عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-10-2011, 11:16 AM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي

 

مشكلـــة الدراســـة :

تعد القراءة أهم قناة اتصال بين الفرد والعالم، إذ إنه لا يوجد نشاط أو عمل يقوم به الفرد، أو سلوك إلا وكانت القراءة أساساً له، لذا فإن أي اضطراب يعوق تعلم القراءة واكتسابها، يؤدي إلى مشكلات أكاديمية أخرى. إذ تنخفض قدرة الفرد على تعلم المواد الدراسية الأخرى، مما يؤدي إلى تولد مشاعر الإحباط، وانخفاض تقييم الذات، مما ينشأ عنه عزلة الطالب عن أقرانه في المدرسة، وربما يؤدي إلى ترك الطالب للمدرسة، وبالتالي فقد يكون هذا الاضطراب سبباً مباشراً لما نسميه الآن ظاهرة التسرب من المدرسة ، والتي تزداد يوماً بعد الآخر.

وتعكس النظرة إلى حجم ظاهرة الاضطراب القرائي في بعض دول العالم ضخامة المشكلة على المستوى العالمي ومدى خطورتها، وبالتالي ضرورة أخذه في الاعتبار، والاهتمام بها والسعي الجاد لإيجاد الحلول المناسبة لها، ومن هذا المنطلق يشير ماكجينز وسميث McGinnis & Smith إلى حجم مشكلة الاضطراب القرائي في الولايات المتحدة بأن 15% من تلاميذ المدارس في الولايات المتحدة يعانون من الاضطراب القرائي (In: MuGinnis & Smith, 1982:3) .

أما معدل انتشار هذا الاضطراب في الوطن العربي فتتراوح نسب انتشاره من 5-10% بين الأطفال ذوي صعوبات التعلم مما ينذر بعدم الاستفادة منهم في المستقبل كمواطنين متعلمين يسهمون في نهضة الوطن، كما يترتب علي اضطراب القراءة زيادة في نسبة الأمية مما يمثل مشكلة أخري في المجتمع . (غادة عبد الغفار ، 2003).

أما في الكويت فقد قامت الرابطة الكويتية للدسلكسيا بالتعاون مع وزارة التربية في عمل دراسة حديثة على عينة عشوائية من مخرجات المرحلة الابتدائية والمتوسطة شملت 1754 من تلاميذ الصف الرابع الابتدائي والأول متوسط ، حيث توصلت الدراسة إلى نسبة التلاميذ المصابين باضطراب القراءة هي ( 6.29 % ) ( الرابطة الكويتية للدسلكسيا ، 2003 ) . ( في : صلال المسعد واحمد الهولي ، 2002 : 16 )

وأكدت عديد من الدراسات السابقة على أهمية الدور الذي يلعبه الوالدان في شخصية الطفل وتوكيده بذاته ومدى الارتباط بين ذلك ونسبة تحصيله وتعثره الدراسي ، كما أكدت هذه الدراسات على ضرورة تزويد الوالدين بالنتائج المباشرة لسلوك الطفل غير السوي لما لها من أثر فعال في تعديل سلوك الطفل، فاستجابات الوالدين الصحيحة والفعالة التي تصدر بعد ظهور سلوك الطفل يكون لها تأثير كبير في تعديل سلوك الطفل غير السوي.
(Katherine, 1991; Richman et al., 1994; Morris,2007 and Heiervang , 2001)


وبالتالي يمكن صياغة مشكلة الدراسة في عدد من التساؤلات كما يلي:
1-ما مدى الفروق بين متوسط درجات أفراد العينة من الأطفال الذين يعانون من اضطراب القراءة والذين لا يعانون من اضطراب القراءة في أساليب المعاملة الوالدية (التشجيع ، توجيه الأطفال ، القبول الوالدي ، الحماية الزائدة ، بث القلق ، الإهمال ، الرفض ، القسوة ، التحكم ، التذبذب ، التفرقة ) ؟

2-ما مدى الفروق بين متوسط درجات أفراد العينة من الأطفال الذين يعانون من اضطراب القراءة والذين لايعانون من اضطراب القراءة في تقدير الشخصية(العداء/العدوان، الاعتمادية، التقدير السلبي للذات، نقص الكفاية الشخصية، نقص الثبات الانفعالي، نقص التجاوب الانفعالي النظرة السلبية للحياة) ونقص توكيد الذات؟

3-ما مدى العلاقة بين أساليب المعاملة الوالدية اللاسوية وكل من خصائص الشخصية السلبية ونقص التوكيدية لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب القراءة؟

4-هل يمكن التنبؤ باضطراب القراءة من أساليب المعاملة الوالدية اللاسوية (الرفض، الحماية الزائدة، التحكم ، الإهمال ، التذبذب، التفرقة)؟

5-هل يمكن التنبؤ باضطراب القراءة من خصائص الشخصية السلبية (العداء/العدوان الاعتمادية ، التقدير السلبي للذات ، نقص الكفاية الشخصية، نقص الثبات الانفعالي ، نقص التجاوب الانفعالي ، النظرة السلبية للحياة ) ونقص التوكيدية؟

أهداف الدراسة :

تسعى الدراسة الحالية إلى الوصول للأهداف التالية :

1-الكشف عن الفروق بين متوسط درجات أفراد العينة من الأطفال الذين يعانون من اضطراب القراءة والذين لا يعانون من اضطراب القراءة في أساليب المعاملة الوالدية (التشجيع ، التوجيه للأفضل ، القبول الوالدي ، الحماية الزائدة ، بث القلق ، الإهمال ، الرفض ، القسوة ، التحكم ، التذبذب ، التفرقة ) .

2-الكشف عن الفروق بين متوسط درجات أفراد العينة من الأطفال الذين يعانون من اضطراب القراءة والذين لا يعانون من اضطراب القراءة في تقدير الشخصية(العداء/العدوان، الاعتمادية، التقدير السلبي للذات، نقص الكفاية الشخصية، نقص الثبات الانفعالي، نقص التجاوب الانفعالي النظرة السلبية للحياة) ونقص توكيد الذات .

3-فحص العلاقة بين أساليب المعاملة الوالدية اللاسوية وكل من خصائص الشخصية السلبية ونقص التوكيدية لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب القراءة.

4-معرفة مدى إمكانية التنبؤ باضطراب القراءة من أساليب المعاملة الوالدية اللاسويه (الرفض، الحماية الزائدة، التحكم ، الإهمال ، التذبذب، التفرقة).

5-اختبار مدى إمكانية التنبؤ باضطراب القراءة من خصائص الشخصية السلبية (العداء، العدوان الاعتمادية ، التقدير السلبي للذات ، نقص الكفاية الشخصية، نقص الثبات الانفعالي ، نقص التجاوب الانفعالي ، النظرة السلبية للحياة) ونقص التوكيديه.

6-فتح آفاق جديدة للباحثين والدارسين في ميدان اضطرابات القراءة .

أهـميـة الدراســة :

ترجع أهمية البحث الحالي إلى الجانب الذي يتناوله بالدراسة من محاولة لفهم الارتباط بين عدد من المتغيرات النفسية لدى فئة مضطربي القراءة ومقارنتهم بالعاديين مما يفسح مجال خصب للوقوف على خصائص هذه الفئة المهمة في مجتمعنا .
ولقد أكدت الدراسات على أن الطفل الذي يعاني من اضطرابات القراءة هو من ذوي الذكاء العادي أو فوق المتوسط ، وربما العالي . ومن ثم فإنه يكون أكثر وعيا بنواحي فشله الدراسي في المدرسة ، كما يكون أكثر استشعارا بانعكاسات ذلك على البيت ، حيث يدعم فشله المتكرر الاتجاهات السالبة نحوه من قبل والديه ( فتحي الزيات ، 1998 : 214 – 216 ) وبالتالي قد يختلف أسلوب معاملة الوالدين للأبناء من هذه الفئة عنه لدى العاديين فقد يغلب عليه أسلوب التشدد والصرامة أو التجاهل والإهمال نتيجة للفشل الدراسي المستمر ومن ناحية أخرى فقد يكون اضطراب القراءة نتيجة لأساليب المعاملة الوالدية السلبية (الرفض، الحماية الزائدة، التحكم ، الإهمال ، التذبذب، التفرقة)

كما تكمن أهمية الدراسة الحالية في عدد من النقاط الأخرى تتلخص فيما يلي :

1- اهتمامها بعدد من المهارات الهامة في حياتنا اليومية ومنها مهارة القراءة ، حيث لإن الاضطراب في هذه المهارات يمثل مشكلة كبيرة للفرد والأسرة والمجتمع، بل إن اضطراب القراءة قد يؤدي إلى فشل الطفل في تعلم باقي المواد ، ويرى بعض العلماء أنها قد تكون من أهم المهارات في بداية تعلم الأطفال ، وتتراوح نسب انتشار هذا الاضطراب من 5-10% بين الأطفال مما ينذر بعدم الاستفادة منهم في المستقبل كمواطنين متعلمين يسهمون في نهضة الوطن، كما يترتب علي اضطراب القراءة زيادة في نسبة الأمية مما يمثل مشكلة أخري في المجتمع
(غادة عبد الغفار ، 2003).

2- يمثل اضطراب القراءة مجالاً خصباً للمعلمين والمهتمين في مجال اضطرابات اللغة في مساعدتهم في التعامل مع الأطفال ذوي الاضطرابات اللغوية والكلامية وذلك من خلال كشف العلاقة بين اضطراب القراءة وبين أساليب المعاملة الوالدية غير السوية وكذلك علاقة اضطراب القراءة ببعض خصائص الشخصية السلبية، ومعرفة مدي إمكانية التنبؤ باضطراب القراءة من أساليب المعاملة الوالدية اللاسوية ومن خصائص الشخصية السلبية.

3- يمكن الاستفادة من نتائج الدراسة الراهنة في أدبيات البحث النظرية المتعلقة باضطرابات القراءة والعوامل المؤدية إليه حتى يمكن في المستقبل وضع برامج إرشادية وعلاجية تراعي ما توصلت إليه هذه الدراسة .

 

رد مع اقتباس