فئة الإعاقة البصرية:
الاعتبارات التأهيلية في حالات الإعاقة البصرية:
إن الجوانب الفنية في عملية التأهيل لاتختلف في العمل من فئة إلى أخرى إلا من حيث المحتوى حيث يتحدد ذلك بطبيعة العجز الحادث والحاجات المشتركة التي يفرضها. ويمكن أن تحدد الخطوط الآتية باعتبارها خطوطاً أساسية في العمل التأهيلي مع المعوقين بصرياً.
1- مصادر الحالات:
تأتي حالات الإعاقة البصرية إلى مراكز التأهيل من جملة مصادر منها عيادات أطباء العيون ومستشفيات الرمد (مستشفيات العيون) وأقسام الرمد في المستشفيات العامة ومعاهد التربية الخاصة للمكفوفين (معاهد النور) وفصول ضعاف البصر والهيئات الأهلية وبرامج الضمان الاجتماعي في الوحدات الاجتماعية، وكذلك من يتقدمون من تلقاء أنفسهم لطلب هذه الخدمات.
2- الدراسة والتقويم:
أ- التقويم الطبي:
ويحتاج الكفيف أو المعوق بصرياً إلى ثلاثة أنواع من الدراسة الطبية:
1- الحالة الصحية العامة.
2- حالة الإبصار.
3- حالة السمع.
وقد ذكرنا من قبل أنه من المفاهيم الخاطئة والشائعة بين عموم الناس أن الكفيف لديه قدرة سمعية خارقة، ولكن الواقع أن هناك فروقاً فردية كبيرة نحتاج معها أن نتعرف على حالة السمع لدى الكفيف لنساعده بالصورة المناسبة إذا تبين أن لديه نقصاً في السمع.
ب- التقويم النفسي:
قد نحتاج إلى التعرف على القدرات وخاصة القدرة الذهنية (الذكاء) وكذلك الميول وبعض جوانب الشخصية، ولأن الإعاقة البصرية تفرض على صاحبها قيداً في وصول المعلومات البصرية والتعامل معها. لهذا أصبح من الضروري استخدام الاختبارات النفسية التي تناسب هؤلاء الأفراد، والتي لاتعتمد أساساً على المعلومات البصرية مثل القراءة والكتابة والتعرف على الأشكال وغيرها. وقد ظهرت جهود كثيرة لاستنباط اختبارات مناسبة للمعوقين بصرياً أو إعداد بعض الاختبارات بطريقة برايل لتناسب من يستخدمون هذه الطريقة. كما أن استخدام الاختبارات اللفظية هو الذي يعتمد عليه عن استخدام الاختبارات الأدائية، ومن الاختبارات المناسبة في ذلك الصدد اختبار هايزر بينيه، وهو اختبار خاص معدل ليناسب المكفوفين ويستنبط من مقياس استانفورد بينيه كما يستخدم كثير من الباحثين الجزء اللفظي من مقياس ويكسلر لذكاء الأطفال مع الأطفال المكفوفين. كذلك فقد قام نيولاند عام 1964 بإعداد اختبار للاستعدادات التعليمية للمكفوفين The Blind Aptitude Test [BLAT] والذي يتضمن قياس قدرة الطفل على استخدام حاسة اللمس وهو مايعطي قيمة للاختبار، حيث تعتبر حاسة اللمس ذات أهمية خاصة في تعليم البرايل.
ويمكن استخدام مجموعة كبيرة من المقاييس المستخدمة مع المبصرين إذا طورنا تعليماتها وطريقة الإجابة عليها بما يناسب المكفوفين، سواء بإعدادها بالكتابة البارزة (البرايل) أو في صورة مادة مسموعة على أشرطة كاسيت، وبحيث تكون الإجابة بالبرايل أو على تسجيل.
ج- التقويم المهني:
ويتم هذا النوع من التقويم كما سبق الإشارة إليه بعدة أساليب منها عينات العمل وهو أسلوب يناسب المكفوفين، ويساعد في نفس الوقت على تنمية مهارات التوافق لديهم.
3- الخدمات التأهيلية:
1) الخدمات الطبية:
يحتاج المكفوفون إلى مجموعة من الخدمات الطبية التأهيلية منها:
أ- المعينات البصرية لمن يحتاجون إليها.
ب- المعينات السمعية لمن يحتاجون إليها.
جـ- خدمات طبية رمدية دورية لفحص حالة العين ووصف العلاجات المناسبة أو إجراء الجراحات المناسبة.
د- خدمات العلاج الطبيعي، وذلك لتصحيح عيوب القوام والتشوهات الجسمية المختلفة.
هـ- الخدمات الطبية العامة مثل الرعاية الطبية وخدمات الأسنان.
ويمكن الاعتماد في جانب من هذه الخدمات أو كلها على البرامج الطبية الموجودة في المستشفيات مع ضرورة توفير خدمات إسعاف داخلية لمواجهة الحوادث الطارئة.
2) الخدمات الإرشادية:
من الضروري توفير خدمات مناسبة للإرشاد سواء منه الجانب المهني أو الجانب الخاص بالتوافق الشخصي، حيث يمكن من خلال الإرشاد إعداد خطة مناسبة بالاشتراك مع العميل.
3) الخدمات المهنية:
يمكن للمكفوفين القيام بمجموعة كبيرة من الأعمال بدءاً من الأعمال التي تعتمد على الكلام والجوانب الذهنية، مثل التعليم والوعظ وحتى الأعمال المتصلة بالصناعات والتي يعتمد بعضها على مهارات عالية. وقد أمكن تأهيل المكفوفين والكفيفات في مصر على مجموعة كبيرة من الحرف نذكر منها:
صناعة البلاستيك، صناعة السجاد، النجارة، صناعة الأحذية، صناعة أدوات النظافة، تعبئة الأدوية، بعض المراحل في الصناعات المعدنية، السويتش، العزف الموسيقي وغيرها.
4) خدمات التوافق الشخصي:
هناك مجموعة كبيرة من الخدمات التي تدخل في هذا الجانب والتي تساعد المعوق بصرياً على التعامل المناسب مع البيئة من حوله، ولعل أهمها بالنسبة للمكفوفين مايتصل بالكتابة والقراءة ومايتصل بالتنقل والحركة.
أ- الكتابة والقراءة:
الطريقة البديلة للقراءة والكتابة العادية هي طريقة الكتابة البارزة المعروفة بطريقة برايل، نسبة إلى مبتكرها لويس برايل وهي تعتمد على تكوين الحروف الهجائية من مجموعة أقصاها ست نقط، تكتب باستخدام سن مدبب (مخراز) يجعلها تبرز على الوجه الآخر حيث يمكن قراءتها في الاتجاه العكسي. فهي تكتب من اليمين إلى اليسار، ولكنها تقرأ على الوجه الآخر من الورقة باستخدام حاسة اللمس للأصابع من اليسار إلى اليمين.
وقد أظهرت تطويرات كثيرة في الأدوات والآلات التي يمكن استخدامها في كتابة برايل ومن أحدثها استخدام الكمبيوتر (الحاسب الآلي) في هذا المضمار بل أنه أصبح بوسع الكفيف الكتابة بطريقة برايل وتصحيح مايكتبه بها على حين يمكن للكمبيوتر أن ينتج له نفس الكلام مكتوباً أيضاً بالكتابة العادية الأمر الذي يسهل الإتصال بين الكفيف وغيره من المبصرين والمكفوفين على سواء مع الاحتفاظ بخصوصيته.
ب- الحركة والتنقل:
تعتبر مشكلة التنقل في البيئة من المشكلات الأساسية في حياة المكفوفين، ويتوقف على التعامل مع هذه المشكلة ومواجهتها بالشكل المناسب الكثير من جوانب حياة الكفيف، سواء مايتصل بتعليمه أو عمله أو حياته بصفة عامة.
وهناك مجموعة كبيرة من الوسائل التي يمكن أن يلجأ إليها الكفيف، ومنها الاعتماد على العصا العادية أو العصا البيضاء (عصا هوز) أو العصا الإلكترونية الحديثة التي تعطي إشارات تنبه الكفيف إلى وجود عوائق أو استخدام الكلاب المرشدة (الكلاب الباصرة) أو استخدام مرافق
من البشر (دليل)
ومع وجود كل هذه الوسائل المساعدة فإنه من الضروري تدريب الكفيف على مهارات التنقل معتمداً على نفسه أساساً. وقد أصبح من المعتاد أن تشتمل برامج تأهيل المكفوفين على برنامج خاص للتدريب على التنقل.
ومما يذكر أن وسائل المواصلات بما فيها الطائرات تمنح ميزات للمكفوفين بأن تجعل أجرة سفره وسفر المرافق بأجر شخص واحد.
برنامج تأهيل حالات الشلل المخي:
يشتمل برنامج حالات الشلل المخي على مجموعة من الخدمات التخصصية ومنها:
1- برنامج العلاج الطبيعي:
ويشتمل على تقويم جوانب الحركة مثل الجلوس، والزحف، والوقوف، والمشي، وتستخدم التمرينات المناسبة للتدريب على الحركة والمشي، كذلك الإرشادات الخاصة باستخدام الأجهزة التعويضية والمعينات مثل العصي، العكاكيز، والمشايات والكراسي المتحركة وممارسة الأنشطة الوظيفية مثل الحركة من الكرسي المتحرك، وصعود السلالم والمشي على أسطح متنوعة وإدارة الكرسي المتحرك وتكون الأهداف في هذه المرحلة مركزة على تنمية القوة والتآزر والاتزان، وتعلم استخدام المعينات المساعدة.
2- برنامج العلاج الوظيفي: Occupational Theraby
ويركز هذا البرنامج على أنشطة الحياة اليومية مثل تناول الطعام، والاستحمام، وقضاء الحاجة، وارتداء الملابس، والنظافة الشخصية، وتتطلب هذه الأنشطة تدريباً خاصاً، واستخدام بعض المعينات مثل أدوات المائدة التي لها مماسك خاصة والأكواب المناسبة وماكينات الحلاقة المعدة خصيصاً وكذلك مجموعة أخرى من المعينات ويكون الهدف من هذا البرنامج هو تنمية الاعتماد على النفس (الاستقلالية) في أمور الحياة اليومية لأقصى درجة ممكنة.
3- برنامج الترويح:
ويشتمل هذا البرنامج على اللعاب الداخلية، والرياضات الخارجية مع استخدام التجهيزات الخاصة، والرحلات، والألعاب الخاصة بمستخدمي الكراسي المتحركة، وحفلات الإجازات، والمعسكرات الصيفية. والهدف هنا هو توفير الفرص للاسترواح والعلاقات الاجتماعية ومواجهة خبرات جديدة في الحياة.
4- البرنامج المهني:
ويشتمل على برنامج إعداد مهني يهتم بالمهارات الأساسية، والتقويم المهني والإرشاد، والتوافق الشخصي والتدريب على العمل، العمل في مصنع خاص محمي (بشكل مؤقت أو دائم) والتوظيف الانتقائي في المؤسسات أو المصانع. ويكون الهدف هو الإعداد لعمل مفيد يعطي للفرد دخلاً سواء في مصنع خاص (محمي) أو في المجتمع.
5- برنامج السمع والكلام:
ويشتمل على تقويم آليات الكلام وأنماطه والقدرة اللغوية، وكذلك قياس السمع والمساعدة من خلال المعينات السمعية والتدريب على الكلام والتدريب على التخاطب غير اللفظي أو اللفظي والتدريب السمعي. والأهداف من هذا البرنامج هي: معالجة عيوب الكلام والسمع وتنمية مهارات التخاطب.
6- البرنامج النفسي:
قياس مستوى الذكاء ومدى نمو الشخصية والاستعدادات العامة وتقدير مدى القابلية للتعليم أوالتدريب، والإرشاد المختصر وعلاج المشكلات الانفعالية، والتعرف على وجود صعوبات تعلم والاشتراك في تخطيط البرنامج الفردي التعليمي، الاجتماعي والمهني وإرشاد الآباء. وتكون الأهداف لهذا البرنامج هي تحديد قدرات الفرد وحاجاته وتوفير الإرشاد والعلاج النفسي.
7- برنامج الخدمات الاجتماعية:
استخدام طريقة خدمة الفرد في التعرف على بيئة المنزل، واتجاهات الأسرة، والعلاقات الشخصية للعميل، كما تجري مقابلات دورية مع الوالدين لتحديد مدى تعاونهما في توفير حاجات الطفل وعقد اجتماعات مناقشة للآباء وترتيب الاستفادة من إمكانيات المجتمع. والأهداف من هذا البرنامج هي تشجيع اشتراك الأسرة وحل المشكلات الشخصية والعملية.
8- برنامج التعليم والتدريب:
تعد برامج للرعاية في مرحلة الحضانة والروضة، برنامج للتجهيز للتعليم، وفصول تربية خاصة في القراءة والحساب للمتخلفين عقلياً ومن لديهم صعوبات تعلم، وتوجيهات للكبار في بعض المواد المختارة مثل الدراسات الاجتماعية، والفنون، والطباعة على الآلة الكاتبة، ومهارات إدارة المنزل وغيرها.