عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-17-2011, 08:10 PM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي أساليب التنشئة الاجتماعية التي تعتمد على عزل الأبناء المعاقين عن المجتمع والأسرة

 

- أساليب التنشئة الاجتماعية التي تعتمد على عزل الأبناء المعاقين عن المجتمع والأسرة:
تشير العديد من الدراسات التربوية إلى أن لعزل المعاقين عقلياً مساوئ وسلبيات عديدة، منها: الحواجز النفسية بين المعاق والمجتمع، وشعوره بالانفصال عن مجتمعه، كما أن عزل الأطفال المعاقين عقلياً في مدارس ومؤسسات خاصة يمثل اعتداءً على حقوقهم، وحرمانهم من استغلال إمكاناتهم إلى أقصى حدودها. كذلك توجد بعض الأسر التي تسارع بإخفاء الأطفال المعاقين في إحدى الحجرات لحين انصراف الضيف؛ لاعتبارها أنه (عـار) أو وصمة، وكل هذه الممارسات تؤثر سلباً على شخصية الابن المعاق، ولا تؤهله للاندماج في الحياة الاجتماعية واستغلال قدراته أقصى استغلال ممكن لتحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي. كذلك فإن هذه الممارسات تدلل على عدم التوافق الذي يسود العلاقات داخل هذه الأسر، وهروب أفرادها من الموقف دون الإقدام على مواجهته بشجاعة، كما يعني عدم تقبلها لهذا الابن ورفضها له؛ مما يؤثر سلباً على تكيفه النفسي والاجتماعي، وشعوره بضعف قيمته ومكانته داخل الأسرة، وأنه طفل غير مرغوب فيه (3).
وتؤكد بعض الدراسات الاجتماعية أن مسألة عزل الطفل داخل مؤسسة داخلية أو داخل أسرته، وإنكار إعاقته، إنما هو مظهر من مظاهر ضغط البيئة الاجتماعية على سلوكيات أسر المعوقين، والرغبة في إخفاء الإعاقة والابن معاً، حيث تعكس سلوكيات الأسرة طبيعة النظرة المجتمعية للإعاقة العقلية؛ مما ينعكس سلباً على الأسرة، التي تعتبر ابنها وصمة اجتماعية لا تتناسب مع مركزها الاجتماعي ومكانتها، حيث توجد نظرة سلبية من المجتمع لهذا النوع من أنواع الإعاقات؛ مما يسبب للأسرة حرجاً اجتماعياً، ولعل التفسير المناسب لهذه النظرة السلبية للمعاق هو انعدام الوعي الاجتماعي والثقافي والصحي حول طبيعة الإعاقة وأسبابها، والخصائص العلمية للمعاقين عقليا (4).
ومن صور عزل الأبناء المعاقين عن المجتمع عزله في مؤسسة داخلية، بعيداً عن الأسرة، الذي يعتبر شكلا سلبيا من أشكال التعامل معه، و يمثل درجة منخفضة من درجات استعداد الأسرة لرعايته والتعايش معه، وهو أمر يتأثر ـ إلى حد كبير ـ بالعوامل الاجتماعية والنفسية المرتبطة بالأسرة من ناحية، وخصائص المعاق من ناحية أخرى. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الأسر ذات المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي المرتفع تفضل وضع أبنائها المعاقين في مؤسسات داخلية؛ لاعتقادهم بتوافر الرعاية الصحية والتربوية للأبناء المعاقين.
وتشير العديد من الدراسات التربوية إلى أنه ليس هناك مبرر منطقي لعزل ذوي الاحتياجات الخاصة عن المجتمع؛ فإن كانوا أقل من العاديين إدراكاً وإنتاجاً واستعداداً للتعلم، وأقل قدرة على التذكر والفهم والتفكير، إلا أن لهم نفس عقول الأفراد العاديين، والاختلاف في درجة الذكاء، فلماذا لا نعتبر المجتمع أسرة كبيرة يعيش فيها الأطفال المصابون بالإعاقة العقلية جنباً إلى جنب مع الأطفال الأسوياء في حياة واحدة مشتركة؟ ولا سيما أن هناك من الأبحاث والدراسات ما أثبتت أن نسبة كبيرة من الأطفال يمكنهم التوافق النفسي والاجتماعي إذا ما أحسن توجيههم ورعايتهم؟! (5).

- أساليب التنشئة الاجتماعية القائمة على إهمال الطفل المعاق عقلياً:-
يعرف الإهمال على أنه الفشل في إمداد الطفل باحتياجاته الأساسية، مثل: المأكل المتوازن، والملبس، والمأوى، والتعليم، والعناية الطبية. واحتياجات المعاق العاطفية، مثل: الحاجة للأمن، والحب.. ويعد الإهمال من أهم العوامل خطورة في التأثير على الطفل من الناحية الجسمية والصحية والنفسية.
مظاهر الإهمال:
توجد بعض المظاهر التي يتضح فيها إهمال الأسرة للطفل المعاق، وهي كالتالي:-
‌أ- الإهمال الجسدي:
حيث تظهر على الأطفال مشاكل سوء التغذية كالنحافة الزائدة، أو السمنة الشديدة، أو نقص أحد العناصر الغذائية التي تسبب مشاكل أو أمراضاً مزمنة.
‌ب- إهمال العناية الطبية:
ويظهر ذلك في عدم إمداد الطفل بالعناية الطبية الروتينية أو الكشف الدوري على الطفل والعناية بأسنانه، وعدم الاهتمام بمرضه أو إصاباته. ويرتبط هذا النوع من الإهمال بنوع آخر من أشكال الإيذاء الجسدي، حيث يكون الأطفال ضحايا الإيذاء الجسدي أقل وزناً وصحة.
‌ج- نقص الإشراف الوالدي على الطفل:
قد يتحول الطفل من طفل عادي إلى طفل متخلف عقلياً لنقص فى الإشراف الوالدي، فمثلاً: نجد أن سقوط الطفل عن شئ مرتفع قد يحدث له كسراً في الجمجمة، أو كدمات، أو تجمعات دموية على أنسجة المخ، قد تسبب في النهاية تخلفا عقليا. وهكذا نجد أن الإشراف الوالدي غير الصحيح على الطفل قد ينتج عنه إصابة، أو تزايد خطر إصابة الطفل.
‌د- إهمال التعليم:
ويظهر في عدم الوفاء باحتياجات الطفل التعليمية، عن طريق عدم إدخاله مدرسة، أو إهمال تعليم الطفل المعاق، أو رفض الآباء الاستفادة من مزايا برامج تعديل السلوك أو البرامج التربوية المقدمة له.
‌ه- الإهمال العاطفي:
يعبر عن الفشل في الوفاء باحتياجات الطفل النفيسة والعاطفية وشعوره بالحب والأمن والاستقرار. ويفقد الإهمال العاطفي المتكرر للطفل الإحساس بمكانته عند أسرته، ويفقد الإحساس بحبهم له وانتمائه إليهم؛ مما يترتب عليه أن تتحول شخصية الطفل إلى شخصية قلقة، متخبطة في سلوكها، بلا قواعد، وقد يشعر الطفل بالنبذ من والديه، وعدم رغبتهما فيه؛ فيؤدي إلى ظهور أنواع من السلوكيات المضطربة، كأن يكون عدوانياً حاقداً على المجتمع، أو قد يكون منطوياً سلبياً يتسم باللامبالاة لمن حوله (6).

- إساءة معاملة الأطفال في مؤسسات أو نظم الرعاية system abuse:
وتعرف بالضرر الذي يقع على الأطفال في سياق السياسات والبرامج المخصصة لتقديم الرعاية والحماية لهم، وفيها يضار نمو وأمن الأطفال بسبب أخطاء يرتكبها الأفراد العاملون في هذه المؤسسات. ومما هو جدير بالذكر أن لهذه الإساءة آثارا سلبية على الطفل، حيث يضار النمو النفسي للطفل في مختلف أبعاده، وعلى السلوك الاجتماعي لهم بوجه خاص (7).

 

رد مع اقتباس