عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-14-2009, 08:09 PM
مريم الأشقر مريم الأشقر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الغاليــ قطر ـة
المشاركات: 550
افتراضي

 

مصحف «برايل» مشروع يؤكد مدى التكافل الاجتماعي بين المبصرين والمكفوفين

اعلن د.خالد النعيمي رئيس الاتحاد العربي للمكفوفين بالدوحة مؤخرا عن قيام الاتحاد بتجهيز مشروع طباعة القرآن الكريم بطريقة برايل وتوزيعه على المساجد في قطر وذلك لمساعدة المكفوفين الموجودين في كل انحاء الدولة على قراءة القرآن، وقد كان لاعلان هذ المشروع صدى كبير في اوساط المكفوفين حيث يعاني اغلبهم من عدم القدرة على قراءة القرآن ويعتمدون فقط على حاسة السمع.

وحين تطرقنا لاراء الجمهور وجدنا اختلافا بين عدد كبير من المتخصصين وغير المتخصصين، حول إمكانية صدور قرآن يكتب بطريقة «برايل»، ويكون له نفس أحكام المصحف الشريف، من حيث احكام القراءة وطرق التلاوة، لمساعدة المكفوفين على تلاوة القرآن الكريم بالطريقة الصحيحة.

بداية كانت هيئة كبار علماء المسلمين بالمملكة السعودية قد ابدت تحفظها على اعتبار مصحف برايل مصحفا قرآنيًّا، حيث رفضت إعطاءه أحكام المصحف المكتوب بالرسم العثماني، وقد نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية عن الشيخ عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء قوله: «لقد عرض علينا موضوع كتابة المصحف بطريقة برايل، غير أننا توقفنا عن إصدار قرار حوله»، وأشار إلى اختلاف أعضاء مجلس هيئة كبار العلماء حول إعطاء مصحف برايل أحكام المصحف القرآني، مؤكدًا رفض مجلس الهيئة اعتباره مصحفا.

وكانت مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم قد أنهت طباعة مصحف بطريقة برايل لاستخدامات المكفوفين، ويتم توزيع نسخ مجانًا على المكفوفين داخل المملكة وخارجها.. وهو ما يطرح تساؤلا حول ما هي الفائدة التي تعود على المكفوفين من طباعة هذا المصحف الجديد، وهل اهمية وجوده تبيح رفض الكثيرين اعتباره مصحفا معترفا به؟ اراء الجمهور من المتخصصين والعامة، واراء بعض المكفوفين في التحقيق التالي:

د. محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية كان قد قال في تصريح سابق بالقاهرة انه لا يجوز اعتباره مصحفًا، وإنما يمكن اعتباره طريقة شارحة للمصحف أو كتابًا للمكفوفين على غرار القرآن الكريم، لأنه لا بد من سد الذرائع في هذه المسألة، بحيث يمكن أن يفتح بابًا للطعن أو التحريف والتغيير لبعض أحرف أو رسم القرآن الكريم.

وقال: «ينبغي أن يكون هذا المصحف بين ايدى المختصين للتحقق من مدى مطابقته للرسم العثماني، لأن هذا المصحف الجديد على طريقة برايل قد لا يتطابق من حيث النظرة الأولى مع القرآن الكريم بالرسم العثماني الذي كتبه الحفظة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسهم زيد بن ثابت عند جمع القرآن، وقال ان الرسم العثماني هو أحد أوجه إعجاز القرآن الكريم، التي يختص بها القرآن عن غيره من الكتب ومن ثم لا يمكن اعتبار مصحف برايل مصحفا شريفا إذا لم يتطابق مع الرسم العثماني.

ويلفت إلى أنه بناء على ذلك لا يجوز التفريط في كتابة القرآن الكريم بالرسم العثماني لصدوره عن الصحابة، خاصة أن الحفظ لا يقتضي الحفظ المادي وإنما الحفظ من ناحية الرسم ومن كل النواحي.

ويشير د. محمد الشحات إلى جانب آخر وهو أنه لو تم السماح بكتابة القرآن الكريم بطريقة معينة قد يؤدي ذلك إلى كتابته بطرق أخرى وبالتالي تحريفه، ولذلك يجب ألا نفتح بابا لاعتبار المصحف بطريقة برايل قرآنا.

واختتم حديثه بقوله : « نعم هناك أمور قد تكون مشروعة ونافعة من طباعة مثل هذا الكتاب، لكن إعطاءه قيمة المصحف أمر خطير قد يفتح أبوابا جمة للإفساد في القرآن، خاصة وأن المتربصين كثيرون، وبالتالي ينبغي ألا يعتبر هذا الكتاب قرآنا، وإنما وسيلة مساعدة لتلاوة القرآن الكريم».

من جانبه يقول الشيخ احمد البوعينين ان مشروع تسهيل قراءة القرآن على المكفوفين من خلال مصحف برايل هو خدمة كبيرة لهم، فالمكفوف من حقه ان يستمتع بقراءة القرآن كما يقوم المبصر، ولو ان الله قد ابتلى الكفيف بفقد البصر فلا مانع من تعويضه بوسيلة اخرى تساعده على قراءة آيات القرآن باعتبارها وسيلة مساعدة لهم.

و يرى الباحث وليد خليل أن طريقة برايل ليس فيها حروف قرآنية، وإنما هي خطوط بارزة يصطلح على تحديد المراد منها، يعرفها المكفوفون، وبناء عليه فلا يكون مصحفًا، ولا يأخذ حرمة المصحف، ومع ذلك فلا مانع من كتابة مصحف بطريقة برايل دون إعطائه حكم القرآن.

ويؤكد ان المصحف المكتوب بطريقة برايل يأخذ أحكام التفسير لكنه ليس قرآنا، حيث إن الكتابة بطريقة برايل أشبه باللغة المترجمة، ويضيف أن المصحف بطريقة برايل سيكون مكتوبا بطريقة تختص بالمكفوفين، فلا يكتب القرآن باللغة العربية، وبالتالي تعد الطريقة المكتوب بها المصحف طريقة تفسيرية، ولا يسمى قرآنا، ولا يأخذ أحكام القرآن من ناحية الطهارة، وإنما يسمى تفسيرا للقرآن بهذه اللغة، وأضاف أن القراءة لهذا المصحف وإن كانت لنص القرآن، إلا أن الكتابة لن تكون بالحروف العربية، مع أن القرآن يلزم في أحكامه أن يكون مكتوبًا باللغة العربية، وعليه فالحكم يأتي من ناحية الكتابة وليس من ناحية القراءة.

ويذكر أن تواجد مصحف برايل في المساجد امر انساني من الدرجة الاولى، ويدل على التكافل الاجتماعي بين المبصرين والمكفوفين، معلنا ان المكفوفين في دول عربية اخرى أثنوا على هذا المشروع بعد تجربتهم له، وبالتالى فالمكفوفون في قطر من حقهم ان يقرأوا القرآن بانفسهم من خلال تعاملهم مع المصحف المترجم الى طريقة برايل.

وعلى خلاف الرأى السابق يؤكد أن المكفوف اعتمد في حياته على سماع القرآن من الجهزة الصوتية ولم يتعود على قراءتها من مصحف محسوس كما هو الحال في «برايل»، لكنه يوضح ان المكفوف ليس في حاجة الى مصحف برايل لانها لا تتيح للمكفوف قراءة التشكيل على الحروف ومعرفة الاحكام والسكتات وحركات المد والاشارات الموجودة على جانب صفحة المصحف، بالاضافة الى السجدات الموجودة عند بعض الايات في القرآن، ويرى انه لن يكون ذا فائدة كبرى بالنسبة للمكفوف.

و يذهب عمر الهادى إلى أن إصدار مصحف بطريقة برايل للمكفوفين فكرة جيدة، بحيث لا تحرم فئة من التعامل مع القرآن الكريم، وأضاف أن المصحف سيكون في قلب حامله لأنه ليس أحرفًا، حيث إن الحروف تنتقل لقلب السامع أو القارئ بالطريقة التي يقرؤها، وعليه يمكن اعتبار المسألة كلها تيسيرا لأمر القرآن للمكفوفين.

وذكر أنه لا علاقة في المسألة بالكتابة المرئية أو الملموسة في المصحف الشريف، ضاربا مثالا على ذلك بالمصحف المعلم الذي يتم تسجيله عبر أشرطة كاسيت، «فهنا يكون المصحف مسموعًا، ولم يدخل أحد في تحديد الفرق بينه وبين المصحف المقروء، إلا أن الاختلاف هنا أن المصحف بطريقة برايل سيكون مع فئة محددة وليس مع كل الناس»، مؤكدا على أن المصلحة المترتبة على هذا الأمر كبيرة.

وعن اعتراض البعض في اعتبار مصحف برايل قرآنا لكونه غير ملتزم بالرسم العثماني لفت احد المواطنين إلى أن «القرآن قد لا يكتب بالرسم العثماني ويظل قرآنا، وإن كان الصحيح من كلام العلماء أن نلتزم الرسم العثماني، لكن الأمر مختلف مع الكفيف حيث إن حالته خاصة»، مؤكدا أنه لا توجد حرمة في إيجاد مصحف يحتوي على آيات القرآن الكريم بطريقة برايل، على أساس أنه يساعد المكفوفين على التواصل مع كتاب الله تعالى.

وقال ان فكرة عمل مصحف للمكفوفين ليست سيئة، بل بالعكس هي فكرة مفيدة جدا شرط ان يتم كتابة بعض البيانات او الارشادات على واجهة مصحف برايل (مصحف خاص بالمكفوفين) ويتم كتابة بعض الملاحظات التي توضح ان هذا المصحف مخصص للمكفوفين وما هو الا وسيلة لتوصيل معاني القرآن الى فاقدي البصر، ولا يسمح بنقل معانيه او شرح معانيه في وسائل الاعلام، بل يقتصر القراءة فيه على القراءة الفردية للشخص الكفيف.

ويؤكد زاهر عبد الله ان المصحف المكتوب بطريقة برايل لن يؤثر على قدسية المصحف الشريف فهو طريقة او ترجمة يستطيع بها الكفيف ان يقرأ القرآن ويتابع الورد اليومي الذي يريد قراءته من خلاله، ولن يستخدم هذا المصحف الا من خلال هذا الكفيف ولن يتم تعميمه في وسائل الاعلام او التليفزيون، موضحا ان هذه خدمة انسانية لاشخاص ابتلاهم الله بفقد نعمة البصر ولا يوجد ما يمنع ان نشعرهم بامكانيه ان يكون في ايديهم كتاب به ايات القرآن يتحسسونها متخيلين انهم يقرأون القرآن ويتلمسون معانيه دون اعتمادهم على السمع كما هو معروف في اوساط المكفوفين، موضحا ان الشخص عندما يقرأ القرآن بصوته يكون له اثر كبير في ادراكه لمعاني الايات وتسلسلها، ويكون تركيزه اقوى لانه يتابع الاية بالاية ولا يجتاز واحدة الا بعد ان ينهي فهمه لها.

وتقدر التكلفة المادية لطباعة النسخة الواحدة للمصحف الشريف وتغليفه وتوزيعه بأكثر من400 ريال حيث تمر مرحلة طباعته بعدة مراحل بداية بإدخال المادة إلى الحاسوب ثم تحويلها من الخط العادي إلى طريقة برايل ومراجعتها بعد ذلك تتم مرحلة الطباعة على ألواح الزنك والمراجعة وجمع المادة وتغليفها ومن ثم توزيعها وتصديرها.

جدير بالذكر ان الاتحاد العربي للمكفوفين عبارة عن منظمة غير حكومية واعضاؤها يمثلون الجمعيات الاهلية ذات العلاقة المباشرة بالمكفوفين في الدول العربية، و له صفة استشارية في جامعة الدولة العربية في كل ما يتعلق بالمكفوفين في الوطن العربي.، ويهدف الاتحاد إلى تطبيق المواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالمكفوفين في الدول الاعضاء من خلال الجمعيات الاهلية ومتابعة شؤون المكفوفين العرب من خلال جمعياتهم في دولهم والعمل على تذليل الصعاب امام هؤلاء المكفوفين بالطرق الممكنة.

ويعمل الاتحاد على الرقي بمستوى الكفيف العربي من النواحي الاجتماعية والثقافية في المقام الاول وكذلك من الناحية الاقتصادية حسب الامكانيات المتاحة إلى جانب متابعة اوضاع المكفوفين المهمشين.

كما انه من ضمن اهداف الاتحاد تكوين قاعدة بيانات عن المكفوفين في الوطن العربي تحدث بين الحين والاخر بالاضافة إلى اقامة المعسكرات والانشطة الاجتماعية والثقافية بقدر الامكان.وقد جاءت فكرة انشاء اتحاد عربي للمكفوفين بناء على توصيات مؤتمر الشرق الاوسط للمكفوفين الذي انعقد بالعاصمة العمانية مسقط في نوفمبر 2006م حيث تم تشكيل لجنة متابعة بهذا الصدد اجتمعت في مسقط ايضا في شهر مايو الماضي واتفقت على اختيار دولة قطر لاستضافة المؤتمر التأسيسي للاتحاد العربي للمكفوفين.


http://www.al-watan.com/data/2009031...p?val=local4_3

 

__________________
(( المسمى الجديد الآن هو الأشخاص ذوي الإعاقة وليس المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة بناء على طلبهم في اجتماعات اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في نيويورك .. الرجاء نسيان المسميات السابقة كلها ))


والله أحبك يا قطر ** قدّ السما وقدّ البحر ** وقدّ الصحاري الشاسعة ** وقدّ حبات المطر ** والله أحبك يا قطر **
رد مع اقتباس