحد ؟ هل تسوء حالته؟ لم يكن يمكنني ان اهدأ لحظة واحدة

17- كنت اقوم بتعليمه في المنزل ، وبدأت في استخدام العلاج السلوكي واللفظي ، وكان يذهب الي حضانتين ، احداهما عادية والاخري لتعليم التخاطب

18- كان يتحسن ولكنني اجهدت تماما ، احسست انني اقيم في سيارتي وليس لي منزل ، بمساندة زوجي والعائلة والامهات الذين تعرفت بهم استطعت ان اعيد تنظيم حياتي والتحكم فيها من جديد

19- كان تجمع الامهات يضم خليك من جميع خلفيات المجتمع ، كان اغلب المرضي من الاولاد الذكور ، من مختلف الاعمار ومختلف مناطق طيف التوحد وبعضهم كان يعاني تخلف عقلي وكان يوجد فصول مختلطة للاطفال العاديين مع المرضي وفصول اخري خاصة بالتوحديين

20 - كان الامهات لديهن نقاط تشابه ، كنا جميعا مجهدات من قلة النوم ومن كثرة العلاجات للاطفال كنا جميعا نشعر بالذنب ، وكنا نتبع الامهات الرائدات قبلنا الذين حاربوا العالم من اجل حقوق التوحديين

21- لقد كنا الجيل الذي قبل الانترنت وذلك الطوفان من العلاجات والمعلومات لم يكن متاحا ، كل منا كانت تحتاج الاخري وبقيت صداقتنا حتي الان

22- كان ايريك يصرخ حين يتغير اي شيء من حوله ، وكان احيانا يستمر في الصراخ لعدة ساعات ، حتي لو كان مجرد انني غيرت الطريق الي حضانته او الي البقالة ... ، نهاية العالم بالنسبة له كان ان اتأخر في فتح التلفزيون بعد ثوان من بدء البرنامج الذي يشاهده ، والاهم من ذلك انه احيانا كثيرة لم اكن اعرف لماذا يصرخ

23- لم يكن ممكنا ان نفعل اي شيء قبل ان نعرف رد فعل ايريك وبالطبع كان يلزم ان نسأل حول رد الفعل هذا ، واصبحت حياتنا مقولبة وروتينية واحتبسنا في المنزل اكثر واكثر ، ومع مرور الوقت بدأت الامور تنفرج شيئا فشيئا

24- بدأت افهم ماهو التوحد ، والاهم من ذلك فهمت من هو طفلي ايريك وكيف يتصرف ،

بدأ ايريك يتحدث وتتطور لغته واصبح التواصل معه اكثر سهولة وبدأت المشكلات تقل في حياتنا ، ومع دخول ايريك الي المدرسة العامة بدأ فصل جديد من حياتنا

25- كنت خائفة ان ينضم اريك الي مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة حيث يبتعد عنه جميع الاطفال العاديين ، ولكن اريك انضم الي الفصل الخاص بالتوحديين في المدرسة العامة ، كان بالفصل خمسة اطفال مع المعلمة والمساعدين ، كانت فكرتي عن تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة خاطئة

26- كان الفصل مخصص لاطفال التوحد ذوي الوظائف المرتفعة ، والذين لايمكن ضمهم مع بقية التوحديين ولا مع العاديين ، قضي ايريك عامين في ذلك الفصل وكانا من اهدأ الاعوام في حياتي

27- في العام الثالث تم الحاق ايريك بفصل للاطفال العاديين ، كان هذا العام هو اصعب الاعوام العشرة التي قضاها ايريك في التعليم مع الاطفال العاديين

28- كان يجب علي ان اقوم بنقل المعلومات عن ايريك وعن التوحد للمدرسيين العاديين ، وكان اغلبهم متعاون ومهتم

29- ايريك الان عمره 22 سنة ولم تكن هناك مشكلات تذكر في فترة المراهقة باستثناء انه كان من الصعب ان يجد اصدقاء يقبلونه

30- الان ايريك في الجامعة ويدرس علم الانسان ، وعلم الحيوان ، انه يقيم في مدينة الطلاب ولانراه الا في عطلة نهاية الاسبوع ، لازال بقايا التوحد عالقة به ، احيانا يتحدث مع نفسه ، احيانا يكون هادئا لدرجة غير طبيعية ، وهو لازال غير اجتماعي في حياته ويفضل العزلة ، لايتحدث الا للرد علي من يحدثه ، لايبدأ هو ابدا بالحوار

31- يجب ان يعلم والدي التوحدي ان الحياة ستتغير الي الافضل بعد فترة ، ليس لان الامور ستصبح اسهل وانما لاننا سنصبح اقوي واقدر علي استعادة زمام حياتنا واتخاذ القرارات الصحيحة

32- نعم كنا خائفين من المستقبل ولكن كان هناك اشخاص يجب استشارتهم واجراءات يجب فعلها ودروس يجب تعلمها

 

رد مع اقتباس