عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-26-2008, 02:42 AM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي لماذا السمع أكثر أهمية من البصر؟؟؟

 

لماذا السمع أكثر أهمية من البصر؟؟؟

أ.د سعود الثبيتي

من الحقائق المعروفة جيدًا أن الصمم الكلي أو الجزئي يقود إلى إعاقة مستوى التطوراللغوي كما قد يؤثر على المجالات الأخرى العديدة، وهذا يؤثر على التطور الانفعاليوالمعرفي بشكل عام بينما قد يواجه العمى بعض الصعوبات في التعرف على العالم المحيطبهم إلا أن الصم لا يقدرون على التواصل بوسائل لغة البشر المألوفة، لغة الإشاراتمعروفة ومستخدمة من قبل أقلية صغيرة من الأفراد كما يمكن استخدامها داخل حدود معينةإلى درجة أنها تتباين من قطر لآخر ومن لغة لأخرى، ومن ناحية أخرى فإن العُميَقادرون على استخدام حاسة السمع لديهم على الوجه الكامل وقادرون على القيام بتبادللفظي ذي معنى، لذا يتبين لنا ـ على العديد من الأصعدة ـ أن السمع أكثر أهمية منالبصر.
لحاسة السمع علاقة لصيقة للغاية مع بعض الصور الحسية الأساسية، على وجهالخصوص الحساسية الداخلية للمكان Spatial internal sensitivity مثل: (أ): حاسةالسكون. (ب): حاسة الحركة، وعلى الرغم من أن حاسة السكون قد لا تشتمل على تغيير،فإن حاسة الحركة لا بد أن تمر بتغيرات متباينة وفقًا للسياق الذي تعمل فيه، وعلىالنقيض من ذلك فإن حاسة البصر، فضلاً عن أهميتها الواضحة، تعجز عن تحقيق الإدراكالمعقد المتعدد الاتجاهات الذي يمكن أن تحققه حاسة السمع، فالبصر يعمل في مدى محدودللغاية بينما يمتد السمع ويتجاوز ذلك المدى.

والأذن البشرية أكثر دقة فيتحليلها لصفات الصوت (والضجيج) من العين في تحليلها لظلال الألوان وصفات الضوء،وتعجز العين على سبيل المثال عن تحليل الألوان المركبة فيما يخص مكوناتها غير أنالأذن قادرة على تحليل الوحدات الصوتية المعقدة بما في ذلك الضجيج الذي يحدث فيالخلفية، وعلى هذا النسق فإن للأذن ميزة إضافية على العين فيما يتعلق بمقدرتهاالفائقة على تحليل الأصوات السمعية أو الشفوية عالية التعقيد وظاهرة الصوت/الضجيج (Voss,1972:16ـ21).
إن الإدراك السمعي أكثر تحررًا من آثار الخداع الإدراكي (والأوهام الإدراكية) من الإدراك البصري. وتعتبر الخداعات الإدراكية الأكثر شيوعًاهي الخداعات البصرية بينما تكمن الهلاوس الأكثر شيوعًا في الخداعات السمعية، ويعنيهذا أن البصر قابل لأن يخطئ في ظروف الإدراك العادية بينما حاسة السمع ـ في الظروفغير العادية ـ أكثر عرضة للخطأ في حالات الشذوذ الإدراكي والحالات المرضية (Robinson,1972). وعليه فإن مزايا السمع تميل أكثر إلى الموضوعية في طابعها عندمايتعلق الأمر بالنظر والتمعن في العالم الخارجي ووصفه فيما يخص السلوك الإدراكيالعادي، وفقط في حالات المضطربين عقليٌّا تكف حاسة السمع عن العمل على الوجهالسليم.
من ناحية أخرى حتى وإن كان الشخص الأصم قادرًا على الإبصار فإنه عاجزعن الارتباط مع أعضاء جماعته الكلامية بنفس السهولة التي يستطيع بها الشخص الأعمىالتواصل عبر اللغة نتيجة لهذا فإن لغة الأصم أقل تطورًا من لغة الأعمى حيث إنالصمم، سواء كان جزئيٌّا أو كاملاً غالبًا ما يعوق التطور اللغوي ويؤثر سلبًا علىالتفاعل التواصلي السليم بين أعضاء شتى المجموعات الاجتماعية.


تثبت لنا هذهالحقائق أن:
1 ـ نظام الإدراك السمعي البصري للبشر لا يكتسب ولكنه بالأحرى فطريذو أهمية محددة فيما يتعلق باللغات.
2 ـ السمع والبصر بالنسبة لإدراك البشريمثلان وجهين لعملة واحدة ويؤديان إلى اكتساب المعرفة على الوجه الأمثل، وبهمانستطيع تأمل أعظم آيات الله ـ جل جلاله ـ في إحدى جوانب السلوك البشري ألا وهو تعلماللغات والقرآن الكريم بتمييزه للسمع والبصر على غيرهما من الحواس الإنسانية الأخرىفإنه يطلب من الإنسان تحقيق الاستفادة البناءة العظمى من هذه النعمة التي منحهاالله ـ سبحانه وتعالى ـ وذلك لأن الإنسان يستطيع من خلالها أن ينفذ إلى عالمالأشياء والرموز معًا. لهذا يجب أن تحتوي المواد التعليمية المستخدمة في الاستماعللغة الثانية على معلومات سمعية وبصرية. وهنا يتجلى إعجاز القرآن في ذكر السمعوالبصر متلازمين بنفس التتابع وذلك لاكتساب المعرفة البشرية حيث يولد الطفل وهو لايعلم شيئًا. وعن طريق السمع والبصر والفؤاد يستطيع أن يكتسب العلم والمعرفة. قالتعالى: }وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًاوَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّاتَشْكُرُونَ{ (النحل: 78). إضافة لهذا يتوجب علينا تطوير مهارات القراءة خلالالمراحل المبكرة من تعلم اللغة وذلك لأن عنصر القراءة يتوفر في المعلومات البصرية.

 

رد مع اقتباس