عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-16-2009, 02:23 AM
الصورة الرمزية ندى الزهر
ندى الزهر ندى الزهر غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 29
افتراضي

 

رحل "زوزو" وتحول إلى طعامٍ للحدأة
بكينا عليه كثيراً، وسالت دموعنا الغزيرة على مناقيرنا الصغيرة
ليلتها؛ استيقظت لأسمع أمي الحنونة تبكي بصوتٍ خافت، وأبي يواسيها بصوتٍ حزين
بعد هذه الحادثة الشديدة؛ علمت أن في الدنيا أخطاراً ومصاعب
وأن من لم يسمع كلام الناصحين –وأمه وأبيه خاصة- سوف يندم، كما تعلمت ألا أسخر من أحدٍ أبدا..

ومرت الأيام أصدقائي.. وبدأت وإخوتي نكبر وننمو رويداً رويدا
وأثناء ذلك؛ كنت أطالع حياة العم علي وأحواله، وأراقب ما يحيط به
فقد كان يعيش في منزله الجميل وحيداً، ماتت زوجته قبل عامٍ كما أخبرتني أمي
وله أقارب في قريةٍ مجاورةٍ يأتون لزيارته دائما، وأرى أنه يحبهم كثيرا، ونحن نسعد بهم معه إذا جاؤوا
فقد كان أطفالهم يأتون ليطعموننا القمح بأيديهم، ويلعبون معنا برفق..
أما أهالي قريته فلم نكن نراهم
وقد سمعت العم علي يخبر أحد أقاربه عنهم، ويقول أنهم اشتغلوا بالزراعة وكسب الأموال
وتركوا من أجلها صلة الرحم وزيارة الجار، والتي أمرنا الإسلام بها!..
وأمي دائماً تحذرنا منهم، وتذكرنا يوم أن أتى للحقل بعض أطفالهم وجعلوا يرموننا بالحجارة
ولولا أن سمع العم علي صياحنا وخرج لينقذنا ويطردهم لقضوا علينا..

وللعم علي أحواضٌ صغيرةٌ يهتم بها كثيرا
وقد زرع فيها بعض الحبوب والورود والرياحين، وأمي تنهانا دائماً أن نعبث بها
فالرجل الذي يعاملنا بإحسانٍ يجب أن نحسن إليه وألا نفعل ما يزعجه

واليوم أصدقائي حدث أمرٌ غريب
فقد استيقظنا كالعادة مبكرين وخرجنا للحقل، ونحن بانتظار العم علي الذي ينهي إفطاره ثم يخرج لأحواضه يسقيها ويشذبها
بينما نتسابق وإخوتي إليه ونظل نتقافز ونشدو حوله معبرين عن حبنا الكبير له
ولكن مر الوقت ولم يخرج العم علي من منزله، انتظرناه حتى أشرقت الشمس وارتفعت ولم يطلع بعد...
شعرنا بالقلق الشديد عليه وظللنا نراقب منزله طيلة الصباح!..
وعندما أذن لصلاة الظهر، ولم يسرع العم علي للمسجد كعادته، أيقنت أن أمراً قد حدث له...

ولم اشعر بنفسي إلا وقد تسللت لمنزله أبحث عنه، وانظر في كل مكان..
وأخيراً رأيته مستلقياً على فراشه تبدو عليه آثار المرض والتعب الشديد!..
سرت نحوه وهو مغمضٌ عينيه، وعندما أحس بحركتي فتح عينيه، فلما رآني ابتسم ومسح بيده على ظهري بلطف
شعرت بالفرح الشديد وقد رأيته سالماً، وزاد فرحي لما رأيته سعد بوجودي بجانبه
لكن كل ذلك لا يغني
فقد بقيت المشكلة الكبيرة التي لا أستطيع حلها
وهي كيف أستطيع أن أحضر له من يهتم به ويأخذه ليعالجه؟..
.
.

 

رد مع اقتباس