عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-09-2013, 03:51 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 

خامساً: نماذج أخرى من أنظمة تقديم الخدمات التأهيلية للمعوقين:
هناك مجموعة كبيرة من النماذج التي يمكن أن تشاهد في دولة دون أخرى، والتي
يدخل كل منها في نظام أكبر لتقديم الخدمات، مثل النظام الصحي، أو نظام القوى العاملية، أو نظام التعاونيات أو غيرها. وسوف نستعرض فيما يلي بعض هذه النماذج:
1- وحدات العلاج الطبيعي:
وهذه الوحدات قد تكون مستقلة أو ملحقة بالمستشفيات أو ملحقة ببعض الأندية الرياضية، وهي تقدم خدمات للمرضى الذين يحتاجون إليها كجزء من تأهيلهم الشامل، كما هو الحال في حالات الشلل.
2- مصانع الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية:
وقد توجد هذه الوحدات في بعض مراكز التأهيل، حيث تشترى منها الخدمات لهيئات مثل هيئة التأمين الصحي أو الصحة المدرسية للطلاب، كما تنتشر المصانع الخاصة للأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية على مختلف أنواعها.
3- وحدات السمع:
وتقدم هذه الوحدات الخدمات السمعية ابتداء من قياس السمع ووصف المعينات السمعية المناسبة، والتدريب السمعي. وقد يرتبط بها وحدات لتدريب النطق.
وتوجد مثل هذه الوحدات بالمستشفيات العامة وبمراكز تأهيل الصم. وفي الولايات المتحدة الأمريكية فإن مثل هذه الوحدات تقام في صورة مستقلة ضمن أنظمة تقديم الخدمات الطبية، ويكون الاعتماد الأساسي فيها على أخصائيين في السمع.
4- وحدات الكلام:
وهذه الوحدات لاتزال قليلة في مصر، ومن أشهرها وحدة تدريب الأطفال المعوقين سمعياً بمصر الجديدة والتي تستخدم طريقة الدكتور جوبرينا اليوغسلافي، كذلك أنشأت كلية الطب بجامعة عين شمس مركزاً لعلاج أمراض الكلام والتخاطب. ويعتمد العمل في مثل هذه الوحدات على وجود أخصائي في تشخيص أمراض واضطرابات الكلام والنطق ومدربين مؤهلين لعلاج عيوب الكلام Speech Therapists وفي بعض الأحيان تستخدم هذه المراكز معلمين متخصصين في التربية الخاصة للمعوقين سمعياً.
كذلك يوجد معهد للسمع والكلام تابع لوزارة الصحة يقوم على خدمة الطلاب في المراحل التعليمية التي تستفيد من خدمات الصحة المدرسية.

5- وحدات المعينات البصرية:
حيث يكون عمل مثل هذه الوحدات فحص الأبصار وقياس قوته، ووصف المعينات البصرية المناسبة. وفي الولايات المتحدة فإن مثل هذه الوحدات تشتمل على مصانع لإعداد المعينات البصرية ذات التكبيرات المناسبة لكل حالة على حدة.
6- وحدات التأهيل المتنقلة (قوافل التأهيل):
في بعض الأحيان تكون المناطق أو التجمعات السكانية متناثرة في مساحات شاسعة، الأمر الذي يصعب معه الاعتماد على مراكز ثابتة للتأهيل، وإنما يتحرك فريق للتأهيل في صورة قوافل إلى مثل هذه التجمعات، وقد أجريت في مصر تجربة على مثل هذه القوافل في محافظة أسيوط.
7- التأهيل المنزلي:
إن وصول التأهيل إلى المعوقين الذين لايمكنهم الوصول إليه أمر إنساني وهام لمساعدة هؤلاء المعوقين، وبعض المعوقين تكون حركتهم مقيدة، أو تمنعهم ظروفهم الاجتماعية أو الظروف البيئية من الوصول إلى الخدمات التأهيلية. وتقوم فكرة تأهيل هذه الحالات على إتمام العملية التأهيلية في المنزل بقدر المستطاع، سواء التقويم أو الإرشاد أو التدريب أو التشغيل وقد بدأت عملية التأهيل المنزلي الذي كان يتم عبر مجموعة من المكاتب المنتشرة في أحياء القاهرة، وتتبع المركز النموذجي للمكفوفين، قد أجريت تجربة لتنفيذ مثل هذه الخدمات مع المعوقين بدنيا فيما عرف باسم مشروع التأهيل المنزلي، وهي تجربة تستحق الاستمرار في تطبيقها من خلال مراكز التأهيل المتخصصة لربط المعوق بحياة المجتمع وإشعاره أن هناك من يهتم به وبحالته وبمساعدته على حياة أفضل.
8- تعاونيات التأهيل:
يساعد النظام التعاوني من ينتمون إليه في الحصول على الخدمات اللازمة والحصول على وسائل ومواد الإنتاج وتسويق الإنتاج في صورة تعاونية، تقوم على مبادئ التعاون مثل الاشتراك الاختياري وديمقراطية الإدارة وتوزيع الأرباح بنسبة المعاملات وغير ذلك. وقد جرب هذا النظام في مصر مع المكفوفين، حيث كان يتم تزويد المكفوفين بمستلزمات الإنتاج، ثم يتم تسويقها لهم، لكن لاتتوفر بيانات عن مدى نجاح مثل هذه التجربة. لكن مثل هذه التعاونيات تعتبر النظام الأساسي في تأهيل المعوقين وتوظيفهم في بعض الدول مثل بولندا، حيث تخدم هذه التعاونيات عدة ملايين من معوقي الحرب العالمية الثانية ومابعدها. كما توجد تعاونيات للتأهيل في دول كثيرة أخرى منها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وغيرهما.
9- الأسر المنتجة:
مشروع الأسر المنتجة من المشروعات الحيوية التي تنفذها وزارة الشئون الاجتماعية في مصر. ويهدف هذا المشروع إلى تكوين وحدات إنتاجية داخل الأسرة وفي مقر إقامتها للمساعدة في تحسين الدخول وشغل وقت الفراغ وتقليل البطالة والاستفادة من الطاقات، ويمكن لهذا المشروع أن يسهم إلى حد كبير في تأهيل المعوقين.
10- التأهيل عن طريق أفراد الأسرة:
فكرة تأهيل المعوقين بمساعدة من بعض أفراد أسرهم فكرة حديثة نسبياً، تساعد على نشر الخدمة التأهيلية في صورة اقتصادية تناسب ظروف الدول النامية بصفة خاصة، وكذلك الدول التي تتباعد فيها التجمعات السكانية وتقل فيها المواصلات.
وتقوم هذه الفكرة على تدريب أفراد من أسرة المعوق على كيفية الرعاية التي يقدمونها له، وكيفية تعليمه. ومن شأن هذه الطريقة أن تشعر المعوق بعلاقة المودة والحب بينه وبين أفراد أسرته، وتجعله يستفيد من حياته في بيئة أسرية يشبع فيها حاجاته النفسية والاجتماعية بجانب حاجاته البدنية.
11- مراكز الترويح:
في بعض الدول توجد مراكز دائمة للترويح خاصة بالمعوقين يأتون إليها في أفواج ليقضوا فترة من الوقت مثلاً أسبوعين كل عان، وتكون مصممة بحيث تناسب حالاتهم، كما تقدم الخدمات المناسبة على يد متخصصين.
وفي مصر تقوم المعسكرات الصيفية في مدن الشواطئ مثل الإسكندرية وبورسعيد ومرسى مطروح، ويستفاد في إقامة المعسكرات بالمباني القائمة مثل المدارس والتي تكون خالية في الصيف ويصحب المعوقين في هذه المعسكرات فريق من المتخصصين، لكن لاتزال مثل هذه الخدمات قاصرة على الملتحقين بمراكز التأهيل دون غيرهم من المعوقين.
وقد ازداد الاهتمام في السنوات الأخيرة ببرامج الترويح للمعوقين بعد اشتراك هؤلاء المعوقين في الأندية الرياضية أو تأسيسهم لنواد خاصة بهم، كما بدأ خروجهم إلى دول العالم للاشتراك في المسابقات الرياضية الدولية.
12- وحدات التأهيل بمستشفيات الصحة النفسية:
ازداد الاهتمام ببرامج التأهيل للمرضى الذين يلحقون للعلاج بمستشفيات الأمراض النفسية في السنوات الأخيرة، وبصفة خاصة مع ازدياد الحوادث التي تؤدي إلى اضطرابات نفسية، ومع تغير أنظمة العلاج النفسي وإمكانية عودة المريض إلى المجتمع مرة أحرى. ويبدأ التأهيل داخل المستشفى بأنشطة الرعاية الذاتية والعلاج بالعمل.
13- وحدات تأهيل مدمني المخدرات:
قد تنشأ الوحدات في صورة مستشفيات خاصة بعلاج هذه الحالات أو أقسام في مستشفيات الصحة النفسية. غير أن البعض يرى عدم إدخال مدمني المخدرات ضمن حالات المعوقين، وإن كانوا لايزالون بحاجة إلى برامج لتأهيلهم شأنهم شأن المسجونين.
14- خدمات الإقامة:
في الولايات المتحدة وفي الدنمارك وغيرهما توجد خدمات للإقامة المؤقتة أو الدائمة للمعوقين وخاصة المتخلفين عقلياً سواء أثناء تأهيلهم أو بعد تأهيلهم وتحت مسميات مختلفة، مثل الأكواخ، وبيوت منتصف الطريق، وبيوت الضيافة، وهي تدار بواسطة المعوقين مع مساعدات من غيرهم سواء متطوعين أو موظفين.
15- الخدمات التطوعية:
يعتبر جانب الخدمات التطوعية في مجال التأهيل من الأمور المهمة، وقد يكون التطوع مقابل أجر وقد يكون بلا أجر. وفي المعتاد فإنه توجد هيئة أو هيئات تكون مسئولة عن تنظيم مثل هذه الخدمات، وفي سبيل المثال فإن الجامعات الأمريكية تحتوي ضمن برامجها الدائمة مكاتب لخدمة الطلاب المعوقين، حيث تعلن عن حاجاتها لمتطوعين للعمل في هذا المجال، ويقومون بأداء خدمات مثل القراءة أو المرافقة للمكفوفبن، وبعض الجوانب الخاصة بالرعاية الشخصية لحالات شديد الإعاقة مثل إطعام حالات الشلل الرباعي، وخدمات النقل للمعوقين إلى أماكن تأهيلهم وأماكن دراستهم، وخدمات الترويح، وخدمات التنظيم الاقتصادي لشئون المعوقين وغيرها كثير. وفي مصر توجد كثير من الهيئات الأهلية مثل جمعيات أصدقاء المرضى وجمعيات رعاية مرضى السرطان وأسرهم ومرضى روماتزم القلب ومرضى السكر ومرضى الدرن وغيرها كثير.
إن أنظمة تقديم الخدمات للمعوقين متعددة ومتنوعة في مداها من حيث الفئات التي تخدمها أو نوع الخدمات التأهيلية التي تقدمها، وبعض الخدمات تقوم عن طريق برامج حكومية تنتمي عادة إلى وزارات الشئون الاجتماعية والعمل والصحة والتعليم، وفي مصر كذلك في معظم الدول العربية فإن خدمات التأهيل الشاملة تقدم عادة من خلال وزارة الشئون الاجتماعية أو الهيئات التي تشرف الوزارة عليها، كما توجد خدمات نوعية تقدم من خلال وزارة الصحة ووزارة التعليم ووزارة الشباب.
ويهمنا قبل أن نختم الحديث في هذا الموضوع أن نؤكد على أهمية اشتمال أنظمة التأهيل على توصيل الخدمة للمعوقين والوصول إليهم في وقت مبكر وحيثما كانوا. فالإصابة والعجز ذات تأثير تراكمي، وكلما مضت فترة طويلة بعد حدوث العجز زادت الترسبات النفسية والاجتماعية وارتفعت الحواجز بين المعوق وبين حياة المجتمع، كما ننبه إلى ضرورة التنسيق بين الخدمات التأهيلية وعدم تباعدها أو اختلافها في الفلسفة وعدم تكرارها أو وجود نقص فيها وأن يكون من حق المعوق التأهيل حيثما كان التأ هيل قريباً منه ومناسباً له وأن يكون من تصميم منشآت التأهيل على أسس هندسية تساعد المعوقين على الاستفادة منها وأن تستخدم الجهاز الوظيفي المدرب والواعي والراغب في مساعدة المعوقين بإخلاص واهتمام وإنسانية وبمهارة عالية ومعرفة كافية بظروف الإعاقة.

 

رد مع اقتباس