عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-28-2009, 04:17 PM
مريم الأشقر مريم الأشقر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الغاليــ قطر ـة
المشاركات: 550
افتراضي

 

تناولت أسباب الإعاقة والتعايش معها وأهمية التدخل المبكر ...الأعلى للأسرة يصدر دراسة حول الإرشاد الأسري في مجال ذوي الاحتياجات


التعايش مع الإعاقة عملية صعبة.. لكنها غير مستحيلة

للأسرة دور أساسي في التعامل مع الطفل المعاق

غنوة علواني

أصدر المجلس الأعلى لشؤون الأسرة دراسة متخصصة في الارشاد الأسري في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة أعدتها السيدة مريم صالح الأشقر تحدثت فيها عن اسباب الاعاقة واهمية التدخل المبكر للحد منها وكيفية التعايش معها وحددت الدراسة ايضا استراتيجيات وفنيات التعامل مع الطفل المصاب.

وقد بدأت الدراسة بتعريف الاعاقة حيث تختلف التسميات التي يتم اطلاقها على الاطفال المعوقين تبعا لمتغيرات عديدة وبوجه عام لعل التسمية اصبحت الاكثر قبولا في السنوات الماضية هي الاطفال «ذوي الاحتياجات الخاصة» وبصرف النظر عن التسميات فهي تشير الى الاطفال الذين يعانون من حالات ضعف معينة تزيد من مستوى الاعتماد لديهم وتحد من قدرتهم أو تمنعهم من القيام بالوظائف المتوقعة ممن هم في عمرهم بشكل مستقل والاعاقة ليست مرضا ولكنها حالة انحراف او تأخر ملحوظ في النمو الذي يعتبر عاديا من الناحية الجسمية او الحسية او العقلية مما ينجم عنه صعوبات وحاجات خاصة لا توجد لدى الاطفال الآخرين وهذه الصعوبات والحاجات تستدعي توفير فرص خاصة للنمو والتعلم واستخدام ادوات واساليب مكيفة يتم تنفيذها فرديا وباللغة التربوية، فالاعاقة هي وضع يفرض قيودا على الاداء الاكاديمي، الامر الذي يجعل التعلم في الصف العادي بالطرق التربوية العادية أملا يصعب او يستحيل تحقيقه لبعض الاعاقات وتعرف الاعاقة بكونها اصابة بدنية او عقلية او نفسية تسبب ضررا لنمو الطفل البدني او العقلي او كليهما وقد تؤثر في حالته النفسية وفي تطور تعليمه وتدريبه وبذلك يصبح الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة والاعاقة قد تكون عاهة واحدة او عدة عاهات مختلفة في نفس الطفل وقد تسبب عجزا كاملا او جزئيا كما يمكن ان تكون الاعاقة ثانوية بمعنى ان تصيب الانسان بعد اكتمال نمو المخ والجسم كما هو معروف حوادث الطرق ويمكن ان تصنف الاعاقة الى العديد من الفئات وهي التخلف العقلي وصعوبات التعلم والاعاقة السمعية والاعاقة البصرية والاعاقة الجسمية واضطرابات الكلام واللغة والاضطرابات السلوكية.


أسباب الإعاقة

وتشير الدراسة الى انه للمعرفة العلمية ذات العلاقة بأسباب الاعاقة اهمية بالغة فهذه المعرفة تلعب دوراً حيوياً في تصميم الاجراءات الوقائية من حالة الاعاقة وهي تسهم في تحديد المجموعات التي ينبغي ان تستهدفها البرامج والخدمات بوجه خاص وهي تساعد في توفير المعلومات اللازمة لتشخيص حالة الاعاقة والتنبؤ بتأثيراتها المحتملة على النمو والتعليم والسلوك وعلى الرغم من ان نسبة غير قليلة من حالات الاعاقة لا يعرف لها سبب محدد او ظاهر وان الاسباب تختلف من اعاقة لأخرى وهناك المئات من الاسباب العامة المحتملة والتي يعرف ان بعضا منها اكثر انتشارا من البعض الاخر والفئة الاولى من الاسباب هي الاكثر شيوعا.

وتؤكد الدراسة ان هناك سببان للاعاقة: أسباب وراثية واسباب بيئية ام الاولى فهي تنطلق من جيل الى آخر عن طريق الجينات كما هو موجود في بعض الاسر مثل التخلف العقلي والنقص الوراثي في افراز الغدة النخامية. اما الاسباب البيئية وهي التي تلعب دورها من الحمل وحتى الوفاة وهي مؤشرات ما قبل الولادة واثنائها وبعدها، اما مجموعة الاسباب المرتبطة بمرحلة ما قبل الولادة فهي اصابة الام او تعرضها للامراض الخطيرة مثل الحصبة الالمانية او اضطرابات القلب والربو والكلى وتسمم الحمل والامراض الجنسية كذلك استخدام بعض الادوية الضارة بالجنين دون استشارة الطبيب وتعرض الام للاشعة السينية لذلك يجب على الطبيب التأكد ما اذا كانت المريضة حاملا ام لا قبل اجراء الفحوصات بالاشعة السينية وتعرض الام الحامل لعوامل ضارة كالتدخين وتسمم الحمل والخداج ونقص الاوكسجين والعوامل الوراثية والاضطرابات الكروموسومية، أما مجموعة الاسباب المرتبطة بالولادة فهي حدوث الولادة قبل موعدها المحدد وقد تؤدي لنزيف خلال الولادة واصابة دماغ الجنين خلال الولادة واختناق الجنين اثناء الولادة المتعسرة ويؤدي الى قلة الأوكسجين الواصل لمخ الجنين بسبب انفصال المشيمة وعدم الاهتمام بنظافة الجنين بعد الولادة مباشرة مما يؤدي الى الاصابة بالرمد الصديدي الذي يؤدي لفقد البصر اضافة الى صعوبة الولادة والنزيف والولادة باستخدام اساليب خاصة كذلك ارتفاع نسبة المادة الصفراء ونقص الاوكسجين بسبب انفصال المشيمة قبل موعدها او اصابة الطفل بالامراض الرئوية الحادة واستخدام العقاقير وغير ذلك.

أما مجموعة الاسباب المرتبطة بمرحلة مابعد الولادة فهي المتغيرات الطبيعية او البيئة اذا ما تعرض لها طفل ولد طبيعيا قد تنتهي باعاقة ما وهذه المتغيرات هي تعرض الطفل الى الاصابة بالأمراض والارتفاع الشديد في الحرارة وعدم علاجها في الوقت المناسب اضافة الى اصابات الرأس نتيجة السقوط من مكان مرتفع والامراض الخطيرة المزمنة واساءة استخدام العقاقير الطبية والتسمم بالرصاص او بغاز اوكسيد الكربون، ثم تطرقت الدراسة الى ردود افعال الوالدين النفسية نحو اعاقة طفلهما حيث تحدث الاعاقة ردود افعال متنوعة ومختلفة لدى الوالدين الامر الذي يحد من قدرتهما على تربية الطفل والعناية به وعلى الرغم من ان ردود الفعل تختلف بمراحل انفعالية ونفسية متشابهة ينبغي التأكد بأن هذه الانفعلات ليست مرضية بل هي طبيعية ويمكن ان يصاب الاهل بالعديد من ردود الفعال كالصدمة او النكران وهو عدم الاعتراف بأن الطفل يعاني من اعاقة والحداد حيث تعيش الاسرة فترة حداد على الحلم الجميل والخجل والخوف من عدم قدرة الاسرة على التعايش مع حالة الاعاقة اضافة إلى اليأس والاكتئاب وقد تنتاب الاسرة حالة من الغضب والشعور بالذنب وحالة من التمني والآمال غير الواقعية وتأتي بسبب انهماك الوالدين بالبحث عن كل الطرق العلمية وغير العلمية لمساعدة طفلهما.

وركزت الدراسة على خطوات الحث عن المساعدة وتبدأ بذكر الله سبحانه وتعالى وتجنب الشعور بالأسف والاعتماد على المصادر الايجابية في الحياة قد تكون أحد هذه المصادر أحد المشايخ او طلاب العلم الشرعي وحثت الدراسة على التحدث مع اسرة اخرى لديها طفل مصاب بالاعاقة والبحث عن المزيد من المعلومات وتعلم المصطلحات الفنية.


التدخل المبكر

وتحدثت الدراسة عن التدخل المبكر لعلاج الأطفال ذوي الأطفال الخاصة التدخل المبكر هو نظام خدمات تربوية وعلاجية يصمم خصيصا للاطفال في مرحلة ما قبل المدرسة «للسنوات الست الأولى من العمر» الذين لديهم حاجات خاصة غير عادية، بمعنى أنهم يكونون معوقين أو متأخرين نمائيا أو معرضين لخطر الإعاقة أو التأخير.

وكثيراً ما يتم إحالة الاطفال الى برامج التدخل المبكر، من قبل طبيب الاطفال أو الاعصاب او العيون او الانف والأذن والحنجرة، وبعد احالتهم تطبق على الاطفال اختبارات كشفية سريعة، لمعرفة مواطن الضعف او العجز في نموهم من النواحي العقلية والحركية والسلوكية، فإذا كانت النتائج غير مطمئنة يجرى للطفل تقييم شمولي متعدد الأوجه باستخدام اختبارات تشخيصية متنوعة وفي ضوء النتائج يتم اتخاذ القرارات المناسبة.

وأشارت الدراسة إلى أن الخدمات التي تقدمها برامج التدخل المبكر تتضمن عناصر وقائية متنوعة مثل العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي، والعلاج النطقي والارشاد الأسري، والتقييم التربوي-النفسي، والبرامج التربوية الفردية، والاشراف الطبي والتمريضي.

ويتم تقديم خدمات التدخل المبكر إما في مراكز متخصصة يعمل فيها ذوو التخصصات المذكورة اعلاه حيث يلتحق الاطفال العاديون بالحضانات ورياض الاطفال، وإما في منازل الاطفال حيث يتم تدريب الأمهات على سبل العناية بأطفالهن وذلك على أيدي اختصاصيات يتمتعن بالكفاءة المهنية.

التعايش مع الإعاقة

إن تربية الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر صعوبة وذلك لأن اسرة الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة تتعرض لمشكلات وتتصدى لتحديات خاصة إضافة إلى تلك التي تواجهها الاسر جميعا، فالإعاقة غالبا ما تنطوي على صعوبات نفسية، مادية، طبية، اجتماعية، وتربوية، فليس بمقدورنا ان نتحدث عن نتائج متشابهة للاعاقة على جميع الأسر، فكل أسرة لها خصائصها الفردية، وتتمتع بمواطن قوة محددة، وقد تعاني من مواطن ضعف معينة، وقد اشارت الدراسات الى ان اعاقة الطفل تقود إلى تقوية العلاقة الأسرية، في حين أشارت دراسات أخرى إلى عكس ذلك، فبينت أن اعاقة الطفل قد تؤدي إلى مشكلات في الحياة الأسرية وخاصة منها تلك المرتبطة بإساءة معاملة الطفل جسمياً أو نفسياً وتأثر العلاقة الزوجية.. وقد تحدث مجموعة من ردود الأفعال العاطفية، سبق التحدث عنها.

وتؤكد الدراسة أن التعايش مع الاعاقة عملية صعبة، ولكنها غير مستحيلة، حيث إن تربية الأطفال وتنشئتهم التنشئة الصحيحة مسؤولية كبيرة ومهمة صعبة وشاقة، وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للأطفال العاديين، وهو حقاً كذلك، فإن تربية الطفل ذي الاحتياج الخاص أكثر صعوبة، وأكثر مشقة، لماذا؟ لأن أسرة الطفل ذي الاحتياج الخاص تتعرض لمشكلات وتتصدى لتحديات خاصة اضافة إلى تلك التي تواجهها الأسر جميعاً.

وإن الاعاقة قد تفرض على الوالدين تغييرات مهمة في مجرى حياتهما، وهي قد تقود إلى الشعور بالحزن، قد يختفي أحياناً ولكنه يعود فيظهر مجدداً. وإن الاعاقة شيء غير متوقع، فكل أب وأم في الدنيا ينتظران طفلاً عادياً لا بل قل مثالياً، ولذلك فليس غريباً أن تمثل اعاقة الطفل صفعة قوية للآمال، والأمر الغريب هو أن يتقبل الوالدان اعاقة طفلهما دفعة واحدة، وبدون صعوبات في البداية.

ايضا لما كانت الاعاقة تشكل ازمة حقيقية، فإنها تحدث ردود فعل نفسية قد تكون شديدة، وما ينبغي التأكيد عليه هنا هو أن مثل هذا الأمر طبيعي وهناك من يقول إنه صحي ولكن ما كانت ردود الفعل ضمن حدود معينة.

إن ردود الفعل هذه قد تأخذ أشكالاً متنوعة مثل الشعور بالصدمة عند اتضاح الاعاقة والحداد، والحزن على الطفل العادي الذي كان منتظراً، ولكنه لم يأت، وعدم الاعتراف بالاعاقة على مستوى اللاشعور مما يؤدي إلى التنقل بالطفل من اختصاصي إلى آخر، والشعور بالخوف على مستقبله، ووضعه في المجتمع، والشعور باليأس في ضوء فشل كل المحاولات لمعالجته والغضب وربما الشعور بالذنب.

وقدمت الدراسة بعض المقترحات المفيدة في كيفية التعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة التي تسمح معرفتنا العلمية بتقديم مقترحات بناءة ومفيدة وهي أن تقبل الطفل كما هو، حاول التعرف إلى أفضل الطرق لتعليمه حيث إنه لن يتعلم بالقوة، ولا تتوقع منه ان يتعلم كل شيء باستخدام نفس الطرق التي يتعلم بها الأطفال الآخرون. وإن كون الطفل من ذوي الاحتياج الخاص لايعني أبداً عدم محاولة تغيير سلوكه أو عدم توضيح قواعد السلوك المناسب، إضافة إلى مكافأة الطفل على التحسن الذي يطرأ على أدائه، حتى لو أبدى تحسناً بسيطاً، فتعزيز التحسن يقود إلى المزيد منه، وأعط الطفل فرصاً لتأدية السلوك المطلوب، ولاتنظر إلى الطفل من زاوية اعاقته فقط، انظر إلى الصفات المقبولة في أدائه، ووفر الفرص لتطويرها، وتبن المواقف الواقعية من الطفل.


التعامل مع الطفل المعوق

وتطرقت الدراسة إلى استراتيجيات وفنيات التعامل مع هذا الطفل حيث يجب معاملة الطفل كما هو حسب حالته واستبعاد الأفكار والآمال السابقة من ذهن الوالدين عن الطفل، والبحث عن الاختصاصيين في هذا المجال للحصول على الخدمة المناسبة والتوجيه السليم، وايجاد سلوكيات اجتماعية مناسبة وتدريب الطفل عليها، واتاحة الفرصة للطفل لممارسة الرياضة وذلك لبذل الجهد لامتصاص الطاقة والحركة والنشاط المفرط لدى الطفل إن وجدت، وملاحظة مدى التأثيرات الحسية لدى الطفل سواء كانت هذه التأثيرات سمعية، لمسية، بصرية.. إلخ. وايجاد طريقة مناسبة خاصة للتواصل فيها مع الطفل (محدودية التعليمات في البداية مع استخدام وسائل ايضاح بالاضافة الى الكلام.

http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?
xf=2007,April,article_20070422_590&id=local&sid=lo calnews

 

رد مع اقتباس