عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-16-2012, 06:55 PM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي

 

وبينت الأم أنها منذ 19 عاما انطلقت هي ووالده إلى أول محطة علاج لابنها أحمد، بعد أن تأكدا من غرابة سلوكيات وتصرفات ابنهما ابتداء من مستشفى الملك خالد الجامعي. وتمضي أم أحمد في حديثها «توجهنا نحو مستشفى الملك خالد الجامعي بحثا عن تفسير طبي لحالة ابني لكننا عدنا أدراجنا، فالطبيب رفض تشخيصه طبيا إلا بعد التحاقه بمرحلة الروضة الدراسية».
استغربت الأم كثيرا من حديث طبيب يعمل في مستشفى حكومي معتمد ومعروف في العاصمة، وقالت «على الرغم من قلة اطلاعي على التقنيات والاختبارات الطبية، إلا أن ثقتي بأن تطور الطب وطرق التشخيص تختلف تماما عن تلك الطريقة العقيمة وغير المقنعة في التعامل مع تلك الحالات».

متخلف عقليا وذكاؤه 45% .. صدمة

خرج الوالدان من المستشفى يبحثان عن أمل آخر لعله يدلهما على طريق الصواب، متجهين نحو المستشفى العسكري, لكن الواقع خالف كل التوقعات وكانت المفاجأة .. 15 دقيقة كانت كافية لأن يحكم طبيب نفسي معروف على أحمد، ويقول «إنه متخلف عقليا، ونسبة ذكائه لا تتجاوز 45 في المائة!».
وبصوت يحمل نبرات حزينة، تسترجع أم أحمد ذكريات ما حدث في ذلك اليوم، «كان ابني كثير الحركة ويلفته بشكل كبير أجهزة الكمبيوتر، ومنها الجهاز الخاص بالطبيب النفسي الذي قصدناه لتشخيص حالة ابني في المستشفى العسكري، وبعد مكوثنا في عيادته مدة لم تتجاوز 15 دقيقة قضى سبع دقائق منها في الرد على هاتفه المحمول الذي كان حديث الإصدار آنذاك، لم أفاجأ بأن هذا الطبيب حكم على ابني بالتخلف العقلي فحسب، بل من قطع الأمل نهائيا في إمكانية تلقيه التعليم، ونصحنا بأن نبحث له عن مجال تدريبي عندما يكبر كالمعهد التقني».
لعبة «المكعبات» وذكاء أحمد

وعلى الرغم من صدمة أم أحمد من تشخيص الطبيب إلا أنها لم تصدقه، وتواصل «صدمنا صدمة كبيرة من جراء كلام هذا الطبيب في بادئ الأمر، ومع ذلك لم أصدقه، ولم أكترث لحديثه، فالذكاء الذي كان يتمتع به أحمد عند مراقبتي الدائمة وهو يلهو بـلعبة «المكعبات» التي كان والده يحضرها له، وطريقته اللافتة في تكوين البيوت والمباني التي لم يكن ينسى أدق التفاصيل كتخصيص مكان لمواقف السيارات في نهاية كل مبنى، يجعلني ألقي بكلام ذلك الطبيب خلفي، حتى إن كان ينضم إلى فريق طبي كبير في مستشفى معروف كالمستشفى العسكري».
وتتواصل رحلة البحث عن طبيب متمكن يستطيع تشخيص حالة أحمد، فمن طبيب في مستشفى الملك خالد إلى بروفيسور في مستشفى الصحة النفسية، ولقناعة الوالدين بعدم إصابة ابنهما بالتخلف العقلي توجها نحو مستشفى الصحة النفسية بحثا عن تفسير يعارض التشخيص السابق لمشكلات النطق وغرابة تصرفاته, لكن تشخيص البروفيسور لم يفرق كثيرا عن تشخيص زميله السابق, بل زاد الطين بلة.

أخذت أم أحمد نفسا عميقا وقالت بحرقة «كنا نبحث عن طبيب يخالف رأي تشخيص الطبيب السابق، وتوجهنا إلى مستشفى الصحة النفسية فتم عرض حالة أحمد على بروفيسور سوداني الجنسية لكنه لم يختلف عن سابقه، وبدلا من أن يجري عددا من الاختبارات عليه، استهل المقابلة بعدد كبير من الأسئلة الاجتماعية علي، وبعدها حكم هو الآخر بأن ابني لديه تخلف عقلي شديد وطلب مني الرضا بقدري».
وتضيف أن هذا البروفيسور لم يقف عند حد تأييد الحكم الذي أصدره زميله السابق، بل ألقى اللوم بالكامل على الأم تجاه ما أصاب أحمد، عندما علم أنها معلمة وتترك ابنها عند والدتها خلال فترة عملها في المدرسة، وقال لها بتضجر «كيف تريدينه أن يتحدث وأنت تتركينه لدى أمك برفقة الخادمة طوال فترة الصباح».
وتساءلت الأم: هل كل العاملات اللائي يتركن أبناءهن أثناء فترة العمل يصاب أولادهن بمشكلات صحية ونفسية مشابهة لمشكلة ابني؟».




أحمد مع أطفال «متلازمة داون»، عندما كان في مرحلة الروضة.

 

__________________
رد مع اقتباس